الرد على أشكاليه الطرح عند الباحث أحمد الكاتب/حسين الشويلي
Mon, 1 Apr 2013 الساعة : 23:15

الباحث العراقي السيد أحمد الكاتب معروف لدى بعض الاوساط بتفرده بنظرياته المتمرده على " النظريه العقليه والنظريه النقليه " والرجل يحمل فكراً معمق وهو رجل موسوعي حيث جمع من كل فن نصيب من الدرايه والاحاطه وهو صاحب تأريخ يمتد الى الستينيات من القرن المنصرم حيث نشأ وتعلم العلوم الدينيه في مدينه كربلاء المقدسه . وبعد مطاردات البعث الساقط لكل حركه أسلاميه بل لكل أسلامي يعمل بالقرآن فكراً وممارسه . أضطرته السلطات البعثييه الى الهرب الى الكويت ثم أيران . وأثناء مكوثه في الكويت مع عدد من زملائه كونوا حزباً أو الحركه الشيرازيه ( نسبهً الى مرجعهم الديني السيد محمد رضا الشيرازي ) والحركه الشيرازيه " نشأت بداياتها الاولى كما عرّفها الباحث أحمد الكاتب في لقاء له من على قناه الحوار -1بانها كانت حركه دينيه عقيديه ثقافيه مهمتها الدين ولا تتقرب من السياسه وهمها الاكبر هو الوقوف بوجه الرغبه عند الاخرين بتشويع المجتمع العراقي وتصنيفه ضمن المجتمعات الشيوعيه . ومن الغريب أنهم يدّعون أن حركتهم حركه دينيه ثقافيه همها وضع الحواجز الفكريه ضد تمدد الافكار المستورده والغريبه عن قيمنا الاسلاميه " لكن نجدهم آنذاك من أشد الخصوم والمتحاملين على أصحاب فكره أنشاء حزب ديني سياسي لذات الغايه المعلنه من قبل " الجماعه الشيرازيه " بأدعاء واهي وهو مسئله " القياده لمن ستكون ! للحزب أم للمرجعيه " وأي عمل سياسي هو تحيّد لدور المرجعيه في العالم الاسلامي ! فبوجود المرجعيه تنتفي الحاجه لوجود الحزب " لكن نجدهم يمارسوا ثقافه التنظيم الحزبي والاجتماعات وأصدار المنشورات وغيرها من النشاطات المستمره بذريعه " الدفاع عن القيم الاسلاميه " وبعد بلورت فكره أنشاء حزب ديني سياسي وقفت " الحركه الشيرازيه " منها موقف المعاد وشنو حربا شرسه ضدهم ووشوا بهم عند المرجعيه آنذاك متهمينهم بأقسى التهم " حتى نقل السيد حسن شبر " أنهم حوصروا وطوردوا من قبل طلاّب الحوزه وبعض العلماء مما أضطر الامر بهم الى العمل السري والاجتماع في " أماكن بعيده عن الانظار وأغلبها كانت تتم في مدينه كربلاء المقدسه بعيداً عن أنظار الحوزه العلميه في النجف الاشرف . ومرد هذا الجفاء الذي قوبلوا به من قبل الاوساط الحوزويه وبعض العلماء لسببين " الاول تحريم العمل السياسي من قبل المرجعيات والحوزه عموماً آنذاك وأعتبار أي عمل سياسي لاينسجم والنمطيه في الحوزات العلميه منذ تدشينها على يد الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي المتوفى سنة 460هـ،. فيعد العمل السياسي خروج على صلاحيات المرجع " فكان الانكفاء على التعليم والتدريس السمه الاوحد الغالبه على الحوزه العلميه ورجل الدين " الشيعي " أما السبب الثاني ما كان ينقل للمراجع وما يشاع وسط طلاّب الحوزه من خروج مجموعه من الطلاّب على الخطوط العريضه للحوزه وتجاوز المحرمات! المناوئيين والمعارضيين لفكره أنشاء حزب ديني سياسي هم أغلبيه الحركه " الشيرازيه " التي ينتمي