العزوف عن الانتخابات معاقبة للمجتمع /واثق الجابري

Tue, 2 Apr 2013 الساعة : 0:23

تدهور الاوضاع الامنية والخدمية والسياسية دفعت بأثارها السلبية على المواطن , وجعل من الجسور مقطوعة بين الناخب والطبقة السياسية ليولد الأحباط الكبير , مواطن اصيب بخيبة الامل من مسؤول يعيش حالة من الاغتراب عن الواقع بالانشغال بالمساجلات السياسية والابتعاد عن هم مواطن يبدأ بالخدمي وينتهي بالاقليمي , ردود افعال كثيرة من مواطن ناقم على الواقع لم تستطيع اغلب القوى تجاوز اخطائها واصبحت الشبهات تدور حول اي ملف ليتهم بالفساد .
القوى السياسية والمفوضية ومنظمات المجتمع المدني بذلت من الجهد خلال هذه السنوات لدفع المواطن للمشاركة الكبيرة ولكن التجربة تختزن في عقلية المواطن بالشكوك حول التزوير والجدوى من الذهاب للانتخابات للاعتقاد بالنتائج المحسومة مسبقاّ ولا تغيير في الواقع , المواطن هنا من هذا التفكير وصل لحالة من الاستسلام والخضوع للأرادات الفئوية .
التجارب السابقة برهنت وجود المفاجئات والتغيير بالخرائط وان صوت المواطن له التأثير في صناعة الرأي العام والضغط على القوى السياسية لمعالجة اخطائها كما حصل في قرار الغاء البطاقة التمونية والمصفحات وتمرير الموازنة واقرار بعض القوانين التي توقفت للاغراض السياسية وكان ضغط المواطن مؤثر على القرارات الخاطئة الانفعالية الارتجالية مثل توقيف قانون التقاعد والطلبة .
العزوف عن الانتخابات او شطب الورقة الانتخابية يعتقده البعض انه معاقبة للطبقة السياسية , ولكنه العكس طموح كثير من الساسة من يسيطر على هرم السلطة والفساد للتعلاب بالنتائج سواء كان ذلك مباشرة بأستغلال الصلاحيات او التأثير على طبقة كبيرة من استعطافهاطائفيا ّ او مناطقياّ او لحاجة تنقص الفرد ذاته .
الغياب يوم الانتخابات في الواقع نتيجة حتمية للفشل في ادارة املفات ولكن في نفس الوقت خاطئة في ايجاد المعالجات من التغيير والاصلاحات ومحاربة المفسدين وتقديم افضل الخدمات , تحقيق الطموحات لا يكون من عدم المشاركة في الانتخاب , وهذا ما يسمح للتزوير وشراء الاصوات والاغراراء بالتعينات او تقسيم المشاريع المعطلة لفترة ما قبل الانتخابات واستغلال الوظيفة الحكومية والمال العام . مشاركة المواطن لست بالضرورة ان تقلب النتائج رأساّ على عقب وتزيح كل المفسدين إنما كثافة المشاركة في الانتخابات يجعل الفكر الديمقراطي بتنامي مستمروتطوير لحالة من الرقابة وشعور المسؤول ان المواطن صاحب القرار ومصدر للسلطات وقادر على ازاحة من لا يستطيع الخدمة , والمشاركة الواسعة تشعر اغلب طبقات المجتمع انها هي الصانعة للنظام والمشاركة في وضع قواعده مما يعزز الترابط والانسجام بين المجتمع من شعوره بالقيام بعمل الفريق الواحد , والدفع بالجوانب الايجابية مقابل ذلك التراجع في عدم المشاركة , وتحقيق المصلحة العليا للبلد من انتصار النظام الديمقراطي والتثبيت للحريات والعدالة والشفافية والحقوق السياسية من خلال مشاركة المواطن وصنع قراره بنفسه بعيدأ عن ارادات السياسين الخادمين لمصالحهم , والغياب عن الانتخابات هنا لا يعني الحيادية بل هو مشاركة في المفسدين بالتمدد والثبات بالسلطات وفتح الابواب امامهم للتمادي في حقوق المواطن , ومعاقبة للمجتمع والنفس . 

Share |