مشيخة قطر ودورها التخريبي في المنطقة العربية/عبد الامير محسن ال مغير

Fri, 29 Mar 2013 الساعة : 0:05

عندما يتتبع المرء الدور القطري خلال فترة ما سمي بأحداث الربيع العربي ولحد الان يجد بأن ذلك الدور اتسم باندفاع مفرط اعتبارا من مشاركتها في الهجوم على ليبيا ثم التدخل السافر في احداث مصر ومنافستها للسعودية فيما جرى في القطر اليمني وصولا لما تلعبه الان اتجاه ما تواجهه سوريا وما تتناقله وكالات الانباء من دعمها للزمر الارهابية فيما تقوم به من تخريب في العراق فأن المرء لم يجد تفسيرا مقنعا لذلك الحماس يبنى على اسس موضوعية ومنطقية حيث لم تكن قطر بالدولة العربية الهامة ذات الثقل السكاني والجغرافي كما انها لم تكن محاددة لأي من تلك الدول ولم يسبق لوجود عداء مكشوف وواضح مع أي منها لذا يعتبر الباحثين والمحللين ان اهم ما يدفع تلك المشيخة بتأمرها هذا يعود لسبق علاقاتها مع اسرائيل ولوجود القواعد الامريكية التي يفوق عدد افرادها سكان تلك الامارة ويضيف اولئك الباحثين سبب اخر هام هو التنافس بينها وبين السعودية والعداء الذي حدث على اثر قيام السعودية باحتلال واحة البريمي التي تدعي قطر بأنها تعود لها ويؤكد اولئك الباحثين بأن قطر تلتحم مع الغرب مستثمرة امكاناتها المادية من النفط والغاز بدعم حركة الاخوان المسلمين وتطمح الى تمكين تلك الحركة باستيلائها على الحكم في السعودية وربما يتطلع (حمد بن جاسم) ان يكون ملكا فيها ويربطون هذا السلوك غير المرضي والمشين بما عرف عن شيخ قطر لقيامه بخلع والده من الحكم بمساعدة امريكية اسرائيلية ليحل محله ولكن العرب يعتبون ليس على حمد بن جاسم وانما على ممثلي الحكومات العربية في جامعة (نبيل العربي) التي اصبحت منقادة كليا للتوجهات الامريكية الاسرائيلية وفي يوم 25/3/2013 اوصى وزراء الخارجية العرب المجتمعين في الدوحة اعطاء مقعد سوريا الى حكومة النكرة (غسان هيتو) طبقا لما نعته بهذا اللقب من قبل المعارضين (هيثم المناع وميشيل كيلو) وعلى اثر ذلك استقال معاذ الخطيب من رئاسة ذلك الائتلاف وعلل استقالته بأن الامور تجاوزت الخطوط الحمراء في سوريا واعتبر المحللون ان اختيار هيتو من قبل شيخ قطر والامريكان واوردكان يعود لسبب كونه هزيلا بنظر المعارضة ولم يكن معروفا وكان موظفا صغيرا في منظمة الاغاثة الدولية في حلب كما انه مجنس بالجنسية الامريكية ويؤكد اغلب المعارضين بأن الجهة التي اعدته هي المخابرات الامريكية الاسرائيلية لتنفذ من خلاله مخططها في اصلب عقدة كأداء واجهتها في سوريا كما ان زياراته لإسرائيل متواترة ولم تنقطع لحد الان وان حكومة هيتو هذه تفتقد للشرعية الدولية كما ان ميثاق الجامعة العربية لا يجيز حلولها بمقعد الدولة السورية حيث ان ذلك الميثاق اشترط بأن يكون العضو في الجامعة دولة عربية مستقلة كما ان قرارات الجامعة المهمة مثل هذا القرار تتخذ بالأجماع في حين اعترض كل من العراق والجزائر على حلول حكومة هيتو محل الدولة السورية وعلق مراسل قناة روسيا اليوم في تركيا بأن حكومة هيتو ستكون هي القشة التي كسرت ظهر البعير حيث اسفر تشكيلها عن خروج 12 قيادي من ائتلاف الدوحة واضاف بأن تلك المعارضة ستؤول للتشتت رغم ما تصرفه قطر من مبالغ طائلة بحكم كون أي حكومة لا تكون شرعية الا اذا استمدت شرعيتها من ارادة الشعب الذي