الصراع على الشرعية/عصام الطائي

Sat, 23 Mar 2013 الساعة : 0:20

هناك عدة انواع من الصراعات فهناك صراع بين الشرعية الثورية وشرعية الانتخابات وبين شرعية الانتخابات وشرعية الاداء السياسي وكلا يدعي ان الشرعية له وليس لغيره هذا مما يسبب الصراع والتناحر والاختلاف وقد تؤدي كثير من تلك الصراعات الى الفرقة في كثير من الاحيان ويكون المواطن هو الذي يدفع الثمن غاليا من جراء الصراع ويكون خلف هذا الصراع اجندة مختلفة كل واحدة تريد ان تكون هي صاحبة الشأن.

وهناك صراع بين شرعية الله التي تمثل سيادته على هذا الكون وبين محاولة الانسان سلب سيادة الله وجعلها لنفسه وهذا جوهر الصراع في هذا الحياة بين الانسان المؤمن بالله تعالى وبين الانسان المتمرد على الله تعالى فكل طرف يريد ان يفرض شرعيته ولكن سيادة الله لها المشروعية الحقة لانه هو الخالق والمكون والمصور للخلائق فتكون له الولاية التكوينية والتشريعية فالكون بكل وجوداته خاضعا لادارة وارادة وقيمومة الله باعتباره ربا والها لهذا الكون فيكون من باب اولى له الحق في فرض قوانينه وتتمثل كلمة لا اله الا الله جوهر الحقيقة الالهية في هذا الكون وكل هذه الصراعات التي نجدها اليوم والذي يدفع ثمنها الانسان هو بسبب التخلف عن ارادة الله تعالى من خلال محاولة الانسان سلب سيادة الله وجعلها لنفسه ومحاولة فرض ارادته. على ارادة الله تعالى

وان الاهواء والرغبات والشهوات والميول النفسية واغراء الشيطان تعمل على تاجيج الصراعات بتبريرات شيطانية واهواء نفسية بين الاحزاب وان وجود الاحزاب بشتى اتجاهاتها تعمل على فرض اجندتها السياسية ولو على حساب الحقيقة هذا مما يسبب مشاكل وازمات سياسية وهذا ما يبدو ظاهرا في شتى الساحات السياسية وان لكل الاتجاهات السياسية تملك منظومة من القيم تكون هي المحرك في مواقفها الفكرية والسياسية ولا يمكن ان ينتهي الصراع ما دام هناك اختلاف بمنظومة القيم وكلما كان الانسان يملك من المنظومة القيمة الراقية كلما كثرت مصداقية وكلما كانت منظومة القيم هابطة يكون ابعد عن المصداقية .

وهناك مشكلة اساسية في الواقع السياسي تكون بسبب تصورات خاطئة فالذي يحاول ان يرسم فكرة معينة مما يجعل كثير من الناس تتأثر بها بينما هي ابعد عن الحق كتشخيص البعض لمفهوم الكفر فيجعل مساحة واسعة من الناس تدخل ضمن دائرة الكفر بينما الحقيقية خلاف ذلك حيث نجد ذلك من قبل بعض المنظرين الاسلاميين كسيد امام وهو المنظر للفكر الجهادي التكفيري حيث يتهم الرئيس المصري محمد مرسي بالكفر لمجرد فهمه الخاطىء للاية ( من لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون ) علما ان الاية القرانية لا تقصد الكفر في الاعتقاد الذي يخرج الانسان عن ملة الاسلام بل تقصد بالكفر العملي الذي قد يتخلف الكثير من الناس به ولا يترتب عنه الخروج عن الملة بل التخلف عن طاعة الله تعالى وارتكاب المعصية علما ان الرئيس المصري وغيره يريد ان يحقق خطوات لتثبيت كرامة الانسان المسلوبة وان هناك كلمة لاحد المفكريين الاسلاميين قال ( نحن كل واحد منا يحقق خطوة الى الامام لحين يمكننا تطبيق ما نريد في المستقبل وهذه هي السياسة التدريجية التي يمكن ان يتبعها أي سياسي واعي والا لو اردنا تحقيق ما نريد في البداية سوف يقف الجميع ضدنا).

وان أي شرعية تتفق مع الواقع يمكن تحقيقها ولكن بخطوات لان الواقع الفاسد يقف ضد أي شرعية واقعية فتحتاج مزيد من الخطوات لحين تكون اللحظة المناسبة للتطبيق فمع ان الشرعية الثورية في البلدان التي حصل فيها تغيير لها المصداقية الا انه تحتاج لفترة لحين تحقيق الشرعية الثورية التي ضحى الكثير من اجلها وهكذا بالنسب الى الشرعية الالهية التي يقف الكثير ضدها من المفسدين تحتاج لفترة لحين تطبيقها وان الصراع الحقيقي هو الصراع بين سيادة الانسان الذي يحاول ان يسلب سيادة الله في هذا الكون اما الانسان الذي يسير مع سيادة الله قد يجد كثير من الصعوبات لتطبيقة سيادة الله على هذه الارض فان اتهام البعض من المؤمنين بالكفر هو جناية على الحقيقة نعم يمكن ان نتهم البعض بالتقصيير ولكن لا يمكن ان نتهمهم بالكفر كما في تصورات البعض الواهية كتصورات الفكر التكفيري.

وان اكبر مشكلة تواجه العالم الاسلامي هي افكار الفكر السلفي التكفيري الذي يدخل مجاميع كثير من الفرق والمذاهب الاسلامية والشخصيات السياسية والفكرية ضمن دائرة الكفر هذا مما يسبب ارباك في الواقع السياسي والاجتماعي والثقافي وهذا ما يحصل فعلا نتيجة الفهم الخاطى للفكر السلفي التكفيري للاسلام وان مشكلتنا الحقيقة هي مشكلة فهم الاسلام فكلا يدعي هو الاصح فهما بينما الحقيقة هي لا بد من أي فكر تكون قيمته الحقيقة بمدى مطابقته للواقع فليس الحق ما قاله فلان وفلان وفلان بل الحق اصدق واعمق واشمل من كل فلان وفلان وفلان ( فليس الحق ما قاله افلاطون ولكن الحق اصدق).

عصام الطائي
 

Share |