ويروج لها الباحث أحمد الكاتب " وهنا مفارقه وقع فيها أتباع هذه الحركه " فهم من جانب يعملوا ويجتمعوا ويالفوا ويمارسوا عملهم الحزبي الغير معلن لكن من الناحيه التنظيميه وطبيعه اللقاءات هو حزب تنظيمي . ومن المفيد الى ذكر أن في تلك الاثناء زعيم الحركه الشيرازيه " السيد محمد رضا الشيرازي كان يعد نفسه ليكون مرجعاً ! وهنا الاشكاليه التي وقع فيها أصحاب تلك الحركه السابحه في تخوم المفارقات والتيه الفكري " أباحوا لانفسهم العمل لصد المد الشيوعي وأستفردوا بألحاح مريب بهذه النزعه وحين خرجت كوكبه من العلماء والمفكرين تحمل ذات الهم شنوا عليهم حرباً هوجاء واثاروا حولهم الشبهات والشكوك ووشوا بهم عند المرجعيه آنذاك ! وكانت بدايات نشوء حزب الدعوه الاسلاميه أو أن شئت قل الرعيل الاول من الرجال المتصدين لهذا النمط من العمل التنظيمي هم من أجلاء وأفاضل العلماء المشهود لهم بالفضل والغيره على الاسلام والحوزه العلميه " ونذكر منهم ( - السيد محمد باقر الصدر: عالم دين، 22 عاماً، مواليد الكاظمية عام 1935، وكان يدير الاجتماعات التحضيرية والتأسيسية، ويعد منظّر الحزب و الأبرز بين المؤسسين؛ باعتباره مجتهداً ومفكراً، ومحل ثقة علمية وفكرية وشخصية لدى المرجعيات الدينية والحوزة العلمية .
2- السيد محمد مهدي الحكيم: عالم دين، 22 عاماً، مواليد النجف الاشرف عام 1935، وهو الأبرز ممن طرحوا فكرة الحزب، وكان محور المفاتحات التمهيدية مع المؤسسين، وتكمن أهميته المعنوبة والإجتماعية في كونه نجل المرجع الأعلى للشيعة الإمام السيد محسن الحكيم .
3- السيد مرتضى العسكري: عالم دين، 43 عاماً، مواليد سامراء عام 1912، وهو اول من أدى القسم؛ باعتباره أكبر حضور اجتماع كربلاء سناً، وكان باحثاً إسلاميا معروفاً، و مؤثرا في الوسط العلمي والإجتماعي في بغداد حيث كان يقيم .
4- السيد طالب الرفاعي: عالم دين، 28 عاما، مواليد الناصرية عام 1928، وكان متميزاً في وعيه الحركي؛ بسبب علاقاته بالأحزاب الإسلامية السابقة في تاسيسها؛ كجماعة الاخوان المسلمين.
5- محمد صادق القاموسي: ناشط إسلامي وإداري و شاعر، 35 عاما، ولد في النجف الاشرف عام 1922، وكانت أهميته تكمن في قربه من الشيخ محمد رضا المظفر وعمله معه، فضلا عن وعيه السياسي الذي يؤهله له عمره و خبرته في العمل التنظيمي الإسلامي؛ لاشتراكه في تاسيس الحزب الجعفري سابقا، وقد انسحب من حزب الدعوة وقيادته في وقت مبكر ( عام 1958).
6- عبد الصاحب دخيل: ناشط اسلامي وتاجر، 27 عاماً، مواليد النجف الاشرف عام 1930، وكان يمتلك خبرة في العمل التنظيمي الإسلامي؛ لأنه أسس مع آخرين الحزب الجعفري قبل عدة سنوات.
7- محمد صالح الأديب: ناشط اسلامي ومهندس زراعي، 25 عاماً، مواليد كربلاء عام 1932، كانت له خبرة تنظيمية سابقة باعتباره من كوادر منظمة الشباب المسلم.
8- السيد محمد باقر الحكيم: عالم دين، 18 عاماً، مواليد النجف الاشرف عام 1939، وهو أصغر المؤسسين سناً، وكان يمثل حلقة تاثير مهمة بين المرجعية العليا لأبيه الإمام الحكيم و أستاذه المقرب منه السيد محمد باقر الصدر.
