مثرود الطائي/زاحم جهاد مطر
Wed, 27 Mar 2013 الساعة : 6:16

الاهداء : الى صالح الطائي
دعانا صاحب الذمة والعهود ، المعروف بالكرم والجود ، من أيام الآباء والجدود ، ابن طي الجَلود ، معيداً طبعه المعهود ، وهو الجواد في القيام والقعود ، والناسك في الركوع والسجود ، والرفيق في الترحال والربود ، والمُعتمد في النزول والصعود ، والأمين على الأمانة والعقود ، والثابت في الهبوط والسمود ، المبسمل في النهوض والقعود ، والمحمدل في المحدود والرخود ، والمكنى باللطيف والودود ، وبعد ان هيأ كل عطرود ، أقام وليمة بشكل غير معهود ، وكان وكنا في اليوم الموعود ، واستقبلنا في بيته المقصود ، ببسمة كبسمة الرياحين والورود ، وجاءت الحشود تلو الحشود ، والوفود تلو الوفود ، من عرب وهنود ، وعجم وسنود ، ومن كهول وسخود ، ومن جماعات وخرود ، وتسامر الحاضرون في البيت الصغير المحدود ، الواسع كقلب صاحبه المحمود ، واُوتي بالطعام المعهود وغير المعهود ، وقد هُيأَ من كل لون غير معدود ، وكم غير محدود ، وتوزعت قصع التشريب والرز والمثرود ، وأقداح الشراب من صغير ورفود ، بشكل جميل ومنضود ، ومن الناطوح والسابوح والدجاج المقليُ والمقدود ، في القدود والسفود ، ورأيت صاحبي المشدوه المشدود ، يهجم على الطعام كالفهود ، ويأكل أكل الأسود ، وكانه جاء من مكان مجرود ، ولم يأكل منذ عقود وعقود ، وتعجبت من بطنه الذي يستوعب هذا الكم من المردود ، حتى ظننت انه جالس على بئر أو اخدود ، وان الطعام ينحدر من فمه الى انبوب تحت الارض ممدود ، صحن إثر صحن من الطعام كالمجرود ، ثم يطالب بصحن مجدود ، يلتهم التفاح بقضمتين وهو في حالة اللحود ، والعنب يلتهمه عنقوداً بعد عنقود ، وعندما اراد النهوض التوى كالمعصود ، وهدَّ كالحائط المهدود ، وسقط على السفرة بالمقلوب محدثاً صوتاً كالرعود ، فارتعد الحاضرون والشهود ، واذا بوجهه مصفر من الجبهة حتى الخدود ، فطلب المعالجة بالانسولين او باللّدود ، وقال : سكري ارتفع وضغطي في صعود ، ولان تفكيره كان بالمحدود ، اراد الايهام بالحيل والكيود ، بانه أصيب بالبرود ، على كل حال وعلى البدء : العود ، اقول بحق الواحد المعبود ، فقد كنت كغيري أكثر من سعيد ومجدود ، ونحن في بيت صاحب الكرم والرفود ، فقد كان حافداً حاشداً في الجهود ، والناكر لهذا أكثر من الجحود ، ومن اللئيم المردود ، ولكن وكما تعلم فنحن في زمن غير معهود ، الذي يخلط بين البيض والسود ، والاسود والقرود ، ولا يفرق خالدة عن خلود ، ولا عبدة عن عبود ، وانشغال الفكر تجاوز كل حدود ، لذلك فان القلب في هم وكنود ، والعقل في شرود أو ركود ، لم أتبلدح ولكني نسيت عهودي ، وتأخرت عن انجاز وعودي ، بالكتابة عن المثرود ، جعل الله رزقك بالممدود ، وابعدك عن ثمود ، واسمع للعندليب المنكود :
بحياتك يا ولدي امرأة
عيناها .. سبحان المعبود
فمها مرسوم كالعنقود
ضحكتها انغام وورود
لكن سماءك ممطرة
وطريقك ... مسدود
مسدود ...
مسدود ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