كلام هادئ في أجواء ساخنة/طاهر مسلم البكاء
Thu, 4 Apr 2013 الساعة : 0:31

لسنا من دعاة الحرب ولسنا من منظري الدكتاتورية ،ولانريد أن نمدح اجهزة الحكومة ونقول انها وفرت كل ما يريده الشعب ،ولكننا نقول ان التظاهر الحضاري شئ، والعصيان وتهيأة أجواء الحقد الطائفي بين طوائف ومكونات الشعب العراقي شئ آخر ،وهو أمر غير جائز في هذا الظرف وأن تنفيذه على هذه الشاكلة يخضع لتأثير أجندات خارجية وداخلية ،لاتريد للعراق أن يستمر كبلد موحد قادر على حماية شعبه وثرواته ،في وضع دولي هو أشبه بالبحر المتلاطم الأمواج .
صحيح أن المواطن العراقي ،سواء في الشمال أو الجنوب ،غير راضي تماما" عن الرموز والشخصيات التي أعطاها صوته وثقته وصحيح أن هناك بعض السلبيات والهنات في عمل الحكومة ،ولكن من الصحيح أيضا" أن الحكومة قامت بجهد كبير من أجل تغيير وجه العراق ،الذي تعرض الى أكبر عملية تدمير في تاريخة ،واستلمته بلدا" خرابا" قد دمرت مؤسساته وبناه التحتية بالكامل ،وانها ممثلة في كل فئات الشعب العراقي قد عملت جاهده على تغيير نفسية الفرد العراقي من الأحباط و الخوف وانعدام الأمن نحو البناء والدخول مجددا" في الأمل بالمستقبل على هذه الأرض ، غير أن المواطن يبقى دائما" يرنو الى أفراد الحكومة ذاتها ،ويقارن درجة الثراء ومقدار الأمتيازات التي تمتع أعضاءها بها وبين الحال الذي يعيشه هو ولانأتي بجديد أذا قلنا ان مسؤولينا سواء أكانوا برلمانيون أم أعضاء مجالس محافظات أو وزراء كانوا قد عملوا بجهد لتغيير واقعهم الأقتصادي والمعاشي والوصول الى درجة من الأستفادة القصوى من الأيام التي يقضونها كمسؤولين في الدولة ، وهم على علم أن فترة المغادرة آتية لاريب فيها ،وأن الأنسان بطبعه الطمع لا يكفيه شئ من حطام الدنيا الفانية ،بحيث أنه يؤثر ذلك على سمعته ويحاول الظهور بمظهر الثائر الذي لاتهمه سوى أهداف ومبادئ الثورة التي عمل بجد من اجل نجاحها ،ووسط هذه المتناقضات كان ينتشر الفساد المالي والأداري في أجهزة الدولة الذي يشترك جميع مسؤلي الدولة من كل المكونات في المسؤلية عنه .
ومع ان الدولة حاولت جاهدة مكافحة الفساد ولكنها لم تحقق شيئا" واضحا" في هذا الأتجاه ،ولايزال الفساد يبرز بين الحين والآخر وعلى أعلى المستويات ،وما نراه اليوم من سجال بين المكونات السياسية والدولة هو أوضح أنواع الفساد والأهتراء السياسي ، فبالأمس كردستان تبحث عن مغانم على حساب العراق ،ولا يحلو لها ان تصل الدولة الى درجة من القوة التي تبلغ فيها الرقابة على مكوناتها !،واليوم القائمة العراقية يشترك أعضائها ممن هم محسوبون على أجهزة الدولة العليا ،بالتظاهر على الدولة !،انها بحق أحجية ، فهل أن هذا المسؤل يتظاهر على نفسه وعلى عدم قدرته على الأتيان بما يعالج الواقع ويستجيب لمطالب الناس المشروعه، وردالمطالب الغير مشروعة منها ،أم انه يستعرض مسرحية سمجة وضعت بأشراف مخرجين وممولين من خارج العراق ،يهمهم جدا" ان تؤول الأوضاع بالعراق الى وضع مماثل لما هو عليه حال سوريا اليوم ،وقد يدور بخلده تدعيم وضعه الأنتخابي بالبروز من جديد كمدافع عن الناس بعد أن استشعره الكرسي بالخدر ،وحتى لو كان كل هذاعلى حساب الدولة التي هو جزء منها ،وهذا لعمري من أشد متناقضات السياسة وأئتلاف الأحزاب ،فأما يكون في الدولة ويعمل من موقع المسؤلية ،أو يكون معارضا" وأيضا" في صف المعارضة يجب ان يكون غير مسموح له الأخذ البلاد الى كف عفريت .