9- السيد حسن شبر: ناشط إسلامي ومحامي، 28 عاما، مواليد 1927 في النجف الاشرف، وكان يتميز بدراسته الاكاديمية في القانون وخبرته السابقة في تاسيس الحزب الجعفري.
10- الدكتور جابر العطا: ناشط اسلامي وطبيب، 27 عاما، مواليد النجف الاشرف عام 1928.-
ما يهمنا هنا هو ليس الحيثيات التي شكلت الحركه " التي ينتمي اليها الباحث أحمد الكاتب . بل ما توصلاليه من أستنتاجات حول مذهب التشيع لاسيما في بيانه الذي نشره يوم - 29/12/2008 . زعم الباحث احمد الكاتب أنه بتهجمه المحموم لبديهيات المذهب الشيعي هو " لفتح المغاليق " ودعوه لتسفيه الماضي لعقلنه الحاضر ! فأتى على أدبيات وركائز المذهب وحاول أمام الاخرين الغير مدركين لركائز المذهب الشيعي بل من خلال المتابعه أنهم غير ملميين بتاريخ الاسلام كاملهً . فأعطى للباحث أحمد الكاتب فرصه لينسج من خياله ما يشاء ويختلق الاحداث ويكذّب الوقائع التأريخيه دون معارضه أو وقفه لاستفهامه حول المصادر أو مساجلته في الحدث " فهو قد نفى الكثير ولم يأتي بالبديل وقد قيل من ينفي شئ لابد من وضع شئ ليحل مكانه أما النفي دون التعويض يعد تهريج لايرقى للعلم والنقد الموضوعي . من الامور التي أنكرها الباحث أحمد الكاتب " هي نظريه الامام المهدي عليه السلام - اي انه لايعتقد بوجود ولد للامام الحسن العسكري فهو يؤمن بأحد عشر أمام فقط . أنكر نظريه النص والتعين من قبل الله للخليفه من بعد الرسول الاعظم صلى الله عليه واله فهو يؤمن بمبدأ الشورى ! ولاأدري أي شورى يؤمن بها فمن رشح الاشخاص للخلافه وعلى أي مقياس تم ذالك ومن كان حاضر ؟ وقد أنكر مبدأ الخمس وأقر بالزكاه فقط - ومعروف أن نظريه الخمس هي نظريه الائمه لهذا كثر التشنيع عليها والتكذيب . أنكر مفهوم العصمه لدى الائمه وأنها من " نسج الاساطير " ! رغم الايات القرآنيه والاحاديث وأثباتها عقلياً عند المتكلميين . ولانريد بالاسترسال في ذكر ما أنكره الباحث أحمد الكاتب فواحده مما أنكر تغني عن ذكر المتبقي . وقد عزى الباحث أحمد الكاتب " المشاكل بين الشيعه والسنه " على طول خط التأريخ وما زالت الطائفيه في بعض الدول على أوجها الى تلك الامور التي نكرها فبرأيه أنها سبب البغضاء والتهاتر الطائفي لان ذكر العصمه أو حديث الكساء أو الامام المنتظر قد تؤدي الى أستثاره الطرف السني ونبزه تضمنياً " بالانحراف " فبزعماً منه وتقمصاً لدور المصلح والمحافظ على مصلحه الاسلام طلب من الشيعه التخلي عن كل شئ وتكذيب معتقدهم الذي هو معتقد الاسلام كي لاتقع الضغينه بين المسلمين ! الشئ المهم والمفصلي الذي غفل عنه الباحث أحمد الكاتب هو أنه يقرأ مذهب التشيع من كتب أعدائه والمتحاملين عليه " أن التأريخ الاسلامي ملوث ومزور وهو تأريخ السلطه لا تأريخ الشعوب . وقد كتبته الاقلام المنتصره والمتزلفه من الحكام وأرباب المال والسلطه . ومنذ أستشهاد الامام علي بن أبي طالب عليه السلام بدأت حمله تسيس الدين والاحداث المرافقه لكل حاكم . مرت على العالم الاسلامي قرون طويله لايجرأ محدث أو كاتب أن ينقل حديث فيه منقبه أو فضل للامام علي بن أبي طالب أو أحد ولده عليهم السلام " ولم يقفوا ويكتفوا عند هذا الحد بل عملت الاقلام المأجوره واللحى