ثلاثاء بغداد الدامي ...دعوة لفتح ملفات قتلة الشعب/صلاح رزاق ألحميداوي
Sat, 23 Mar 2013 الساعة : 0:32

في كل يوم نلجأ الى المنام ونقول لعل غداً سيكون يوماً هادئاً لا تسفك فيه الدماء، ونأمل أن لانسمع خبر عاجل على قنوات نعجز عن وصفها، قنوات جعلت من مأساة العراقيين مشروعا لتحقيق مكاسب شخصية أو لمصلحته أنتخابية. لكن اليوم استوقفتني صورة لن أنساها ولن تغيب عن ذاكرتي.... أنها صورة رسمت المأساة والواقع المرير الذي اضحت بغداد ومدننا تعيشة . أنها صورة الطفل الذي فقد ساقيه .ومأساة شعبنا التي مازالت مستمرة...أبيحت دماءأنا لا لذنب أو جريمة أقترفناها وأنما لأننا شعب أراد نسيان الماضي وتضميد جراحات سنين الحرمان والتي كانت وماتزال جزءا من حياة أغلب العراقيين ، فما الذنب الذي اقترفنا حتى تقتل أبناءنا على أيدي الفئة الضالمة .وما الهدف الذي حققتموه بأفعالكم الدنيئة .
لا اقول ندين هذه الفعل الشنيع لأن الأدانة أصبحت دعاية أنتخابية يروج لها البعض لأستقطاب الجماهير والفوز بعواطف ألمحرومين . ...اليوم سيحزن المرشحين ليس لهذه الدماء التي سفكت بل لشعاراتهم التي تمزقت!!
أن الشهداء الذي سقطوا ببغداد وبابل والبصرة وفي كل مدن العراق في هذه الأيام ليس أعتباطا أو عفوية، وأنما هنالك مقدمات مهدت وهيأت البيئة المناسبة لذلك .فعلينا أن لا ننظر الى الأنفجار ذاته فحسب , وانما المحاسبة يجب أن تبدأ من اصحاب الخطابات المحرضة . هم الشركاء الرئيسين في الدتبير والتخطيط لقتل وأبادة العراقيين الابرياء وهذه الشراكة تمحورت في جانبين:-
الأول: يكون في الدعم والتمويل المباشر لخلق البلبة والفوضى لتحقيق أهداف سياسية معينة. وهنا الدور يقع على عاتق الحكومة أن تعلن وتفتح الملفات التي طالما وعدت العراقيين بكشفها وأمام وسائل ألأعلام. ليس لخلق وتأجيج الصراع أو لدوافع سياسية كما يسميها ألبعض ولكن لكشف الحقيقة لكل مواطن غيور حتى نقول "أن الذي ستنتخبه هذا ما قدمة لك خلال مسيرته "
الثاني: يتحمل ممن يطلق عليهم واجهة المجتمع وقادة التظاهرمسؤلية مايحدث وذلك لتحريضهم في خطابتهم للقتل والتوعد في جعل العراق ساحة لتصفية الحسابات . حيث عودونا في كل صلاة جمعة أن يأتوا بمفاجئة في التوعد وألأنتقام ...
ليعلم العراقيين ,حتى وأن أعلنت القاعدة تبينها هذه التفجيرات فهي ليست الجهة الوحيده التي اقترفت الجرم بقتل العراقيين, بل أن هنالك من هيأ البيئة والتوقيت المناسبين لهذه العصابات لتنفيذ مخططاتها .أنهم اصحاب الخطب الحماسية والتي خرجت عن فحواها الديني واصبحت منابرهم لترديد شعارت ضد أبناء الوطن الواحد .لا بل اصبحت تلك المنابر لتمجيد القاعدة والتوعد في قتل كل من يعارض أفكارهم علنأ. بغداد اوشحت بالسواد و مزقت قلوب كل شرفاء العالم على مايحدث فيها من أنتهاك لحقوق الأنسان. تلك الحقوق التي تصونها كل الأديان وهي ألأمن والعيش بسلام. فقد سلبوا تلك الحقوق من الطفل,والعجوز والشيخ الكبير ! أفعالهم الدنيئة عادلة في توزيع الضلم والقتل لايستثنى منها أي عراقي ,طفلا أو كبير ماعدا من يسكن المنطقة الخضراء أو ممن باع وطنة وأختار التملق والولاء لدول الجوار.
