هل هي جمهورية العراق أم (جعمورية) العراق.!!!/قيس النجم
Fri, 29 Mar 2013 الساعة : 0:41

كنتُ في أحدى المناطق الصناعية من أحياء بغداد الحبيبة ، وكانت هناك مشكلةٌ غريبة في سيارتي.
لكونها تضامنت مع المنكوبين الذين غرقوا في الإمطار، وانهمر الماء بداخلها واغرق كل المقاعد والأرضية ،لا أطيل عليكم هذا سبب تواجدي في المنطقة الصناعية حتى أداوي جراح (السلايت روف) الذي أكل الدهر عليه وشرب ..
دار حديث بيني وبين الرجل الذي تعهد أن يغلق كل المنافذ إمام دخول الماء، وهو من الصباغين المحترفين في الحي الصناعي بشهادة الكل ،ولكن ما أذهلني هو ثقافته العالية وطريقته الراقية في النقاش !!
عندما بادرته قائلاً: من أين تعلمت المهنة يا صديقي؟
أجاب ببرود: من والدي (رحمه الله ) قبل عشرين عاماً .
ثم أكمل حديثه قائلاً: اليوم قد صار الدخلاء على مهنة الصباغة يتحكمون بالسوق رغم أنهم لم يمتلكوا الخبرة ،لكونهم صناعاً ولم يتعلموا أساسيات العمل ثم أصبحوا (أسطوات) بمحلاتهم الرنانة وبدلاً من أن يعمرونها (يجعمرونها) !!
قلت له مستغرباً ما معنى (يجعمرونها)!!
ابتسم وأكمل حديثه: إن جمال السيارة بمظهرها الخارجي نحن من نجملها ونعيد بريقها وهم (يجعمرونها) ويطفئون بريقها ثم سكتنا قليلاً .
ولكني بادرته القول يا صديقي: ليس بمهنتكم فقط يوجد الدخلاء بل على كل الأصعدة
ولا تستغرب،ولكونه ذكي ومثقف قاطعني.
وقال لي : لدي سؤال يحيرني ولم أجد له جواباً وأود أن اطرحه عليك، وتجيبني بكل صراحة هل هي جمهورية العراق أم جعمورية العراق!!
أخذتني الدهشة من سؤاله سكتُ قليلاً ،وأجبت بل أنها جمهورية العراق لأننا مازلنا متماسكين كدولة واحدة ومازالت الحكومة مركزية ،ونحن في طور الديمقراطية وسوف نصبح قدوة لكل الدول المجاورة بالحرية وإبداء الرأي بدون خوف أو تردد
أبتسم ثم أردف يقول: هل تعتقد إن الساسة اليوم قد ورثوا السياسة أم إنهم صناع لدى
الكثير من الدول، وأصبحوا اليوم أسطوات في هذا البلد المسكين؟؟
لم أرد !حقيقةٍ كنت متردد لكون البعض من كلامه صحيح بل اغلب ما تكلم بيه،سكت كي أفكر ماذا أقول .
بادرني هو بالقول :قال سبحانه وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم(أن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم ) صدق الله العلي العظيم.
وإذا ما ظل العراق على هذا الحال ومع بعض الساسة الصناع فيا صديقي أوصيك أن تسأل أهل العلم والعقول الراجحة هذا السؤال (هل مازالت جمهورية العراق أم جعمورية العراق) وأني في انتظارك في الشتاء القادم لأنه سيمر علينا كما مرّ هذا الشتاء ولن يتغير شيء....