الاستاذ طالب كاظم عبد الكريم الحسن .....المجاهد الشجاع/ الدكتور أحمد الخاقاني
Mon, 8 Apr 2013 الساعة : 0:07

بعض مما عرفته عنه .... الحلقه الاولى
الاستاذ طالب كاظم عبد الكريم الحسن من مواليد 1949 ، خريج دار المعلمين وحاصل على شهادة البكلوريوس في اللغه العربيه وادابها من جامعة صلاح الدين ويحضر لرسالته في الماجستير ، وهو مثقف واديب وكاتب ومفكر ... من مؤلفاته ( حكومة القريه ... فصول من سلطة النازحين من ريف تكريت ، اغتيال الحقيقه ... عبد السلام عارف واشكالية الكتابه في تاريخه السياسي ، بطانة السلطان ... اشباه الرجال في دائرة الضوء ، بعث العراق من البداية المريبه الى النهايه الغريبه ، وله كتيبات عديده اخرى ) . عمل مديرا عاما للعلاقات العامه في مكتب رئيس الوزراء ثم محافظا لمحافظة ذي قار .
كان منذ صباه معتدا بنفسه يتميز بفطره وسريره نقيه ونفس منظبطه وجوارح مهذبه وقد استشعر عظمة الاسلام منذ فتوته فتولد لديه دافعا لارتياد مسالك الخير ونمت لديه شخصيه ثابته تتسم بعقيده راسخه ، وكان من اصول كريمة فأن لاخواله مكانه عاليه في المدينة لمقامهم الاجتماعي حيث كانوا يمثلون وجوه القوم فضلا عن عملهم في التجاره مما نمى فيه روحا كبيره ونفسا عزيزه وسمتا قويا بنته التربيه ومحصته البيئه والحياة .
ومنذ كان طالبا في دار المعلمين كان ذا توجه ديني يسير بعقيده راسخه مدافعة شجاعه ، فكان يحضر ويشارك في الندوات التي يقوم بها الدعاة في الناصريه وكان منذ العام 66/1967 يستشعر هو وصحبه ان هناك تنظيما ينظم هذه النشاطات ويوجه الشباب ، وفي ذات يوم مبارك ارسل زميله السيد هلال السيد ابراهيم طلبا الى السيد عبود السيد حميد الذي يسكن كربلاء ، يطلب فيه انظمام الاستاذ طالب الحسن والاستاذ بادع كريم الى حزب الدعوه الاسلاميه ، كان ذلك عام 1967 قبل ان يتخرج الاستاذ طالب الحسن من دار المعلمين . وبعد ان تخرج الاستاذ طالب الحسن من دار المعلمين ، كان بكل سلوكه ونشاطه اسلاميا ملتزما ، نموذجا قدوة ، طالما حضرت له نقاشات في احدى مقاهي ناحية الفهود وهي المقهى التي اسماها الاستاذ سهر العامري بمقهى الجدل في روايته ( المقهى والجدل ) التي ركز فيها على الجدل الذي كان يدور في تلك المقهى التي كانت تمثل منتدى ثقافي لتيارين هما التيار الاسلامي بقيادة الاستاذ طالب الحسن والتيار الماركسي بقيادة الاستاذ كاظم داود . وكان النقاش يتسم تارة بالمرونه والهدوء الذي يقتضيه ان الاثنين من مدينه واحده ومن حي واحد ومن سلك مهني واحد ، واخرى يتسم بالشده التي تقتضيها المبادئ المتناقضه وقدسيتها لدى كل منهم والافتراق والتناقض الواسع بين التيار الاسلامي والتيار الماركسي . وقد حضرت ثلاثه من تلك النقاشات كانت واحده منها عن التوحيد واخرى عن النبوه وثالثه عن البعث والحساب ، ومن الحق ان اقول ان الاستاذ طالب الحسن كان واسع المعرفه بسيط المفرده بالغ الحجه قوي الدليل مستقرءا جيدا لخصمه وحليما لايستفز بسهوله .
كانت فترة السبعينيات مليئه بالنشاطات الدينيه والتوجيهيه والنشاطات الاجتماعيه ، وكنا نرى على قيادتها الاستاذ طالب الحسن والاستاذ بادع كريم (اعدم) والاستاذ علي عدنان (اعدم) والسيد عباس الجابري (اعدم) ، فمازلت اتذكر مايبذله الاستاذ طالب الحسن من جهود لاقامة المناسبات الدينيه والتوجيهيه مع ضعف الامكانات لكنه كان حريصا على اقامتها ولو اقتضى ذلك استعارة مكبرات الصوت من المؤذنين في المنطقه ، ومازلت اتذكر توجيهات وارشادات ومطارحة الافكار الماديه للاستاذ علي عدنان حينما كان يدرس اللغه العربيه والتربيه الاسلاميه في الثانويه ، ومازالت تحتفظ ذاكرتي باسماء بعض الكتيبات التي يعيرها او يوجهنا بقرائتها الاستاذ بادع كريم خصوصا وقد استحدثت مكتبة الامام الحكيم في احد جوامع المدينه ، وكانت مناسبة الثالث من شعبان اوسع المناسبات تغطية حيث يقام احتفالا دينيا بمولد الامام الحسين (ع) في الجامع الكبير في المدينه ومازالت ذاكرتنا تحتفظ ببعض قصائد السيد عباس الجابري . وكانت قصيدة ( ياسيدي ياابا السجاد معذرة ) من القصائد التي استمر الشباب بترديدها منذ سماعها وحتى بعد استشهاد السيد عباس الجابري . ومنها
ياسيدي ياابا السجاد معذرة وكل شخص بلا شك سيعتذر
لان شخصك لا شعر يحيط به ولا صفاتك نحصيها وتختصر
فمشعل العدل في يمناك تحمله وصخرة الحق من عينيك تنفجر
راموا بافعالهم ان يطفئوا قبسا الله انزله كي تهتدي البــــشر
راموا امانة مجد انت وارثــــه من النبي وان هم للنبي قهروا
فزوروا قدرمااسطاعوا وكم نسجوا من الاباطيل ماراموا وكم مكروا
اراموا يمحوك لما كربلا امتلئت وجاء يسرع في راياته عـــــــمر
الى اخر القصيده التي تربوا على 100 بيت من الشعر .........
