مسرحية ... متحدون/محمد علي مزهر شعبان
Thu, 28 Mar 2013 الساعة : 0:31

أشواط وادوار ، كمبارس وابطال ، يتحركون على مسرح متنقل ، يحكون فيه تراجيديا المظلوميه . المسرحية عنوانها ( متحدون ) تتحدث ثيمتها عن هدف لم يبن هدفه في بداية العرض ، على مسرح المجد والعزة ، ومسرح قادمون يا بغداد . كل الخيوط والمحاور تتجه نحو غضب اختلط فيه ما هو طائفي ومطلبي . المسرحية من فصليين ، الاول يثير العواطف ، ويعلن مطالب تتداخل بين المشروع حين يغلف بالحيف ، واثارة الحنق ضد دولة وكأنها استوردت من دولة جاره ، هذه المطالب تنوعت وتعددت حتى اضحت قائمتها تتناسل ، يصدرها خطباء ليسوا مفوهون بل يصرخون ، وما للصراخ من تاثير حين يدغدع النفوس من يتامى وطائفيين ومذهولين من زمن فقدوا فيه تلك الكينونة الطغموية ، حين فقدت العجيزات حيازة السلطة جملة وتفصيلا . هذا الفصل تصاعد فيه سياسيون ورجال دين ، يتنابون الادوار واختلط الوعيد والتهديد ، تقذف افواههم رذاذ الطائفية .
الفصل الثاني انسحبوا منه الافندية ، وتناولوها ملثمون وعمم رُكبت على راس شيطان فتنه ، ولسان افعى ، تلدغ الاحاسيس ، وتسمم المشاعر ، وتوسع الشرخ ، وبقدر ما اجتمعت حولها مئات ، فارقهم ملايين ممن كانوا يظنون ان عهد الطائفية قد اغلقت منافذه ، وردع دعاته ، وانتهت اجندته وملفاته . بلسان بذيء ولغة رعناء خاطبوا الركن الكبير من شعب هذا الوطن . تعالت الصيحات وكان بطلها البدراني واللافي والشيخ الكبير في حضوره ، الذي كان هادئا متزنا فركبته الموجة وطلب العون من امريكا ، وتباكى عند اسطنبول والدوحة .
امتدت خيوط الحوارات في التصاعد للمسرحية نحو الازمة ، وهنا ظهر المفاد الحقيقي ، وان كل هؤلاء اللذين ادوا الادوار ، هم سخرة لشخوص يقفون خلف الستار ، ولهدف لابد ان يمر بادوار ، حتى يصل لما خفي من قرار .انه الانفصال ، اقليم يمتد الى الجوار، كان الجمهور في تيه الحوار ، وقد أدرك ان الممثلون ، قد تعاقدوا بصكوك كممثلي هوليوود الكبار . وان اللعبة ليس كما يريد ( تشيخوف ) ان يثيرها مطالبا في المشاهدين ، انما اجندة خصوصية للمرتدين . انه الاقليم ، على غرار الدولة الاقليم . سفراء واعلام ، انفصال ودولة احلام .
يقول الناقد الفني والسياسي للمسرحية ( الدكتور صالح المطلق ) على شاشة العراقيه ، بما معناه ومفاده : نفس المجموعة اللذين يبحثون عن اقليم ، هم من اسس مسرحية ( متحدون ) رغم انهم صعدوا المنصة ليتنفسوا بذات الرئة لغوغاء المنصات ولكن الدوافع كانت ، قد حيكت من خارج الوطن . ويقول بنص العبارة ، لقد وصل التنافس الى حالة وسخة ، وتشويه للحقائق . قتلوا المرشحين وهددوا الاخرين ، تقف ورائهم دول وماكينات اعلاميه كبيره ، تريد تقسيم هذا البلد . ويقول : ان نظريتهم لا عيش بين الشيعة والسنة .
انتهت المسرحيه ، ولعب ممثلون خارج المنصة ولكنهم في مضمونها ، بعض الادوار ، فغنم اولئك مع هؤلاء بعض الغنائم ، هي في التقدير ترضي الجمهور والممثلون ، من وقف على المنصة وخارجها ، حين قدمت حكومة شعب المسارح ، هدايا للممثلين وجمهور المسرح ، بسخاء وارضاء من يريد ان يتهمنا باننا لا نملك مسرحا جادا ، اسمه الديمقراطيه في عهد بروليتارية المزاجات .