تداعيات كرسي الحلاق/زاحم جهاد مطر
Sat, 23 Mar 2013 الساعة : 19:13

جلست كالمضطرب المقلاق ، على كرسي الحلاق ، فسألني الحلاق الفقفاق ، اللطيف المخراقٍ ، عن سبب إضطرابي وقلقي ، وتعبي وأرقي ، فقلت : وكيف مثلي لا يقلق ، ولا يسهر ويأرق ، ولا يضطرب ويأزق ، وانا أرى هلالنا قد أدفق ، ودمنا انبثق ، ودمعنا دمق ، وشملنا تفرق ، وجمعنا تشقق ، وجلدنا قبل الثوب خلق ، وفقيرنا من الإملاق سحق ، وغنيّنا دحلق ودغرق ، وباطلنا سمق ، وحقنا انمحق ، وبلدنا تمزق ، وهزأ بنا الشامت وأهزق ، والسيف من كل جانب دلق ، وصرنا بين غرق وبرق ، وعاصفة وحرق ، وبين غرب وشرق ، وشفق وغسق ، ومرض وعوق ، وفي طريق وعر او زلق ، والدهر علينا انباق ، والأخيل اق ، والجوع حاق ، والقلب داق ، والامر شاق ، وكما ترى ايها الحلاق ، فهل لداءنا ترياق ؟ ، قال : وحق العليم الباقي ، سألت كل جواب افاق ، وكل من جاب في الافاق ، فلم أجد لداءنا اي ترياق ، والله بلغت الروح التراقي ، من شدة الانشقاق والنفاق ، ومن الدعوة للافتراق ، ومن التملق والابواق ، ومن القتال والاخذ بالخناق ، بين الطوائف والاعراق ، فلا تجد للحق من إحقاق ، وللباطل من إزهاق ، واسمع صوت الغليان غِق غِق ، وطير الشؤم غَقغَق ، والعدو هلهل وصفق ، وكل لأخيه يخندق الخندق ، ويحفر البئر والخق ، فقلت : هل هناك أمل بالاتفاق ؟ ، فقال : وكيف الطريق الى اتفاق ، اذا كان الامر كما يقول المثل الباقي ، من التراث الخالد الراقي ، انت تئق ، وانا مئق ، فكيف نتفق ؟ ، نعم يا سيدي كيف نتفق ؟ ، اذا للعهد ننقض وللمهرق نمزق ، وللقول لا نصدق ، وبالاخر لا نثق ، وجمعنا بوق ، وعقلنا ابق ، وقلبنا بماء الكراهية دسق ، واميرنا مزق ، واميرتنا شلق ، فكيف يا سيدي نتفق ، وقد ضاع منا السياق ، وصرنا بيادق بيد السراق ، الكارهين للصلح والاتفاق ، والداعين للتمزق والانشقاق ، لا يعتبرون من الماضي السابق ، ولا يتعظون من الحاضر اللاحق ، فهم اما كذاب خسّاق ، او نزق الحقاق ، او خبيث آلاق ، او مخبول إلاق ، او عديم الوفاء والاخلاق ، الذي يكثر من الأجواق ، فالى متى نعيش بالنار الحراق ، والماء الحراق ، وبالرباط الخرّاق ، ودمنا في انبثاق ، ثم بكى وفَوَق ، وصاح ودقدق ، فيا أهلي وأحبتي ورفاقي ، يا أهل العراق ، انه كرسي الرئاسة وليس كرسي الحلاق ؟ ، الجالس عليه يلزق ، كما لشباك العباس يلصق ويدبق ، فاحذروا كل باق بواقِ ، جامع الأبواق ، وشلل النفاق والشقاق ، من شذّاذ الآفاق ، وارموهم بالبصاق والبزاق ، وحافظوا على وحدة العراق .. حافظوا على وحدة العراق ، ثم أخذ يشهق ، وبريقه شَرَقْ ، فقلت : رويدُ الغزو ينمرق .. رويدُ الغزو ينمرق ، والسلام على كل من يحب العراق .. السلام على كل من يحب العراق .