لو افلتت المفوضية ؟!-هشام الخزاعي

Thu, 14 Jul 2011 الساعة : 16:28

بغض النظر عما اذا كانت المفوضية المستقلة ستنجو من تصويت حجب الثقة عنها ، المفترض ان يتم بعيد جلسة 30 حزيران التاريخية وهو مايبدو مرجحا . فأن من الواضح ان صورة المفوضية وبعض قياداتها قد اهتزت كثيرا ؟"
في فصول الاستجواب لم يفلح دفاع المفوضية في اقناع المواطن البسيط بصواب دفاعها.
الحقائق الكبيرة شلّت دفاع المفوضية الذي بدى عاجزا ولم يتوفر على اجابات مقنعة؟
سيل الاسئلة كان يزداد سخونة ومع طول الجلسات وامتداد الاستجواب ظل المواطن العراقي ملازما الشاشة ،سعيدا بتقدم الاداء البرلماني سيما النسوي.
وهنا لابد لي من استعراض وجهة نظر عامة تداولها الرأي العام الوطني.طيلة الاعوام الماضية التي سبقت الدورة البرلمانية الحالية.
وجهة النظر التي تقول ان الحضور النسائي في المؤسسات الحكومية انما هو حضور تجميلي وتكميلي وركوب للموضة وان النساء دخلن البرلمان بفضل الكوته وان حضورهن كوزيرات جاء استجابة لسياسة الامريكي راعي العملية الديمقراطية في بلادنا.
الشواهد كثيرة .
لم نجد امراة واحدة ارتقت الى عتبة الحد المطلوب لاشغال عضوية مجلس محلي فكيف الامر مع عضوية مجلس النواب التي اقتضت حصول المرشح على 32 الف صوت.
هناك العديد من البرلمانيات قلن بكلام يؤكد ماقلته الان!قلن اننا هناك لاكمال الديكور!!
محاكمة المفوضية واستنطاقها جائت على لسان سيدة عراقية .
في الدورة البرلمانية وفي ظل قيادة السيد النجيفي وجدنا رئاسة برلمانية حية ووجدنا دورا قياديا مميزا يعكس حسن الادارة والحزم عند الاقتضاء والتدخل في اللحظة الحاسمة. وايضا سجلنا لنساءنا دورا متعاظما يحيلنا الى الاعتقاد بجدارة المرأة العراقية.
واعتقد ان للامر اسبابه. هناك العديد من السيدات اظنهن خمس نائبات حصلن على اصوات المقعد ، ولم يرتقين بالكوته.
السيدة مها الدوري. والدكتورة حنان الفتلاوي.واخريات بلغن البرلمان خارج تقليعة السائدة !
ثورية هي النائب مها الدوري ، تبلو بلاء حسنا، تستدل على صدريتها من كل شمائلها، صدرية اكثر من كونها شيعية وشيعيه تنطق عن عراقيتها، انما خطب الصدريين تجسيد لخطب الثوريين؟
دائما يتحركون ويتحدثون عن المظلومية وعن العدو وعن الخطر ؟ كأنهم لايعترفون بالعيش الا مع المأساة.يتنفسون ويأكلون ويشربون على انغام المظلومية . حتى وان مكنهم الله في الارض وجعلهم ائمة وجعلم الوارثين.
اظن ان السيدة الدوري تبنت ملفات عديدة باخلاص.
انما نحتاج حديثا عملياتيا فوق الهموم والمظلومية والقضية وخطر الاعداء والبنادق الخنادق ويتجاوزعنفوان الثورية الى القيادة الواعية والواقعية .
وهناك ايضا النائبة حنان الفتلاوي.قاضي محاكمة المفوضية!!
تتحدث الفتلاوي وتتحدى واول وهلة ظننا ان الائتلاف الذي تنتمي اليه يقف خلفها.
لكن الاحداث اللاحقة اظهرت بجلاء انها تصدت لمساءلة المفوضية بجهد ذاتي.
وجمعت الملفات بجهد ذاتي.
نجحت ايما نجاح.
امراة حاكمت هيئة واقتحمت واقحمت. واختارت موضوعا له قرائن في مؤسسة واكثر.
اليوم تتعرض السيدة الفتلاوي لهجمة عاتية وهناك استهداف شخصي واظنها تتصدى ايضا بجهد ومجهود ذاتي.
لا ادري كيف يتحول الاستجواب البرلماني الى النيل الشخصي.
الثابت ان النائب الفتلاوي. طلبت الاستجواب في السياق المنطقي والزمني وبعد مرحلة طويلة من عمل واداء متعثر وشكوك وريبة سرت لدى الراي العام عن اداء رتيب وميزانية ضخمة وكيان مترهل وتخلف عن مواكبة المنظومة الكونية.
اشهد ان مفوضية تشاد وحسن ديبي و التي لاتعمل باجروتقوم بالفرز اليدوي ادت دورا يتفوق على اداء مفوضيتنا. ذهبت الفتلاوي الى المفوضية وبحثت وجمعت واجتمعت هناك وناقشت مع فريق عمل مخلص واعدت ملفا متكاملا، لن يوفق اهل المفوضية في تفنيده.
ما تتعرض له الدكتورة الفتلاوي رد فعل ارتدادي وليد هزة او زلزال اهوج اطاح بالجهة المستجوبة على اقل تقدير من وجهة نظر عامة.وهو امر اظنه متوقع .
المفوضية شأنها شأن العديد من المؤسسات قد تصمد وتنجو من الحل لكنها اذا صمدت وجرى التغاضي عن الملفات المتهمة فيها، فأنها معنية باعادة ترميم صورتها.
وهي معنية بان تعالج النقاط الكثيرة في ادائها واظن ان استهداف النائب الفتلاوي واثارة اللغط تجاهها ليس هو العمل المناسب لمعالجة الثقة المنهارة واستياء الناس من سلوك قيادات المفوضية .
وبعيدا عما ستنتهي اليه الامور.
اجد من المناسب الاشارة الى اننا اليوم وثقنا بجدارة نسائها وشجاعة برلمانيات العراق وقدرتهن العالية في التصدي للمسؤولية ومحاسبة الرجال.
ان القيادة وقد عرفت بفن ادارة المعية . ترتبط بالقدرة وقد برهنت الايام الاخيرة وجلسات هذا العام وجلسة 30 حزيران على وجه التحديد عن قدرة النساء العراقيات على القيادة.
المفوضية مطالبة ان تتوقف على الفور عن حملة الاستهداف الشخصي حتى لانتهمها بالافلاس لانها ببساطة تضيف ملفا جديدا لملفات الاتهام الحاضربقوة تجاهها.متمنين ان تعود وترتقي الى المستوى المنشود وان اواكب عمل المؤسسات المماثلة بعد ان امضت قرابة ثمانية اعوام في ادارة البرنامج الانتخابي في بلادنا.

Share |