أطفال العراق طفولة مفقودة وحياة قاسية/محسن الزيدي

Mon, 1 Apr 2013 الساعة : 1:38

ما هو الذنب الذي ارتكبه هؤلاء الأطفال وأي خطا قد اخطئوا حتى تكون طفولتهم عذاب وهم والتفكير بما لا يطاق إلا وهو العيش الكريم وغد أفضل لعوائلهم
بدل من إن يكون تفكيرهم في أجمل الملابس وأفضل الألعاب وقضاء اليوم بين الدراسة والمرح والقفز وغيرها من الأمور التي يتمنى الكبار العودة لها والتي وصل الحال في بعض الدول إن يخصصون يوم في السنة لممارسة فيه ما كانوا يعشقونه في طفولتهم
وكيف بنا إذا سألنا أطفالنا عن أفضل يوم في طفولتهم ماذا سيكون جوابهم ؟؟؟؟
كيف وبأي طريقة يمكن لهم تذكر طفولتهم وماذا عساهم إن يقولوا عنها
فهل كُتب على اطفال العراق ان يعيشوا بين رائحة الحروب ووجع الفقر؟؟..ام صار الطفل العراقي رقماً يضاف الى قائمة المتشردين في العالم ...!!
وكيف لنا إن نقوم بإبعاد هؤلاء الأطفال عن الحالات السلبية وهم يسكنون الشوارع منذ صغرهم ويحتكون بكافة أصناف البشر
أم إن هناك ما هو أسوء في التقارير المروعة التي نشرتها الوكالات التي ترعى حقوق الأطفال حول وجود شبكات تتاجر في أجساد الأطفال في ممارسات خطيرة لا سابق لها في بلد قوامه التقاليد والأعراف العشائرية؟؟
وهنا أحببت إن اسرد لكم هذه القصة القصيرة والتي حدثت معي اليوم عند عودتي للمنزل
فاليوم عند عودتي من الدوام ركبت السيارة فوجدت أطفال والذين هم في عمر الورد فرحين ويبتسمون بكثرة فسألتهم ما هو عملكم قالوا نبيع أكياس النايلون ((العلاكة)) في سوق سيد سعد احد الاسواق في محافظة ذي قار قضاء الناصرية وأخذت أمزح معهم وسألت احدهم وهو صاحب الابتسامة الجميلة كم هو محصولك اليوم؟
قال لي أربعة الآلاف دينار أو خمسة الآلاف.
أين تسكن ؟
في منطقة أريدو في بشكل غير رسمي (الحواسم ) .
هل أنت أكبر أخوتك؟
نعم .
هل والدك على قيد الحياة؟
نعم .
ما هو عمله ؟
لدية دراجة حمل ((ستوتة)) يعمل سائق فيها..!!!
وهنا أسكنني الألم عندما شاهدتهم وتذكرت مرارة طفولة أطفالنا وانا من ضمنهم والتي لم أعيشها بكل تفاصيلها في تلك الأيام العصيبة التي أتمنى أن لا يعيشها أي طفل في العالم ...
وأخيرا أتمنى من الحكومة المركزية والمحلية وكل الشرفاء في هذا البلد الجريح إن يفكروا ولوا قليلا بهؤلاء الأطفال وتخصيص مبالغ ماليه تكفي إن يعيشوا حياة كريمة

أطفال العراق طفولة مفقودة وحياة قاسية/محسن الزيدي
Share |