تمثله وعبر انتخابات حرة وليس إنتاجا لأرآده أوردكان والولايات المتحدة واسرائيل وشيخ قطر وحقيقة الامر ان تلك الحكومة لا تمثل سوى هيتو نفسه وحتى ما يسمى بالجيش الحر اعلن بأنه سوف لن يكون له أي ارتباط بتلك الحكومة كونها لم تشكل بالتوافق بين اطراف المعارضة الا ان معاذ الخطيب ناقض نفسه تماما عند القاء كلمته في مؤتمر القمة لجامعة نبيل العربي في الدوحة يوم 26/3/2013 ففي اقواله السابقة يعتبر اقامة حكومة مؤقتة يستهدف تقسيم سوريا من قبل اعداء الشعب السوري وقد نقل عنه فيما مضى أيضا بأن اختيار هيتو حصل لكونه ضعيفا ومنفذا لجميع ما يملى عليه وسيكون آلة بيد الغرب واسرائيل وجماعة الاخوان المسلمين وبأن ما منحت المعارضة من اموال تعطى لعملاء قطر فقط ويبقى الاخرين جياعا على حد قوله فناقض اقواله تلك بكلمته المشار اليها بقوله مؤيدا توافد شذاذ الافاق من اقاصي الارض من العناصر الارهابية الى الاراضي السورية لقتل الشعب السوري ومن مجمل ما قاله الخطيب يضفى طابع الكذب والمبالغة على ما يبدو لجميع ما تفوه به في تلك الكلمة حيث يقول ان طفلا عمره (سنة واحدة) من جملة الموقوفين في سوريا لم يعطى الطعام منذ اسبوعين واعترف بأنهم يتلقون الدعم من قبل اعتى اعداء هذه الامة وانه طلب من اوباما اقامة صواريخ (باتريوت) على الحدود الشمالية لسوريا لتوفير ملاذ آمن كما يقول للزمر الارهابية وادلى باقتراح يؤكد على ان تلك الكلمة ورغم الطابع الحاد التي اتسمت به بأنها مصطنعة وجاءت وفق تسوية اجريت على عجل ومن جملة ما ادلى به الخطيب ايضا اقتراحا يعتبر غاية في الغرابة طالبا اطلاق سراح جميع المعتقلين في كافة البلدان العربية ولم يحدد نوع ذلك الاعتقال فبالعراق مثلا هناك من هم محكوم عليهم بالإعدام لثبوت قيامهم بقتل مئات العراقيين كما اقترح وكما هو ديدن اعضاء تلك الجامعة عبر تاريخها الطويل بأن تساوى مسألة الاسلحة الكيمياوية والنووية بوقت واحد في هذه المنطقة ولم يذكر اسم اسرائيل الحائزة الوحيدة على هذه الاسلحة وقد علل المحللون موافقة الخطيب بألقاء كلمته تلك رغم اعلان استقالته بأنها جاءت لقاء ثمن تعويضه عن ما حرم منه من اموال تعطى لزمرة الاخوان المسلمين كما قال في اقواله السابقة وقد بقي هو وبعض المعارضين الاخرين جياعا وجاء من بعد الخطيب دور أوغلو وزير الخارجية التركية وكانت كلمته مطولة شرح بموجبها بما يتوجب على الجامعة العربية ان تسلكه في المستقبل اتجاه المسألة السورية والقضية الفلسطينية كبرنامج عمل لا بل وخطة محددة وضعها اوردكان للمسار المستقبلي لتلك الجامعة وبأن على العرب ان يبدئوا التطبيع مع اسرائيل حيث تم الاتفاق بين نتنياهو واوردكان على ذلك بالمكالمة التي حصلت يوم 22/3/2013 بينهما بأشراف الرئيس الامريكي اوباما مما يستدل بأن المسألة برمتها قد جرت وفق ما مخطط له من قبل الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وما على اوردكان وشيخ قطر وغسان هيتو الا التنفيذ وقد اظهرت كاميرات القنوات الفضائية التي تنقل اقوال الخطباء عن ذلك المؤتمر مباشرة ان عدد من رؤساء الوفود ظهروا نائمين اثناء القاء تلك الكلمات وهذا دليل قاطع على ان ما جرى في ذلك المؤتمر مقرر مسبقا ومجرد حضور تلك الوفود مسألة شكلية وهو ما اتسمت به مؤتمرات الجامعة العربية منذ تأسيسها عام 1945 