متحف تراث السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر " قد "/أباذر الزيدي

Sun, 31 Mar 2013 الساعة : 20:14

ذكرت الفقرة التاسعة من المادة الرابعة لقانون الأثار النافذ رقم 55 لسنة 2002 م " الموقع التاريخي هو الموقع الذي كان مسرحاً لحدث تاريخي مهم أو له أهمية تاريخية بغض النظر عن عمره " لذلك فقد كان براني متحف السيد الشهيد الصدر الثاني " قدس سره الشريف " يمثل مركزاً لقيادة المجتمع التي نهض من خلالها المولى المقدس أبان الحكم العفلقي وقد إتخذه السيد الشهيد (قدس سره) مكتبا شرعيا مارس من خلاله التصدي للمرجعية الدينية في التسعينيات من القرن الماضي وقد شهد إنطلاق صلاة الجمعة المباركة وتوافد جموع المؤمنين الغفيرة للتبرك برؤية السيد الشهيد (قدس سره )واللقاء به وقد عرف البراني الشريف حديثا بعنوان ثانوي آخر هو( متحف تراث السيد الشهيد محمد الصدر ( قدس سره)) حسب توجيهات سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد القائد مقتدى الصدر( أعزه الله) الذي أمر بإقامة هذا المشروع المبارك وتم إفتتاحه في 17 ربيع أول لسنة 1426هـ تيمنا بالولادات الميمونة للرسول الصادق(صلى الله عليه وآله وسلم ) والإمام الصادق (عيه السلام ) والمرجع الصادق (قدس سره) .
تمثل البيئة المصدر الأساسي لمواد البناء، فمنذ بدء الخليقة عاش الإنسان في ظروف بيئية حتمت عليه أن يستعمل ما يتوفر في محيطه من مواد أولية، معتمداً في ذلك على قدراته الذاتية في تطوير نفسه وتلبية حاجاته، فعمل على إيجاد مآوى يلجأ إليه من المواد المتوفرة في بيئته الطبيعية ومن الطبيعي أن تتباين وتختلف المواد البنائية من مكان الى آخر، حيث يتوقف ذلك على الظروف الطبيعية والمناخية والعوامل الجيولوجية وغيرها، فنلاحظ مثلاً في العراق كيف أن المواد البنائية الموجودة في شماله تختلف عما في وسطه وجنوبه، وفي بعض الأحيان قد تتباين تشكيلات مواد البناء من مبنى الى لآخر، ليس هذا فقط، بل نجد هناك أختلافاً من جزء لآخر في المبنى الواحد على وفق الشكل والوظيفة، وقد بني البراني المقدس من الأجر وتشير الدلائل الأثرية الى أن أقدم أستخدام للآجر كان في بعض عمارات الطبقة الخامسة لموقع الوركاء (العصر الشبيه بالكتابي) حيث أقتصر وجوده على الأرضيات وأسس الجدران ثم شاع أستخدامه في العصور اللاحقة ليصبح مادة البناء الرئيسة خصوصاً في جنوب العراق ووسطه وهي مناطق أفتقرت الى وجود الأحجار وكذلك المادة البنائية الثانية التي أستخدمت في بناء البراني الشريف الجص عرف الجص لدى مختلف الحضارات القديمة، فقد قدسه السومريون وذلك بسبب لونه الأبيض المشرق، كما ورد في النصوص السومرية بصيغة (ZIDIM , BABBAR) فقد شاع أستخدامه في العمارة العراقية القديمة، وعثر على كميات من مادة الجص على شكل كتل أقرب ما تكون إلى شكل الآجر تعود إلى عصر الوركاء في بداية الطبقة الرابعة .
