المشكلة السياسية بين الاستئثار بالسلطة وافشال السلطة/عصام الطائي
Mon, 1 Apr 2013 الساعة : 1:19

هناك مشكلة سياسية تعيق أي تقدم او تطور في أي عملية سياسية فيما اذا حصل استئثار بالسلطة من قبل أي جهة سياسية عند الممارسة السياسية عند فوزها بالانتخابات وبجانبها مشكلة اخرى وهي محاولة أي جهة سياسية قد فشلت بالانتخابات افشال أي حزب سياسي يصل للسلطة هذا مما يسبب مشكلة سياسية وقد تصل في كثير من الاحيان الى ازمة سياسية وهذا ما يبدو واضحا من خلال تحليل الحالة السياسية التي تعيشها بعض البلدان كما في مصر فيتهم اخوان المسلمون المعارضة السياسية بمحاولة افشال تجربتهم في ممارسة دورهم في العملية السياسية وتتهم المعارضة السياسية خصوصا جبهة الانقاذ اخوان المسلمون بالاستئثار بالسلطة.
وفي العراق يتهم البعض السلطة السياسية الحاكمة بالاستئثار بالسلطة والتركيز على طائفة معينة في المناصب والنخب الحزبية التابعة لجهة معينة وفي نفس الوقت تتهم السلطة السياسية الحاكمة الجهة المعارضة بمحاولة افشال العملية السياسية في العراق وهكذا قد نجد هذه الحالة في بلدان اخرى فهل تكمن الحقيقة بهذه الاتهامات من كلا الجانبين ام المسالة اعقد من ذاك ؟ والحقيقة يمكن ان يكون ذلك بصورة واخرى من حيث الاستئثار بالسلطة ولكن كما هو معلوم ففي العراق هناك مشاركة سياسية في كثير من الاطراف الا ان المشكلة السياسية ان بعض الجهات السياسية تشارك في العملية السياسية وهي في نفس الوقت تمارس دور المعارضة السياسية فلا هي مشاركة بصورة تعزز دور المشاركة من خلال الدور البناء في بناء الدولة ولا هي تترك المشاركة لتمارس دورها في المعارضة فهناك اجندات خارجية تحاول افشال أي عملية سياسية وهناك خلل في البناء النفسي والثقافي لبعض تلك القوى السياسية مما يجعل محاولة افشال العملية السياسية فهي لا تمارس دور البناء بل دور الهدم من حيث تدري او لا تدري .
ومن جهة اخرى قد نجد السلطة السياسية بصورة واخرى تركز على عناصرها الحزبية وتهميش طبقة واسعة من النخب واصحاب الاختصاص والخبراء هذا مما يجعل افشال أي تنمية واضحة وهذا كما هو واضح في الفشل في اغلب جوانب التنمية ونجد اذا بعض النخب الحزبية لم تكن مؤهلة في أي اصلاح سياسية بسبب عقليتها الحزبية المتزمة وضعف جانب القدرة والكفاءة التي تؤهلها لممارسة أي اصلاح او تطوير وهذه الحقيقة الواضحة في كثير من الاحيان فالذي يدخل أي موقع الكتروني لتلك الجهات الحزبية تجد المشاركة مقتصرة على اشخاص معينين فابسط مثال على ذلك لا تجد التواصل مع كثير من الطبقة المثقفة التي تكتب عشرات المقالات وتنشر مقالاتها في كثير من المواقع الالكترونية بينما تجد امتناع هؤلاء نشر المقالات لكثير من المثقفين والاقتصار على اشخاص معينين لها ولاء سياسي لهم وهذه المسالة تنطبق على كثير من القطاعات فالعقلية الحزبية المتزمته التي تجعل من عناصرها هي متقدمة في كل شيء وتاخير أي قدرات فكرية او علمية وهذه تركيبة واضحة في كثير من الاحزاب.
ويمكن اختصار المسالة بان هناك عقليات حزبية لا تملك رؤية واسعة فتكون اقرب الى الانقلاق من الانفتاح سواء على مستوى السلطة الحاكمة او المعارضة السياسية وهناك اجندات من قبل دول عربية تحاول افشال بعض التجارب السياسية كما في العراق لانها تشعر انها المستهدفة مستقبلا وهذا واضح عند بعض دول الخليج وهناك دول اقليمية تعمل على دعم جهات معينة تتفق معها مذهبيا كتركيا وهناك قوى دولية تعمل وفق اجدات تخدم مصالحها الخاصة وهناك ضعف في البناء النفسي والروحي يجعل كثير من تلك القوى تتحرك بصورة واخرى لافشال أي تجربة معارضة لها وان الضحية هي المواطن الذي يدفع الثمن غاليا جراء تلك الاختلافات السياسية.
وان كل هذه المشاكل والازمات السياسية التي يعيشها المواطن سببها هو ضعف الالتزام والتقصير في المسؤولية من الاسرة حتى الدولة مما ولد واقعا متخلفا ولا يمكن بالنهوض الا من خلال البناء النفسي والروحي والثقافي والذي يجعل كل انسان يقدم المصالح الاجتماعية على المصالح الفردية فان المصالح الفردية والحزبية والطائفية كلها معوقات في أي نطور وتقدم لذلك فالمشكلة هي الفشل في بناء الانسان الذي يفشل أي ممارسة سياسية او معارضة سياسية لذلك المشكلة هي مشكلة قيم فكلما حاولنا بناء القيم العليا يجعل النجاح في أي مشروع سياسي وان ضعف القيم عند أي انسان سوف يفشل أي تجرية سياسية فالمشكلة هي اخلاقية على وجه الخصوص فضعف القيم يجعل الانسان يقدم الاستئثار عن الايثار بينما تعميق القيم يجعل الانسان يقدم الايثار على الاستئثار وان ضعف القيم في البناء النفسي للانسان يجعلة يقدم صفة افشال الاخرين على محاولة تسديدهم وتعميق القيم يجعل محاولة تسديد الاخرين وعدم افشالهم فالمشكلة في أي عملية سياسية او اجتماعية او ثقافية هي مدى ضعف وقوة القيم عند كل متصدي وفي أي جانب من جوانب الحياة يقول الامام علي ع ( من قوي هواءه ضعف عزمه ) فالمسالة هي بمدى قوة وضعف الاهواء في النفس ومدى سيطرتها على سلوك الانسان لذلك سوف تبقى المشاكل مستمرة ما دام لا يكون هناك قوة تمنع سلطة الاهواء فان سلطة الاهواء هي اعلى السلطات والتشخيص القراني في كل مشاكل الانسان يعتبرها مشكلة اخلاقية وعقائدية بالدرجة الاولى وكل المشاكل تكون بسبب ضعف الاختيار في الجوانب الاخلاقية والعقائدية بل حتى الضعف في الاختيار في الجانب العقائدي يعود الى ضعف الاختيار في الجانب الاخلاقي فان مكارم الاخلاق هي التي تؤسس الاسس لاسعاد الاخرين وان مساوى الاخلاق تؤسس الاسس فتجعل التعاسة والتعب في نفوس الاخرين فالذي يختار العقيدة الصادقة هو من يمتلك القيم العليا في نفسه.
عصام الطائي