ناس في نعيم وناس في جحيم/عزيز الكعبي

Sun, 24 Mar 2013 الساعة : 23:21

ان العديد من الأمثلة تؤكد أن مصدر الإثراء ما زال ممركزا في يد الدولة سواء تعلق الأمر بالامتيازات الريعية المخولة للاستفادة الاقتصادية أو المناصب السياسية المؤدية إلى ذات الربح وخير نموذج لما نقوله يتمثل في بعض نماذج الأشخاص الأكثر قربا من( سلطان الدوله) ويخطر على بالنا للوهلة المقربين من السلطان الذين استفادو من امتيازات عديدة بدأت ببضع حصص في المقاولات لتصل إلى احتكار للقطاع برمته ناهيك عن امتيازات أخرى عديدة آخرها ولن تكون الأخيرة بكل تأكيد الاستفادة من ألاراضي بمناطق راقية وباسعار زهيدة او بدون مقابل لانها ورث ابهاتهم
دائمأ يقولون إنهم كانوا مضطهدين مطاردين طوال سنوات حكم الطاغيه..
ولم نر فيهم ولا منهم مليونيراً ولا رجل صناعة ولا وارثا عن أسرته ثروة كبيرة.. فقط نفر قليل حديث عهد بالبيزنس وينحصر نشاطهم فى التجارة والمقاولات.
المشكله يؤكدون فى كل جلساتهم وأحاديثهم أنهم الأكثر إحساساً بالفقراء لأنهم عاشوا فقراء مثلهم.
ويرددون دائماً أنهم ليسوا من طالبى الدنيا وليسوا ممن يلهثون خلف الدولار أو الاسترلينى ولا حتى الدينار العراقي العليل مشكلة سلطان وطنة ..
يطلب هو وحاشيته من الشعب ان يتحمل المشاق و الظروف الصعبة التي تسببوا فيه في حين يعيش هو و زبانيته في البدخ والترف. ما هذا يا من خيب ظننا فيه ؟ يا من يجر البلاد الى الهاوية؟ يا من في عهده شلت اغلب القطاعات؟
كيف نأمل في وطنا نريد له التغير إلي الأفضل بعد ماكان كل ما هو سلبي وفاسد وبعد التضحية بدماء زكية من اجل هدف نبيل إذ نتحول للأسوء هل هذا معقول إذا نادينا بالتحرر من الفساد في كل بقعة من بقاع الوطن لكي ننعم بالرفاهية المنشودة في عهد جديد فنجد انه لازال هناك أنماطا من الفساد تحوم في أفق وتلوث وتضرب كل ما هو متعارف عليه من قوانين تتحدي من يقف أمامها وتفعل هذا بوضوح فمثلا عندما تتحول منطقة راقية إلي عشوائية بفعل فاعل لان الفاعل يداه غارقة بالفساد المالي والإداري
ويوصي الإمام علي ولده الحسن (ع) يا بني استعذ با لله من الفقر فإنه منقصة للدين وداعية للمقت ومدهشة للعقل.- يا بني مارست كل شيء فغلبته ومارست الفقر فغلبني لأني إن أذعته فضحني وإن كتمته قتلني فكاد الفقر أن يكون كفرا)
إن الفقر الذي هو عجز إنسان أو جماعة من الناس في المجتمع عن وجدان ما يوفر مستوى الكفاية في العيش
ونقول الدنيا دار الزوال اليوم عمل بلا حساب وغدا حساب بلا عمل ونحن يجب علينا كلما راينا او قرأنا عن مثل هذا البذخ ان نحمد الله على نعمة الصحة والعافية والعقل قال الرسول عليه الصلاة والسلام بما معناه ان اغنى رجل هو من يجد قوت يومه كلما كثر مالك طال سؤالك عن كل هذا المال وما عملت به الحمد لله على كل حال النعيم هو نعيم الاخرة لمن عاش في الدنيا كعابر سبيل وزهد بها وطمع بما عند الله وهو دائم لا ينقطع 
 

Share |