ألى متى تستفيقون ايها الساسة وتتركوا المواطن بعيدا عن خلافاتكم؟
من العار عليكم والخزي أن تعلق صوركم الملونة في الشوارع، وتزينوا المدن بدعاياتكم ولن تحموا أهلها من نزاعاتكم .أين أسلامكم الذي تزعمونه وجمعكم التي أصبحت ليس للصلاة وبث روح ألأخوة والتسامح ! بل اصبحت مصدرا من مصادرألأخبار العاجلة لقناة لجزيرة القطرية وغيرها من قنوات التحريض . هل عمى الله أبصاركم عن براءة الطفولة وبكاء الثكالى على فقد ابناءها؟ . أليس الوقت حان لأرجاع حق الطفل الذي فقد ساقية؟ .لعلموا أن قطرة دم من أبناءنا أغلى وأعز وأثمن وأشرف من شعاراتكم المزيفة ووعودكم البالية..
متى تصحى ضمائركم وتستفيقوا من الوهم الذي تعيشوا ؟
ألأ يوجد من يحاكم كل القتلة وممن سفك دماء العراقيين . بالأمس وزارة العدل تم استهدافها أستهداف مخططا ومدبرا له : فكان هنالك في الوصول الى الطابق الثالث اذ ثمة ملفات والدلائل التي تثبت تورط بعض العصابات المجرمة التي تقمع في السجون أو مازالت تحرض على الفتنة .وزارة العدل تتحمل الجانب الأكبرمن المسؤلية فالبرئ لما لايطلق سراحة ويحاكم محاكمة عادلة .أما المجرمين والتكفريين ممن تلطخت أيديهم بدماء الشعب يجب أن لا يتنفسوا من هواء بغدادأو يعيشوا يوما وأحد .... لأن هواء بغداد لأهلها وحق من حقوقهم ولا يستحق العيش عليها ممن يتوعد أهلها بالدمار... يجب ان لاتتهاون الجهات الرسمية وتطلق سراح اي شخص متهم بقتل الأبرياء تحت تسميات مصالحة وطنية وغيرها، ففي محاسبة وكشف المتورطين أمام وسائل الأعلام وأنزال أقصى العقاب لأيمكنه أرجاع ساقين الطفل، أو أرجاع للشهداء ، لكن في ذلك رد ألأعتبار وأشفاء غليل أهالي الضحايا ولأعلام كل من يتطاول بأن الجاني ينال أقصى العقوبة ولا يستحق أن يعيش على ترابنا.
كم تمنيت أن يطلق ممن يدعوا للتغيير على جمعتهم المقبلة , يوم 22 /3/2013 أسم "جمعة شهداء العراق " .لكن شاء القدر أن يكشف زيفهم وأن تضهر الحقيقة بأن هدف تلك التجمعات لا يهمها ولا تعبر عن مصلحة المواطن لابل أنها أداة شجعت على حدوث مأساة العراقيين .
أيضا أن العراق ليس الأمم المتحدة ليقر بشرعية ويرفع أعلام مايسمى بالجيش الحر ، و ليس عراق ماقبل 2003 ، لترفع أعلام البعث أو صورة أردوغان . فعلية أصلاح تركيا أو ليعطي حقوق الأقليات في تركيا أولى من التبجح والظهور بمظهر المنقذ المصلح لبعض الغفلة من الأنظمة العربية.
وأخيرا اقولها كأي عراقي الى ممن يقف أو حرض على هذه التفجيرات، لقد شاء الله أن تكشف حقيقتكم و مغزاكم.انتهكتم الحرمات ووصلت بكم الرذالة الى استعمال كتاب الله وتفخيخه. فأنتم أول من أساء وأنتهك قدسية كتاب الله، الدين الذي يبرر أفعالكم أعلن أني كافر به. دينكم ليس كباقي ألأديان فهو ا لا يؤمن به الا المتحجرين يدعى الأرهاب.
صلاح رزاق ألحميداوي
طالب - ماجستير قسم العلاقات الدولية _جامعة جنوب ألينوي
ألولأيات المتحدة ألأمريكية