في صبيحة يوم الجمعة الموافق 29/3/2013 كان هناك مجموعة من الشباب يقدر عددهم بعشرين شاب يرتدون اللون الابيض موشح بشعار صداقة البيئة واثنان منهم يحملون لافتة كتب عليها نحن لا ننتمي لاي حزب نحن متطوعون لتنظيف المدينة ، وكانوا يحملون بايديهم اكياس صفراء مع فرشات لتنظيف شارع الحبوبي من الاوساخ وكانه عرس كرنفال نوروزي، والحقيقة ان بعض المواطنين المارين في الشارع كانوا فرحين بخجل امام هذه الظاهرة القديمة الجديدة على محافظتنا ويتهامسون فيما بينهم يحيون الشباب بخفية وخاصة النساء كبيرات السن ، فقد سبق ان رأينا شباب اخرين قبل فترة ينظفون كورنيش الناصرية الذي حكم عليه اهالي الناصرية بالموت بعد ان قرروا ان يقتلوه برمي نفاياتهم البلاستيكية والقناني الفارغة فيه .
انها ظاهرة تستحق الوقوف ، شباب يتطوع من تلقاء نفسه لتنظيف شارع عريق في قلب مدينة الناصرية ، وفي المقابل لم تقوم منظمات المجتمع المدني الي يجول اعضائها في دول العالم على حساب الدولة باي بادرة اجتماعية توعوية لتوعية شرائح المجتمع باهمية النظافة والطرق الصحيحة في جمع وترتيب النفايات داخل حاويات ذات الوان متعددة للسيطرة والحفاظ على نقاوة البيئة في المدينة .
ان مهمة الدوائر البلدية ومنظمات المجتمع المدني يجب ان لا تقتصر على العمل الروتيني بل يجب التنسيق فيما بينهم لغرض تنظيم حملات تطوعية لتنظيف شاطي الفرات الحزين او شوارع المدينة من الاتربة المتراكمة على جانبي الطريق ورفع النفايات ببرنامج دائمي ومستمر بالتعاون مع المدارس والجامعات لتنمية روح المواطنة التطوعية وعدم الاعتماد على الجهود الحكومية الروتينية ، واطلاق حملات تحت اسماء يختارها الشباب بانفسهم لنجعلهم يدركون انهم جزء من هذا الوطن وان النظافة اول الطريق للانتماء للمدينة .
تحية لهؤلاء الشباب الذين نظموا هذه الحملة التي ان شاء الله ستكون نواة لحملات تطوعية للتنظيف او التشجير او البناء من كل قلوب اهالي الناصرية الفيحاء ، ونشد على ايديهم لغرض الاستمرار بهذا النهج الحضاري ليعطونا درسا حياتيا نحن في غفلة عنه ونحتاج الى من يعيده الى حياتنا وابنائنا بدلا من المظاهرات التي تدعو للعنف فانها مظاهرة من نوع اخر والله الموفق ....