ولابالغ لو قلت ان هذه المجموعه كانت كثيرة النشاط وكثيرة التواصل الاجتماعي داخل المدينة وخارجها فكانوا يحضرون ويشاركون في كل المناسبات الاجتماعيه التي تحصل في المدينة ، الافراح والاتراح.
بلغت النشاطات الدينيه والاحتشاد الشبابي ذروتها حينما ارسل الاما م محمد باقر الصدر ( قدس سره) الشيخ الجابري (اعدم) لاقامة صلاة الجماعه في المدينه .
ومن المعروف ان فترة البعث قد استخدمت النار والحديد وقامت بنفي الكثير من المثقفين الى مناطق بعيده فقد نفي الاستاذ طالب الحسن الى تكريت عام 1978 غير انه كان على تواصل مع المدينه ويزداد هذا التواصل في فترة العطله الصيفيه ، وكان تنظيم الدعوه في ناحية الفهود يسير بسريه تامه ، وفي نهاية امتحانات البكلوريا للصف السادس الاعدادي في حزيران 1979 عدنا الى اهلنا وعند وصولنا الفهود وفي الشارع الرئيسي كانت هناك مظاهره شبابيه غير مسلحه خرجت من احد جوامع المدينه بقيادة الاستاذ طالب الحسن ، كان التظاهر يومذاك يحتاج الى شجاعه منقطعة النظير ، حيث لم يكن احد يجرؤ على مثل هذا الخروج العلني ضد حكومه يحكمها صدام حسين المعروف بالبطش ، لقد وصل صيت هذه المظاهره الى رأس النظام فولدت هزه عنيفه ، اذ ماكان قبلها يعرف ثقل ووزن حزب الدعوه الذي اظهرت المظاهره ان اتباعه والمتعاطفين بالمئات في مثل هذه المدينه النائيه ، ان الارباك الذي احدثته المظاهره كان واضحا من خلال الاعداد الكبيره من رجال الامن والاستخبارات التي دخلت المنطقه والاعتقالات العشوائيه والاخذ بالضنة والشبهه فاقتيد العشرات الى السجن ، وقد شاء الله ان يكون الاستاذ طالب الحسن من الناجين من البطش الصدامي حيث هاجر الى سوريا في 19 تموز 1979 ، غير ان ابناء اقرب اخواله ( الذين كان ومازال يسميهم اخوتي ) لم يسلموا من السجن والقتل فأخذوا جميعا بالتتابع وكان اثنان منهم اطباء احدهم نال الشهاده والثاني خرج من السجن وقد تشوه جسده ويديه من التعذيب فيما امضى الثالث اغلب عمره في السجن ، اما بيوت اخواله الاخرين فقد كثر فيهم السجن والاعدام ،لقد شاء الله ان تكون هذه البيوت كثيرة العطاء لوجهه الكريم بعد ان تكاثر شذاذ الافاق وكتبة التقارير.
عاد الاستاذ طالب الحسن بعد شهر من رحيله الى سوريا وانتظم في الدوام بمدرسته في تكريت غير انه سرعان مااعتقل من 26 اب 1980 وحتى 22 تشرين الثاني 1980 وبعد ان اطلق سراحه استمرت متابعته حيث كان النظام في تلك الفتره شديدا مع الاسلاميين وجرت عدة محاولات للقبض عليه وأشدها محاولة يوم 22 ايلول 1981 ، فهرب الى سوريا في نهاية شهر ايلول من نفس العام ليبدأ رحله جديده في معارضة النظام في المهجر .
كنت اتذكر اعداد الشباب الذين اقتيدوا الى السجن بتقارير ضعاف النفوس ، تلك الحاله التي وصفها احد شعراء الفهود بقصيده مطلعها :
لا لن نخاف من الليوث وان طغت لكننا نخشى دجاج المصلحه
كما ان ذات الشاعر قد رثى المعتقلين خصوصا الذين نالوا الشهادة في الثمانينيات من رجال الدعوه المجاهدين ( وكانوا نخبة تمثل اوائل الخريجين في الطب والهندسه والاداره والاقتصاد في ناحية الفهود ) على يد كلاب السلطه البعثيه ، فرثاهم بقصيده مطلعها :
ان الكلاب التي من لحمنا شبعت كانت وربك غرثى تطلب الحسكا