ولحد الان وهي تجتر نفس الجمل والعبارات دونما تنفيذ الا ما يريده المستعمر والكيان الصهيوني وفي كل يوم يمر تتكشف الغايات الدفينة لما يجري في المنطقة العربية حيث رد اوردكان على اعتذار نتنياهو لما حصل لسفينة مرمرة التركية قبالة سواحل غزة فيما مضى ويقول اوردكان يجب ان يخفف الحصار على غزة وان تباشر غزة بالتطبيع مع اسرائيل وكان هذا الطلب قد ورد على لسان اوباما عند زيارته لإسرائيل أيضا حيث يخاطب الحكام العرب وفي مقدمتهم مرسي بقوله (يجب المباشرة بتطبيع العلاقات مع اسرائيل لأن الظروف مواتية لذلك بشكل جيد كما يقول مع انه لم يصدر امر لإسرائيل لإيقاف الاستيطان الذي هو مخالف للقانون الدولي وقدم اوباما هدية جديدة لإسرائيل بقوله ان دولة يهودية ستقام في اسرائيل مقابل دولة فلسطينية في حين اقصى ما كانت اسرائيل تسعى له فيما مضى هو حصول اعتراف الفلسطينيين بها وقد اعترفوا في كامديفد ولم يحصلوا على أي شيء وان المتبقي من وطنهم الان عرضة للابتلاع والمجهود الامريكي الاسرائيلي يتجه على قدم وساق بتكوين كونفدرالية بين اسرائيل والاردن وغزة وستكون اسرائيل لها الهيمنة الكاملة على ذلك الاتحاد وان سكان الضفة الغربية سينقلون الى الاردن وسكان غزة سينقلون الى سيناء بعد سلخها من مصر وهكذا ستصبح اسرائيل محاددة لكل من العراق ومصر والسعودية مباشرة ونرى من المفيد ان نثبت ما عرضته قناة روسيا اليوم بتاريخ 25/3/2013 بالمقابلة مع الرئيس اليمني (علي عبد الله صالح) اوضح فيها وجهة نظره بما الت اليه المنطقة العربية أخيرا حيث يقول ان ما سمي بالربيع العربي اخذ بالانحسار والنكوص بسبب ما افتضح بأن من يغذي اعمال القتل والتخريب في المنطقة العربية الان هي قوى اجنبية وعملاء لها في المنطقة وان صمود الشعب السوري والجيش العربي السوري لهما الفضل الكبير بكشف تلك الحقائق بنتيجة ذلك الصمود الرائع للقوات السورية وان اول من بدء يعي خطورة ما يجري في المنطقة على ما يبدو هم جهات هامة من المعارضة السورية وبالحصيلة فأن الاقتتال في سوريا سينتهي بلقاء الحكومة مع عموم فئات الشعب السوري لحل تلك الازمة بعيدا عن المؤثرات الاجنبية وعن الحراك في جنوب اليمن اجاب رغم الزعم بأن ذلك الحراك سلميا الا انه يخفي ورائه زمر القاعدة ويشكل خطرا على وحدة اليمن وبناءً على برنامج سياسي محدد بدء الكثير من الساسة في اليمن يدركون ضرورة التوصل لحل لهذه الازمة واضاف بأن الدور القطري الان دور خطير وان قطر تضطلع لتنفيذ مهام دولية تخريبية في المنطقة العربية وانها تستهدف السعودية كمرحلة قادمة وربما يطمح حمد بن جاسم ان يكون ملكا في السعودية بناءً على وعدا قد حصل عليه من قبل اميركا واسرائيل وبريطانيا ولجهله بحقائق التأريخ لم يدرك ما نجم عن الوعود التي اعطتها بريطانيا وفرنسا للعرب والغتها بمعاهدة (سايكس بيكو) السرية وربما يعتبر المثقفين العرب اسوء ما بدر من سلوك لشيخ قطر دعوته للمجرم طارق الهاشمي بالحضور الى مؤتمر القمة مع ان هذا الرجل اوغل بدماء العراقيين مثبتة بقرارات صادرة من القضاء العراقي مكتسبة الدرجة القطعية ويروم شيخ قطر بمثل هذا المسلك ديمومة الفتنة بين العراقيين استمرارا لأعماله المشينة بكافة الاقطار العربية التي وظف فيها النفط العربي لتمكين اسرائيل بالهيمنة على هذه المنطقة .

Share |