اللحظة!/د حسين فلامرز طاهر

Sun, 24 Mar 2013 الساعة : 23:39

كان الوقت قد حان وبدأت الاشياء تتحرك تعلن عن بدء الرحلة التي لم تكن في البال والخاطر! فجأة حان الوقت من دون سابق انذار! لم يكن للامر اعلان ولم تكن اي اشارة في الافق بأن اللحظة اتية ويحدث مالم يكن في الحسبان.
هكذا هي حياتنا التي تتكون من الملايين من اللحظات! بعضها يمر دون ان نشعر بها وبعض اخر يمر وكأنها لم تمر ومنها مايمر فيترك فينا اثرا في العقل و القلب والوجه وما الى ذلك من آثار. وعند البعض فأن اللحظات تتحرق وكأنها حطبا للإيقاد النيران وحرق الاخرين بها!
للحظات ثمن باهض ومكلف الى درجة قد تصل الى الفقدان وأي فقدان!!! الأعزاء و الاحباب و الاصدقاء والجيران والاهل والوطن وكل حياة تشعر بها! ولكن السؤال هنا فأنت من لم تكن محظوظا في تلك اللحظة ففقدت كل ماذكرته! ترى ماهو ذنب الذي سيفقدك؟؟؟ اليس هذا هو المنطق؟ أنت تعرف من تحب ومن تحس به ومن تحتاجه ومن هوقريب عليك ووووووو!!! ولكن بالتاكيد فأنت لايمكنك ان تعلم مدى حاجة الاخرين لك!! حتى لو كانوا صرحوا بذلك من خلال تفاصيل يومك وحياتك ومعايشاتك!
لحظة نعيشها فنقول! آلله مااجملها تلك اللحظة التي استمتعت بها وكأنها باب من ابواب الجنة الموعودين بها نحن بني البشر على انها ستكون لنا! وأنا بكل حواسي اقول ان هذه اللحظة التي أنا فيها وأعلن اني موجود من خلال استثماري اللحظة لأطلق كلماتي وأعلن عن سعادتي بها!
لحظة تمر! ياويل تلك اللحظة التي تمر من دون أن يكون لها لون أو طعم أو رائحة! وماهي ولماذا مرت من دون أن يكون لها اثر على حياتنا سلبا او ايجابا او حتى ظل ممكن ان نشعر به! وهنا نكون قد ابتعدنا عن انسانيتنا التي على اساسها وهبنا الوقت الذي تملأه اللحظات.
لحظة تحرك الاشياء! ومامن غفلة اللحظات تلك التي تجعل الاشياء تتحرك من ذاتها! انها تلك اللحظات التي تاتي من دون سابق انذار لتعلن عن تغيير شامل في الحياة بكاملها! لا!! لا ذنب لك فيها! هي هكذا جاءت من تلقاء نفسها وحركت الاشياء بدون ان نخطط لها! مااحلاها ان ادركتها!
لحظة ضياع تمر بك فتقودك!ضاع التخطيط وضعنا بعيدا عن اهدافنا واستسلمنا الى لحظات لايمكن لنا ان نسيطر عليها! بل بدات اللحظات تسوقنا سوقا وتؤثر فينا ونتبعها كيفما تشاء هي!
اذن هكذا هي اللحظات!
تعودت وفي حياتي أن يكون لي في كل لحظة بصمة! ولكن في لحظة الضياع !!أخذ الصمت حصته ليجعلني صامتا في لحظات عدة! لم أتمكن من الحراك ولا حتى النطق! كان كل شئ في استراحة الا أنا نفسي! سكن الجسد وهدأت الافكار! واستراحت الاجهزة السمعية! واكفهر الوجه الذي تعمقت خطوطه ليكبر عشرات السنين! أجمع الجميع على انها اللحظة التي تحركت فيها الاشياء من ذاتها! ذبلت العيون ولم يبقى منها سوى مايكفي للحفاظ على لحظة واحدة من كل تلك اللحظات، أملا على أن تكون لحظة لبداية حياة جديدة لاتضيع منها ولا لحظة.

Share |