زيارة اوباما وارتفاع وتيرة الفتنة في المنطقة والاحداث الاخيرة في سورية والعراق/
Mon, 25 Mar 2013 الساعة : 22:11

اهم ما اسفرت عنه زيارة اوباما الاخيرة الى اسرائيل تعهده اللامحدود لحماية اسرائيل واطلاق يدها في احداث الشرق الاوسط وبانها حليف ستراتيجي ابدي ورافق كل ذلك تكرار النفاق الذي اعتادت عليه الادارة الامريكية من وعود للفلسطينيين دون ان يحدد اوباما وقت لتحقيق تلك الوعود او الوسيلة التي ستتحقق من خلالها ورافق تحركه في المنطقة تكرار التبشير من قبله والذي اعتاد علية منذ بدا حكومته بزرع الفتنة في سورية قبل سنتين مباشرة بنهاية حكومة الاسد وكشفة عن وجه امريكا الحقيقي والمعروف فيما مضى بمناصبتها العداء لكل من يقف بوجه مطامعها من البلدان التي تمتنع بالسماح لها بالتدخل في شؤونها كما فعلت مع كاسترو في كوبا وشافيز في فنزوله ومع ان وزارة الخارجية الامريكية تستبعد وكما تقول حصول استعمال سلاح كيمياوي في سورية الا ان اوباما صرح خلال زيارته تلك بان استعمال الكيمياوي في سورية غير وسائل اللعبة وكأن الشعوب وجدت لتستمع لما يقوله الامريكيون فقط ويدلل قوله الاخير على ان السلاح الكيمياوي قد استعمله الارهابيين في حلب بدفع امريكي ليعطي ذريعة للتدخل الغربي في سورية ولم يتكلم اوباما ولو بكلمة واحدة عما تتعرض له المنطقة العربية من ارتفاع وتيرة الاقتتال في بلدان ما سمي بالربيع العربي والتي كانت نتيجة للتآمر الامريكي الغربي في هذه المنطقة وقد انجلى عن تلك الزيارة تطور الاقتتال في لبنان واضطرار ميقاتي للاستقالة ومحاولة جر ذلك البلد من قبل الولايات المتحدة لنفس ما يجري في سورية باستهداف صمود حزب الله في الجنوب اللبناني لما يشكله من خطر على الكيان الصهيوني حيث جبهة المقاومة بوجه التوسع الاسرائيلي في منطقة الشرق الاوسط المكونة من ايران وسورية وحزب الله وكانت غزة ضمن هذه الجبهة الا انها خضعت للترويض الغربي اخيرا كما رافق زيارة اوباما لإسرائيل انبثاق ما سمي بالحكومة الموقتة لائتلاف الدوحة برئاسة العميل (غسان هيتو) وعلى اثر اختياره انشق (12) قيادي من ذلك الائتلاف حيث لمسوا اخيرا اختيار الحكومة المزعومة قد تم من قبل مجموعة اخوانية قام السفير الامريكي في تركيا بنقلهم ليلا من الفندق الاسطنبولي الى مكان الاجتماع والذي شارك فيه (27) شخصا من مجموع (73) ويقول مندوب قناة روسيا اليوم في اسطنبول ان اختيار تلك الحكومة يعتبر القشة التي كسرت ظهر البعير حيث سيستتبعها انشقاقات عدة في مختلف ائتلافات المعارضة سيما في الخارج لما اتضح من ان هذا الاختيار يستهدف تسليط المجاميع الاخوانية على الحكم وابعاد كل دور لليبراليين في الحكومة المزعومة كما كشف زيف رفع الشعارات الديمقراطية والحريات العامة وكانت الغاية منها تعميم تسلط الاخوان في المنطقة العربية وفق تحالف جديد مع الولايات المتحدة لتنفيذ خارطة جديدة لهذه المنطقة كما تجلى على اثر تلك الزيارة قيام نتنياهو بالاعتذار من أوردكان حول ما سمي بضرب اسطول الحرية الذي كان متوجها الى غزة لكسر الحصار عنها كما زعم في حينة اضافة الى ان نتنياهو اعتذر من أوردكان ووافق على تعويض الاسر التي قتل ابنائها في ذلك الحادث وهكذا تتكشف النوايا المغلفة بالنفاق يوما بعد يوم حيث اكد الكثير من الكتاب عند حصول تصدي السفن الحربية الاسرائيلية للسفينة التركية وقد شكك اولئك الكتاب بمثل تلك المزاعم مؤكدين بانها مجرد خداع كما رتب اوباما على ما يبدو دعوة ما سمي بالحكومة الموقتة السورية الى مؤتمر القمة في الدوحة رغم ان نبيل العربي عند طرحه في مجلس الجامعة فيما مضى بإحلال حكومة غسان هيتو في مقعد الدولة السورية وعند اعتراض فقهاء القانون الدولي والمثقفين العرب بان ميثاق الجامعة العربية لا يسمح في ذلك فتراجع العربي عن قولة مصرحا بان ائتلاف الدوحة هو واحد من ائتلافات عدة للمعارضة ولا يمكن ان يكون ممثلا للمعارضة السورية ومثل هذا القول يؤكد بان الجامعة العربية تتلقى تعليماتها وبشكل مباشر من وزارة الخارجية الامريكية وشيخ قطر الذي تملئ عليه التعليمات من اسرائيل وهذا على ما يبدو امرا مألوف على صعيد اسلوب