المأجوره على أبعاد الحديث الذي يتعرض للامام علي بن ابي طالب عليه السلام وجعله في غيره والامثله كثيره ونعف عن ذكرها . فالتأريخ ملوث وغير نزيه وغير محايد بل يثير في النفس الاسى والعزاء على الارث النبيل المفقود وسط الكم الهائل من الخبل والتهريج الذين عدّوه من الدين . فحاكم الباحث احمد الكاتب مذهب التشيع من خلال هذا التأريخ الذي كتب بأقلام تتقرب الى الله " بسب الامام وأشياعه " أنها نكبه المقايس عند البعض أن يريدوا منّا أن نحتكم الى هذا الهراء المسمى تأريخ ! هكذا يريد أن يرى مذهب التشيع من خلال هذه الكوه التأريخيه ليحكم على صلاح أو بطلان نظريتنا في الامامه والعصمه والعدل الالهي والخمس والامام الاثني عشر . الباحث أحمد الكاتب وهو يحمل هذا اللقب بالباحث كان الاجدر به أن أراد أن يتحرى الموضوعيه في البحث أن يلتزم بالمنهج العلمي ويأخذ النظريات من مصادرها المعتبره . هذه مكتبات علماء الشيعه ومؤلفاتهم ومصنفاتهم المملوءه بالادله الصريحه النقليه من الثقاه والعقليه على مالديهم من مرتكزات ونظريات وصلت اليهم من نبي الاسلام الى الامام الى الثقاه المشهود لهم بالفضل والصدق _ أقرأ مذهب التشيع وأحكم عليه من خلال هذه القنوات وليس من أحاديث " عمران بن حطان " الخارجي وما شابه . وقد طلب من " الشيعي أن يتنازل ويكذب ويسفه كل مالديه أستجداءاً للطرف الاخر لكنه لم يطلب من الاخر فقط قراءه كتب الشيعه للتعرف على تراثهم ونظرياتهم كي تكون تلك القراءات جسور للتواصل وفهم ماهم عليه - وصوّر الباحث أحمد الكاتب الحاله الاسلاميه على أنها في أحتراب مستمر وأنقطاع وعداوه والحقيقه أن الشيعه لاترى في السنه الا أخوه لهم والكل على دين واحد " وأما الاختلافات في الحواشي لا في متون النص وكما توجد أختلافات بين المذاهب الاسلاميه الاربعه كذالك الحال بين المذهب الشيعي وسائر بقيه المذاهب . لكن ما يحصل اليوم من تكفير وقتل وصراعات هي ليست من الاسلام بشئ بل حركات دخيله على جسد الامه الاسلاميه لان من مقررات الاسلام أن يحمل عمل المسلم على الصح وعلى حسن النيه لكن ما نشاهده تحولت بعض المنابر والمنصات الى " مقصله " لقتل الحقائق والاخلاق والروح التسامحيه وأبواق مهتاجه للاحتراب الطائفي لتضعيف أهل لا اله الا الله وتبطين نهر الخلافات المذهبيه لصالح طرف ما . الباحث أحمد الكاتب رغم غزاره فكره الاّ أنه جانب الحقيقه باكثر من موضع " قرأ مذهب التشيع من خلال كتب الاخرين وآرائهم حول التشيع " كمن يدرس الاسلام من كتب المستشرقيين ! وأغفل أن التأريخ لم ينصف أهل الحق بذكر حقائقهم بل حرّفها عن مواضعها - وأغفل أن ما موجود في بطون الكتب الشيعيه المعتبره من البداهات الثابته التي دُلل عليها عقلاً ونقلاً وعلماء مذهب التشيع أكثر حرصاً على توخي نقل الاخبار الصحيحه من المصادر الموثوقه وليس غيرهم بأشحذ ذهنا منهم كي يغفلوا عن كل ما أفترى عليهم به الباحث أحمد الكاتب . وأن ليس صاحب النظريه مطالب بنسف نظريته لارضاء الاخر بل على الاخر التقرب من النظريه لفهمها ومن حمله العقائد للسماع منهم . أن أردنا أن نتجرد عن المنظومه الوراثيه في السياسه والخطاب الديني ونحرر أنفسنا عن ما علق بنا من وسخ الماضي .