تلفزيون الناصرية يبث الحياة الجديدة ويبعث رسائل إعلامية لشبكة أخبار الناصرية/حيدر عبد العباس الموسوي

Fri, 5 Apr 2013 الساعة : 8:29

فإن رسالة الإعلام رسالة عظيمة، ورسالة لها وزنها وقيمتها قديماً وحديثاً؛ لكنها في الزمن الأول كانت محدودة بين الأشخاص، محصورة في من له حق التوجيه والإرشاد للناس، كما أمر النبي صلى الله عليه واله وسلم معاذاً - رضي الله عنه - لما بعثه إلى أهل اليمن مرشداً وداعياً لهم إلى الإسلام بقوله: «فأعلِمْهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخَذ من أغنيائهم فترُّد على فقرائهم...» الحديث[1]، فالإعلام هنا إبلاغ الحق ونشره. لقد كان الإعلامي في السابق له حدوده وخصوصيته، وفي هذا الزمن أصبح الإعلام ذا شأن كبير، ومدى بعيدٍ، وأصبح يؤثر على آراء الناس، وفي أخلاقهم، وأعمالهم، وتصوراتهم؛ لذا كان الواجب على الإعلاميين الإسلاميين حقاً أن يكونوا أهل نصيحة للأمة، وأهل دعوة صادقة، وأهل صدق في ما يقولون، وفي ما يطرحونه من قضايا، وفي ما يعالجونه من مشاكل. فالأمة المسلمة تواجه تحديات كثيرة، تحديات ضد عقيدتها، وضد أفكارها، وضد مجتمعاتها، وضد أمنها، وضد قِيَمها، وضد اقتصادها، وضد وحدتها، وضد كل عمل فيه خير للأمة الإسلامية، هي تحديات من إعلام فضائي، وإلكتروني، وغير ذلك، وهي تحديات قائمة ظاهرة؛ فكيف يواجهها الإعلام الإسلامي؟ وكيف يواجهها الإعلاميُّ المسلم؟ كيف يواجه رجلُ الإعلام هذه التحديات العظيمة؟ أيواجهها بمجرد قول ورأي فقط؟ أو أنه يواجهها برأي، وحكمة، وبصيرة؛ بأن يتصور ذلك الباطل المدسوس، ويتصور هدفَه ومغزاه على الأمة الإسلامية، وهذه الأراجيف والإشاعات يتصورها تصوراً حقيقياً، ويدرسها دراسة متعمقة؛ لينظر ما وراء السطور، وما الهدف والمقصود من ما قيل ونُشِر؟ ثم يعالجها بحكمة، ونقاش هادف يقصد منه إيضاح الحق، ودحض الباطل. نعم! الحق جاء، والباطل أمام الحق لا يثبت إذا جاء الحق مدعماً بالأدلة على لسان إعلاميٍّ مسلم ذا دين وتقوى يرجو الله ويخافه، ويتصور الموقف بين يديه، وينظر لمصدر المعلومة، ويستشعر حقيقة نفسه، وأنه مؤمن وُجِد في هذه الدنيا ليعمُر الأرض بطاعة الله، وكُلِّف بالواجبات والفرائض ليقوم بنصرته لدينه، وجهاد في سبيله، وإنقاذ الأمة مما لُبِّس عليها، ومما جُنِي عليها من أفكار منحرفة، وآراء ضالة؛ وذلك لأن الإعلامي المسلم ينبغي عليه - في مناقشة الباطل - أن يدحض حجة المبطلين. قال الله - تعالى - عن المشركين: {وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إلاَّ جِئْنَاكَ بِالْـحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} [الفرقان: ٣٣]. قال بعض المفسرين: هذه عامة في كل زمان، ومع كل أهل الباطل؛ لأن الباطل لا يمكن أن يثبت أمام الحق. قال الله - تعالى -: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْـحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ} [الأنبياء: 18]. فنحن اليوم ننتظر البث الجديد لتلفزيون الناصرية ويعتبر رسالة إعلامية مهمة كونه يمتاز بتقنيات رصينة بالرغم من قلة التخصيصات وقلة الدعم المادي لتطوير كافة البرامج الدينية والسياسية والثقافية والرياضية التي سوف تبث عبر شاشة تلفزيون الناصرية وهذا انجاز جيد للزملاء [يحيى الناصري. وفاضل ألخاقاني] الذين يواصلون الليل والنهار مع الكادر المتخصص في بث النشرات الإخبارية على مدار الساعة ويكتمل المشروع برفد الزملاء العاملين بدورات تطويرية وبناء قدراتهم الإعلامية حتى يظهروا عبر تلفزيون الناصرية على أحسن وجه " تحية للإبداع والتألق في فضاء الحرية..
 

Share |