هوامش على دفتر الانتخابات/علي فاضل الحمامي
Mon, 25 Mar 2013 الساعة : 22:03

اولا:-الانتخابات هي العلامة الفارقة في ملامح الديقراطية وصناديق الاقتراع هي اللقاح الناجع للتخلص من مرض الانقلابات ولغة البيان (رقم -1-)للديمقراطية آليات وثقافة ،في عراقنا الجديد لدينا آليات غير مكتملة وليس لدينا ثقافة ديمقراطية ،آلياتنا غير مكتملة لأ نها تسمح لمن لا تمنحه الأمة اصواتها ولم تشر اليه بأصابعها البنفسجية بأن يكون ممثلا عنها يتكلم باسمها ويشرع لها القوانين ولانملك ثقافة ديمقراطية لأننا لم نزل نمنح اصواتنا وفق منطق فئوي نصوت لابن القبيلة او الطائفة او للحزب الذي ننتمي اليه او الصديق 000لانبحث عمن يجيد الدور 000لانبحث عمن يملأ الفراغ 000لانبحث عمن يستطيع ان يحل المشاكل نختاره فاشلا ونطالبه بالنجاح نختاره (قزما) ونلبسه ثوبا اكبر من قياسه ونريد منه ان يبدو كالقمر ثم نرميه بسهامنا ،ولسان حاله يصيح ياناس انا قاصر فنصرخ لا انت مقصر ، فمن هو المذنب اذن هو ام نحن؟
ثانيا:-المرشحون جميعا يبدون للناس قبل الانتخابات كالقدسيين او كالملائكة يتقربون الى الجميع ،يحسبون انفسهم على الفقراء يسألونهم عن احوالهم ،يعدوهم بمالا يُصَدق ،يبتسمون للصغار والكبار يظهرون الحرص على الحضور في كل المناسبات وبعد الفوز يضربون بينهم وبين الناس الحجُب بدءاً من السيارة المظللة الى تغير رقم الهاتف واغلاق الشارع الذي يسكنه واستخدام السكرتير الذي لا يبتسم ابداً كأنه( مسرور) سياف هارون الرشيد ويهيئ سلة المهملات (اكبر حجم ) لتحوي وعوده ايام الترشيح وطلبات الناخبين 0
ثالثا:- لا ادري هل هي من الشجاعة ام من المغامرة ان يضع المرشح المستقل نفسه في دائرة التنافس مع المرشح القادم من القوائم الكبيرة الذي يملك المال بنوعيه العام والخاص والسلطة ومفرداتها وملحقاتها والوظائف ومغرياتها والاعلام وفنونه فاذا خذلته الصناديق واغرقته في مستنقع الخسارة سترمي له القائمة طوق النجاة ليعبر الصفوف ويقف مزهوا في مقدمة الفائزين 0
رابعاً:- القلق الذي ينتاب المرشحين في الفترة الواقعة بين يوم الاقتراع ويوم اعلان النتائج قلقٌ من نوعٍ خاص لم يكتشفه بعد علماء النفس ولاينفع معه كتاب (دع القلق وابدأ الحياة) 000يسهدُ الليل ويؤرق العيون ويجعل الذهن شارداَ ،حتى انه يدل على درب العرافين ويجعل الوقت يسير بطيئا كليل العاشقين 0
خامساً:- قراءة بسيطة لنتائج الانتخابات السابقة نلاحظ مجموعة من المرشحين لم يحصلوا على اصوات تؤهل احدهم ليكون (عريف خفر )حتى ناطور خضرة فكيف نَصفَ من لم يحصل الا على صوت واحد فقط اي ان زوجته واولاده لم يصوتوا له كذلك اقاربه وجيرانه لم يمنحوه الثقة ،اليس من الافضل ان يضع القانون حدا لهؤلاء العابثين على شكل غرامة او حتى الحجز0
سادساً:- كيف لنا ان نكتشف السر وراء العدد الكبير للمرشحين ؟ هل هي الرغبة في خدمة الناس كما قال احد المرشحين (انه تكليفي الشرعي ) ام هي الرواتب والمغريات او المكانة والوجاهة التي ترافق المنصب ام اختصار الطريق للحصول على الراتب التقاعدي الكبير بعد اربع سنوات تتوزع بين السفر والحج و حضور المناسبات والمهرجانات والمؤتمرات والتصريحات الفضائية بدلا ان يقضي جل عمره في الوظيفة ان حصل على الوظيفة ليحصل بعدها على راتب تقاعدي لا يسد ثمن الدواء
سابعاً:-وسائل جذب الناخبين كثيرة ومتنوعة منها توزيع الملابس الرياضية على الشباب ،اقامة الولائم الدسمة ،احد المرشحين وزع (ربطة عنق انيقة) ،واخرى وزعت البطانيات،كارتات الموبايل،مرشحة منحت كل عائلة انتخبتها عباءة نسائية بنية الهدية ،احدهم استخدم طريقة الاجنحة مثل(سامكو)كل ناخب يحضر خمس ناخبين له مكافأة ممتازة ،،
الهامش الاخير استعرت عنوان المقالة من قصيدة الشاعر نزار قباني(هوامش على دفتر النكسة) علي فاضل الحمامي/الغرافMarch 23, 2013