اخطبوط سياسة الولايات المتحدة مع حكام دول العالم الثالث من خلال توريطهم بمسائل وردت في برنامج لقناة روسيا اليوم عرض يوم 20/3/2013 بعنوان من الذاكرة واجد من المفيد جدا ان اللخص ما جاء في حلقة ذلك البرنامج حيث استضافت تلك القناة شخص يدعى (جون بركنز) وقد جاء على لسان ذلك الرجل قولة (نشأت في اسرة فقيرة وكنت اتطلع ان ارتدي الملابس الجيدة واهنأ في سفرات بمختلف البلدان وكنت احسد الطلبة من ابناء الاثرياء وعند تخرجي عينت في شركة كبيرة وهي جزء من اتحاد لشركات عدة وكلفت ان اقدم بحثا عن الاقتصاد الكويتي وكان ذلك عام 1971 ولما لم يكن آنذاك توفر انترنيت اخذت ابحث عن المراجع في المكتبات وفي بداية توجهي لأنهاء ذلك البحث كنت جالسا في المكتبة وجلست قبالتي فتات جميلة جدا وقدمت لي كتابا فيه ورقة بعنوان البحث الذي افتش عنه كما ذكرت لي اسمها قائلة انك ستصبح بطلا وقاتلا اقتصاديا وضحكنا معا مستفسرا منها كيف يكون هذا القاتل الاقتصادي وقالت بان الشركات الكبرى هي التي تخلق الساسة وتضع برامج السياسات وان تلك السياسات هي التي تضع البرامج الاقتصادية وبان الوسيلة في السيطرة على حكام العالم الثالث تكون بالتلويح لهم واغرائهم بالمال والجنس والسلطة وبدت تشرح لي كيفية ذلك بقولها ان تعرض على الحاكم او المرشح لهذه المهمة موضحا له بانه سينعم بالرفاه وسنقوم بحمايته وسنمكنه فان وافق نبتدأ عملنا معه وان لم يوافق فممكن لك ان تهدده بكلام ناعم بقولك بانك لا تستطيع البقاء وقد استطعنا ان نكسب الكثيرين ومنهم سوهارتو حاكم اندنوسيا وشاه ايران ومن الذين رفضوا عرضنا كاسترو وتشافيز وهذه الاسماء على سبيل المثال واستطردت بقولها ونقوم بإغراق البلد بالديون بحيث لا يستطيع ذلك الحاكم او البلد تخليص نفسه منا فتحصل هوة سحيقة بين الحاكم وشعبة جراء تسديد تلك الديون وارباحها حيث يعيش الشعب في فقر مدقع وهو الذي سيقوم بدفع تلك الديون من قوته وان من الذين لم يوافقوا وتمت تصفيتهم الدكتور الليندي في شيلي والدكتور مصدق في ايران) انتهى الاقتباس هاذا هو الاسلوب الذي اعتادت عليه الحركة الصهيونية مالكة امهات الشركات الكبرى في امريكا ان تتعامل بموجبه مع حكام دول العالم الثالث اما على صعيد الاحداث الاخيرة في كل من سوريا والعراق فقد حدث يوم 21/3/2013 استشهاد الدكتور العلامة البوطي رئيس اتحاد علماء الشام في جامع الايمان في دمشق والذي عرف باعتداله ومناوئته للتطرف في العالمين العربي والاسلامي ويؤكد اغلب المتتبعين للأحداث بان استشهاده كان نتيجة لتحريض فتاوى التكفيريين امثال العرعور والقرضاوي وقد شجب ذلك الحادث المؤلم من قبل مجلس الامن والمنظمات الدولية وجمعيات حقوق الانسان وكافة الدول المؤيدة للحق العربي والاسلامي ويعتبر خسارة كبيرة بالنسبة لجميع المنادين بالحق العربي والذين يجابهون التطرف كما لفت انتباهنا هذا الاسبوع مضمون مقابلة حصلت في قناة البغدادية مع (علي السليمان) والنائب خالد الاسدي يوم 23/3/2013 وقد ورد على لسان علي السليمان كلام كثير يعكس عدم النضج ومن جملة ذلك قولة عن رئيس الجمهورية (انه ولى وفطس) وكان علي السليمان قبل يوم يردد في مظاهرة الانبار كلمة (اتكحزوا) ليحل محلكم الاخرين وتعني باللهجة المحلية ابتعدوا وصحيح اذا قيل (ممكن ان تأخذ صدق القول لما يبيت لك من قاصري العقول) وقد ترجم كلمة اتكحزوا النائب احمد العلواني يوم 22/3/2013 في قناة الرشيد بقولة اتنحوا لأنكم فشلتم وكأن العراقيين لا يدركون بان احمد العلواني وامثاله انهوا حقبة ما بعد التغيير ولحد الان يخططون وبكل ما اوتوا من جهد لأفشال مسيرة الدولة وبعد ان ادرك العراقيون خطأ اتباعهم لأسلوب حكومة الشراكة الوطنية غير المنصوص عنها في الدستور وتخلوا عن ذلك اتجهوا نحو حكومة الاغلبية وهو ما سيثبت نجاح توجه هذه الدولة مستقبلا وكلما حاولنا ان نبتعد بالرد على من يرفعوا عقيرتهم بما يغذي المواقف الطائفية نجد عدم تمكننا بالسكوت عن تخرصات ظالمة حيث في يوم 22/3/2013 ورد على لسان احد خطباء سامراء ابيات ( لفتى العرب) ابو فراس الحمداني مخاطبا بعض طغاة بني العباس امثال المتوكل بقولة.
