لاتقتلوا البيئة فتقتلوا انفسكم /عدنان الرومي

Mon, 1 Apr 2013 الساعة : 14:50

اصبح من الواضح جدا ان البيئة باتت تلعب دورا اساسا في حياة المواطن وانها على تماس بصحته وصحة افراد اسرته وكذلك تأثيرها المباشر على مدخولاته المادية ورزقه ، فالبيئة تؤثر بصورة مباشرة او غير مباشرة على المواطن من خلال تأثيراتها الصحية السلبية الناتجة عن تكدس النفايات في الساحات العامة وما تفرزه من امراض وكذلك الانسداد المتكرر لمجاري المياه الثقيلة او بالاحرى عدم وجود تصريف للمياه الثقيلة او عدم وجود شبكات مياه ثقيلة اصلا في اغلب المناطق، وكذلك يبرز تأثير البيئة من خلال ما خلفته القوات الامريكية من عربات مليئة بالاشعاع وسلمتها الى الجيش العراقي الذي استلم قسمها المتهالك الاكبر غير الصالح للاستعمال والملوث اشعاعيا حيث لم نجد من يطالب في وزارة البيئة او زارة الدفاع بفحص هذه المركبات والتأكد من خلوها من الاشعاعات النووية والكيمياوية واصبحت تنقل اشعاعاتها الى داخل المدن العراقية بدون حسيب او رقيب .
البيئة العراقية امانة في ارقاب ممثلي مجالس المحافظات ، ونتمنى عليهم ادراك هذه الحقيقة والدفاع عن بيئتهم وادراجها ضمن برامجهم الانتخابية ، وجعلها من الامور الجوهرية في برامجهم الانتخابية بدلا من اغراقنا بالوعود الروتينية التي لاحول لهم ولا قوة عليها، فهناك كثير من القضايا البيئية المطروحة في الساحة على مستوى لايليق بمدى تأثيرها على اقصتاد المواطن وصحته ، فما بالك بالمعامل التي ترمي بفضلات انتاجها الى النهر مباشرة ، او معامل الطابوق داخل المدن ، وورش تصليح السيارات داخل افرع المدينة وذبح اللاغنام بصورة عشوائية في المحلات المجازة وغير المجازة ورمي فضلات المطاعم في مجاري المياه الثقلة وغيرها .
لم نشاهد اي اجندة مطروحة على الساحة من قبل المرشحين وحتى المستقلين منهم ضمن دعايتهم الانتخابية تركز على حماية البيئة بصورة اساسية بل ان طريقة اعلانات البعض منهم تدل على عدم اكتراثهم بالبيئة وان دعوا الى الحفاظ عليها فمنهم من يساهم بقتل البيئة باستخدم اللواصق المشوهة للجدران واستخدم اللدائن المضرة بالبيئة التي يتم تركها في الشوارع لتسقطها الرياح دون رقيب او متابع ، كذلك تعليق اللوحات على اعمدة الكهرباء بصورة مشوهة لمنظر الشارع ، والاكثر منه استخدام بعض الاشجار الخضراء الكبيرة لتعليق لوحاتهم الحديدية عليها او تثبيتها بمسامير في الاشجار والنخيل .
الا يعلم المرشحون ان تلوث البيئة والهواء على الاخص يؤدي بكارثة اقتصادية من خلال الاصابات المرضية للمواطنين ومن ثم علاجهم في المستشفيات وما يترتب عليه من صرف اموال لاستيراد هذه الادوية ونحن نعيش في عصر يستغله المفسدون لسرقة الاموال بحجج واهية دون رقيب او حسيب، نعتقد انه من واجب المرشح الانتباه الى هذه الناحية واعطاءها الاهمية المرجوة وعدم التغاض عنها وجعلها من اولوياته في برنامجه الانتخابي، وكذلك تضمين برامجهم برامج توعية للفرد العراقي من نعومة اظفاره وادخالها الى المناهج الدراسية بصورة اوسع مما هي عليه الان .
ونتمنى من المفوضية العليا للانتخابات تشريع قانون جديد في الانتخابات المقبلة يحد من ظاهرة تلويث البيئة تتضمن استخدام شاشات العرض الالكترونية لعرض البرامج الانتخابية بصورة واضحة في مدخل كل مدينة او قضاء او قرية حسب الحاجة السكانية ليكون المواطن على دراية بالبرامج الانتخابية وعدم اقتصارها على وسائل الاعلام التلفازية وتكون هذه اللوحات مسيطر عليها من قبل اللجنان الانتخابية ويضمن كل مرشح حقه في الاعلان باوقات محددة له من قبل هذه اللجان لنرتقي الى مصافي البلدان المتقدمة والسباقة في مجال الحفاظ على البيئة وبالتالي الحفاظ على ارواح مواطنينا واقتصادنا ... والله الموفق ... 

Share |