يتكون المتحف من الباب الشريف التي تؤدي الى باحة المتحف التي تستخدم لاْقامة الصلاة وعلى الجانب الأيمن للداخل توجد غرفة السيد الشهيد الصدر " قدس " بابها مصنوع من مادة الألمنيوم وكان سابقاً باب من الخشب ذكر لنا خادم البراني بأنها قد أستخدمت في مراسيم دفن المولى " المقدس " والغرفة مستطيلة الشكل تضم العباءة التي كان يرتديها السيد الشهيد " قد " وعصا من الخشب والصندوق الحديدي المستطيل الشكل وهذا النوع شاع في فترة الثمانينيات من القرن المنصرم كان يستخدم لحفظ الأشياء وكذلك القرأن الكريم الذي كان يقرأه المولى المقدس ومنصة الجمعة المباركة أو منبر جمعة الكوفة الذي إرتقاه السيد الشهيد (قدس سره) في جمعته المليونية الأصلاحية والتي أقامها في مسجد الكوفة المعظم بعد قرون من الإندثار والصمت والتي تضمنت خمسة وأربعون جمعة مباركة حيث أتخذ المنبر الذي صدح من خلاله الصوت المدوي والذي زلزل عروش الظالمين أبان الحكم الطاغوتي في العراق وهو مصنوع من الخشب مستطيل الشكل له درجتان يرتقى من خلالها الى المنصة وكرسي مصنوع من الحديث شاع في فترة الثمانينيات كذلك يشمل المنبر على المايكروفون والسيف الذي أستخدمه السيد الشهيد في أخر جمعة قبل استشهاده وجهاز المذياع " الراديو " حيث عرف عن المولى المقدس متابعته للأخبار كونه نزل إلى الشارع وشارك المجتمع في أفراحه وأحزانه ، كذلك أشتملت غرفة السيد الشهيد صورة علقت على الجدار أستكمل العمل بها في يوم الإستشهاد تقع خلف منصة درس البحث الخارج الذي كان يلقيه السيد الشهيد (قدس سره) في جامع الرأس الملاصق لصحن أمير المؤمنين (عليه السلام) .
قاعة المعروضات وتحتوي على مجموعة أعمال فنية لفنانين شاركوا بمسابقة دعا لها (قدس سره) تخص بيعة الغدير وصلاة الجمعة المباركة ، وتحتوي أيضاً على مجموعة من العصي قدمت هدايا له ويوجد كذلك مجموعة من الصور النادرة للسيد الشهيد (قدس سره) إضافة الى جهاز الطابعة مع مرفقاته البسيطة والذي كان يستخدمه السيد الشهيد (قدس سره) في طباعة مجلة الهدى والتي كانت بمثابة المجلة الوحيدة التي تصدر من حوزة النجف الأشرف وبعض ما تمكن عليه في حياته الشريفة .
الباحة الوسطية للبراني الشريف تتكون من مجموعة من الغرف والعناصر البنائية المطلة على الباحة الوسطية وبطابقين لها باب من الخشب ومجموعة من النوافذ ذات الطراز التراثي الشهير وأيضاً تحتوي الباحة الوسطية على لوحة الإعلانات المعلق عليها الإستفتاءات الأصلية التي خطت بخط السيد الشهيد (قدس سره) وهي مجموعة من الأستفتاءات والتي تضمنت شتى المواضيع التي قدمها عامة أبناء الشعب العراقي وهم سواد الناس والقاعدة الجماهيرية التي أنطلق منه المولى المقدس في تصديه للمرجعية الرشيدة الناطقة بالحق كذلك هناك لافته خضراء قدمت للسيد الشهيد (قدس سره) في إحدى صلوات الجمعة كتب عليها باللون الأبيض " راية صاحب الزمان السيد محمد الصدر هو الحق ناصر الحق لأجل الحق " إضافة إلى صورتين تجسد مشاهدة المولى المقدس للراية المباركة والإمعان فيها وفي الجهة اليسرى للداخل من باب البراني يوجد السلم وهو على شكل لولبي يرتقي من خلاله إلى الطابق الثاني الذي يحتوي على مجموعة من الغرف وكذلك زين الطابق الثاني بسياج مصنوع من الحديد .
من الأقسام الأخرى للبراني الشريف مكتبة تراث آل الصدر وغرفة المطالعة والمكتبة وغرفة المعاهدون بالدم والإذاعة وغرفة الإنترنت والمركز الإعلامي كما شجع (قد) على إستخدام الوسائل الحديثة في خدمة شؤون الحوزة العلمية مثل الكمبيوتر والأنترنت . 

Share |