ملكنا فكان العفو منا سجية
ولما ملكتم سالت الدم ابطحو
حسبكم هذا التفاوت بيننا
فكل اناء بالذي فيه ينضحو
يا سبحان الله فالينظر جميع العراقيين كيف انقلبت الحقائق رأسا على عقب من قبل بعض الجهلاء فالحروب والمقابر الجماعية والكيمياوي والقتل على الهوية كل ذلك يعتبره ذلك الجاهل المتحذلق عدلا اما الحلم على تهديدات أمثاله بالتقدم على بغداد وقتل الناس يوميا بالمفخخات والتصدي للقوات المسلحة العراقية فهي لديه ابطح من الدم ومع ان البساط قد انسحب من تحت اقدام المنافقين بما اتخذته الدولة من اجراءات لمعالجة كثير من القضايا والمطالب المشروعة للمتظاهرين مما دفع بأغلب الحكماء والعقلاء من العراقيين باتجاه الرغبة بتسوية كل شيء وكان اخر ذلك ما ورد في مظاهرة الانبار يوم 22/3/2013 بعد ان كادت فتنة ان تؤدي الى اراقة الدماء في تلك المظاهرة فاصبح التوجه لدى اولئك العقلاء بضرورة تكوين وفد بالذهاب الى بغداد لوأد الفتنة اما الذين ينحون بالقول على الحكومة لتأجيلها الانتخابات في كل من نينوى والانبار مع ان هيئة الانتخابات ذكرت ان الف موظف مكلفين بالأشراف على تلك الانتخابات في نينوى قدموا استقالاتهم خشية على حياتهم وتأكد صحة ذلك من خلال استشهاد خمسة من المرشحين كما انسحب من الترشيح العشرات وان مزاعم البعض بطلب اجراء تلك الانتخابات من قبيل المزايدات او لغاية يبيتونها كتوريط الاجهزة الامنية في مواجهات ثم مسالة ان تجري الانتخابات على مراحل مسالة مألوفة في كثير من دول العالم ولا علاقة لعدم اجراء الانتخابات في كركوك لمجالس المحافظات لما حصل في نينوى والانبار لأسباب عدة ويعزي بعض المحللين التشبث ببقاء تلك المظاهرات يعود لأشغال القوات المسلحة لإتاحة الفرصة بعبور المتسللين الى العراق عبر الحدود السورية العراقية كما يقول البعض منهم ربما ان تلك المظاهرات يخطط خلفها لأحداث مفاجئات عسكرية وهذا هو ديدن العقلية الصدامية فيما مضى اما تفجيرات يوم 19/3/2013 فقد اصبحت اسبابها معلومة للجميع ويعتبر المتتبعين للأحداث بان من اهم تلك الاسباب عدم ارتقاء القوات المسلحة للمستوى المطلوب والملاحظ انه في المناسبات كالأعياد او مواعيد الانتخابات او حصول مؤتمرات دولية او اقليمية لم تحصل تلك الحوادث ويعزي البعض ذلك بتشكيل اللجان للأشراف على الامن سيما في بغداد مما يحتم على رئيس اللجنة ان يكون يقضا خشية محاسبته في حين في الظروف العادية لم تكن المسؤولية محددة كما ان الزمر الارهابية كاللصوص يغتنمون الغفلة واسترخاء القوات المسلحة ولهذا فلا يوجد خيار عن العمل الاستباقي الاستخباري .