المسؤولون يتنعمون ويتناحرون والفقراء يتفجرون/مديرة مدرسة

Sun, 24 Mar 2013 الساعة : 23:01

على من تقع لائمة التفجيرات التي يُطال بها الفقراء وفي كل يوم تضاف ضحايا جديدة سواء كانوا شهداء أم مصابين ومن هؤلاء يا ترى ؟ هؤلاء خرجوا لكسب رزقهم لأنه في انتظارهم عوائل تُريد أن تعيش وبدلا من أن يأتي الأب محملا كعادته بأكياس الفاكهة والقوت أتوا هذه المرة بكيس به أشلاء والدهم أ لهذه الدرجة أصبح الإنسان العراقي رخيص ودمه مُباح فمن يا ترى يتكفل عائلته من بعده سواء كان في المعيشة أم في التربية والحنان وبالتالي فبفقدان الأب تتيه العائلة أحيانا فيكون الابن ما بين بائع وصائع لأنه ليس هنالك من يرعاه وبهذا ساعد الإرهاب على خلق أبناء غير أسوياء. أما من اُصيب ويا ليت انه استشهد ليتخلص من العذاب الذي احل به فهو يوميا يموت بعدد ساعات ودقائق ذلك اليوم فهذا من فقد ساقيه وذلك من فقد عينيه وتلك من تشوه وجهها . هذا هو عراق اليوم الذي أخطه لنا المسؤولين فهم يتحصنون ولا يصل لهم الإرهاب بفضل الحصانة التي هم فيها وأولادهم لكنهم هم من وفروا المناخات والأجواء المناسبة للقاعدة لكي يفجروا الأبرياء من خلال تناحرهم وعدم شعورهم بمسؤولية ما يحدث فأنساهم ترفهم وتنعمهم بخيرات البلد معاناة المواطن وما يصيبه من آلام وجروح وحالة نفسية سببها له الإرهاب ما بين خوف ورعب وعدم استقرار ولو كانوا يشعرون بألم المواطن لما تناحروا وتصارعوا على المناصب الدنيوية . فلو كل مسؤول يعيش حالة المواطن وآلامه ويضع نفسه مكانه في كل ما يعانيه لما حدث ما يحدث الآن . ونسأل عن الذين أُصيبوا في التفجير ماذا كان موقف الدولة منهم هل تم إرسالهم إلى مستشفيات عالمية لعلاجهم أم إنهم ركنوا في الصالات العادية المهملة وتم بتر أرجلهم وهم في ريعان شبابهم لقلة خبرة الأطباء من جانب ومن جانب آخر لكثرة الجرحى لا يعيرون اهتماما للبشر . لذا يتحتم على الدولة والمسؤولين أن يعطون اهتماما خاصا للجرحى وإرسالهم إلى من يعالجهم علاجا يرضي الله ويرضيهم أما بالنسبة للمعاقين فعلى الدولة أن تخصص لهم راتبا شهريا يليق بما قدموه من تضحية ويكفل لهم ولأسرهم العيش بكرامة وكذلك منحهم سيارات تخفف عنهم مصاعب السير .أما الذين استشهدوا وهم أصحاب عوائل فعلى الدولة والمسؤولين أن يخففوا من وطأة الروتين لتسهيل معاملة الراتب التقاعدي لأسرهم فهذا اقل ما يمكن أن يُقدم لهؤلاء المساكين الذين ذهبوا آبائهم ضحية تناحركم ..

Share |