اذن ما يحتاجة العراق اليوم للوقاية من خراب جديد وحرب طاحنة قد تأتي على الأخضر واليابس هو الشخصانية التي تستخدم الدستور وما متوفر للدولة من هيبة وقوة ،لتدعيم الوحدة الداخلية وعدم السماح لأولئك المتربصين بالبلاد والذين يرغبون في عودة عدم الأستقرار والأوضاع المضطربة من اجل اطماع واهداف شخصية ،ويجب ان لاننسى أن العراق يملك ثروات هائلة واحتياطات نفطية تتصدر الأحتياطيات العالمية ،وبالتالي لكي يتمكن من استغلال ثروته لفائدة شعبه ،يجب أن يكون قويا" موحدا" .
أن ما يعترض عليه في هذه التظاهرات ،ان بعض الفئات فيها تدعو الى تمزيق البلاد والأخذ بها الى آتون الصراعات الطائفية ،علما" ان الطريق الديمقراطي موجود حيث تواجد ممثليهم في مجلس النواب ومجالس المحافظات ،وإذا كان قد أحسن الأختيار فمما لاشك فيه يستطيع التعبير عن ذاته ،وان يحاسب ممثليه أولا" قبل محاسبته للحكومة ،اذا كان هناك تقصير أو أي انحراف .
من الواضح الذي لاشك فيه ان هناك جهات خارجية وداخلية من مصلحتها ان ينكس شراع القيادة في البلاد ،وانهم متحفزون لتصيد الغنائم الشخصية وتحقيق الأحلام المريضة على حساب العراق وشعب العراق ،ولا يخدم أطماعهم بأي حال من الأحوال ،أن تكون هناك حكومة عراقية قادرة على أدارة البلاد والوقوف بوجه الأنحراف ,
وبكل تأكيد لو كانت الأغلبية في الحكومة كردية أو سنية لرددوا نفس النغمة من الحكومة ولقالوا أنها حكومة سنية وهي تعمل بالضد من مصالح الأغلبية الشيعية ،وهكذا الحال لو كانت حكومة كردية ،أذن من الذي يريدونه ان يحكم العراق ،هل من غير أبناءه ،ام هابطين من الفضاء !
وثانية الى جميع ابناء العراق ،كل العراق : لقد مررتم بمحن متتالية من الحكم الفردي العبثي الى الحصار البغيض الى الأحتلال المباشر ،ولكنكم كنتم متمسكين بوحدتكم دائما ،في وقت لم تكن لديكم مثل ما تملكونه اليوم من منافذ ديمقراطية وفرص ذهبية لبناء بلدكم والأستفادة المثلى مما يحويه من كنوز قلما تتوفر في مكان آخر في العالم ،فكما وهبكم الله هذا ،فأحسنوا الأختيار، ولابأس ان تنظروا بعين الحكمة الى ما يعيشه الشعب السوري اليوم من حرب داخلية وقتل مستمر لأبناءه وتهجير للعوائل وأنتقاص الكرامة وتدمير لكل البنى التحتية ،وهذا جاء بعد السماح للتدخلات الخارجية لأن تعبث بوحد البلاد ،بعد أن وجدت الحواظن المناسبة لعملها ،فاذكاء الفتنة خراب ما بعده خراب ..وقد أعذر من انذر .