التربية والتعليم وشريحة قصار القامة/الحسن علي الرفاعي
Sat, 23 Mar 2013 الساعة : 0:19

التربية والتعليم وشريحة قصار القامة : ( عدم التمييز الفقرة (ب) من المادة (3) مبادئ عامة ) :
يعد الإنسان بغض النظر عن تركيب وحجم جسمه وجنسه خليفة الخالق سبحانه وتعالى في الأرض استخلفه لبناء الأرض وتعميرها من خلال نشر روح التعاون على البر والتقوى والنهي عن الفحشاء والمنكر والثقافة الإنسانية مبنية على حب العلم والتعلم والمعرفة المؤدية بدورها الى خلق روح التسامح والمحبة قصير القامة استوعب معنى الاستخلاف وأدرك انه قادر على المساهمة في تعزيز هذا الوعي الإنساني كونه فرد من سكان هذه المعمورة ، وان له القدرة على الحركة وبالتالي يمكن استثمار منجزاته .
نصت المادة (24) فيما يخص مجال التعليم نصت النقطة (1) من اتفاقية الأمم المتحدة : ( تسلم الدول الأطراف بحق الأشخاص ذوي الإعاقة في التعليم . ولإعمال هذا الحق دون تمييز وعلى أساس تكافؤ الفرص تكفل الدول الأطراف نظاماً تعليمياً جامعاً على جميع المستويات وتعلماً مدى الحياة موجهين نحو ما يلي :
ب_ تنمية شخصية الأشخاص ذوي الإعاقة ومواهبهم وإبداعهم ، فضلاً عن قدراتهم العقلية والبدنية للوصول بها الى أقصى مدى ) . ( اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والبروتوكول : ص: 27 ) .
كذلك المادة (24) النقطة (2) فيما يخص التعليم : ( أ_ عدم استبعاد الأشخاص ذوي الإعاقة من النظام التعليمي العام على أساس الإعاقة . وعدم استبعاد الأطفال ذوي الإعاقة من التعليم الابتدائي أو الثانوي المجاني والإلزامي على أساس الإعاقة )( اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والبروتوكول : ص 27 ) .
يقول الفيلسوف العارف ابن مسكويه ( ابن مسكويه : هو أبي علي أحمد بن يعقوب بن مسكويه ، فيلسوف ويسمى مسكويه عند ياقوت الحموي وعند صاحب طبقات الحكماء ( تاريخ الفلسفة في الإسلام : 245 ) : (( ثم ان النفس تقبل صور كل من المحسوسات والمعقولات على السوية ؛ فصورة الطول لاتحدث طولاً في النفس ، ويزيد فيها معنى الطول ، فلا تصير به أطول . ومعارف النفس وقدراتها أوسع مدى من الجسم ، بل ان العالم المحسوس كله لا يقنعها )) ( تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق : ص: 4 ) .
نستنتج من كلام الفيلسوف ان خلاف الطول ( قصر القامة ) لايحدث قصراً في النفس ولايقلل فيها معنى الطول المعنوي . وان قدرات النفس وهمتها لا تحدد بحجم أو شكل مهما كبر أو صغر . اذ لانهاية لمعارف النفوس . فمن الجهل والظلم حصرها بحد معين وتقيدها بحيز ضيق محدد .
وعليه من حق الطفل والشخص الكبير من قصيري القامة ان يحصل على كافة المعلومات التربوية والتعليمية في مختلف مجالات العلوم الحياتية من التقنيات والتكنولوجيا الحديثة ، بما فيها الحاسوب الآلي وكيفية استخدام شبكة المعلومات الدولية ( الانترنت ) وباقي الأجهزة الالكترونية المستخدمة في حياتنا العملية اليومية وغيرها .
على الأخوة رؤساء وأعضاء جمعيات قصار القامة التأكيد على ضرورة وجود كوادر تربوية وتعليمية مؤهلة لتدريس شريحة قصار القامة وفق وسائل تعليمية وتربوية حضارية حديثة . من خلال إقامة تلك الجمعيات دورات وورشات تدريبية . مع الاهتمام الرئيسي بالجانب النفسي ، فالجانب النفسي ضروري في إنجاح المسيرة العلمية وهذا أمر لاريب فيه .
هناك وسائل معينة وطرق علمية يجب اتباعها عند معاملة الطفل قصير القامة في المسيرة التربوية والتعليمية وعلى الدولة تهيئة فرص التربية والتعليم لشريحة قصار القامة تكافئ مايتمتع بها غيرهم من الفئات الباقية . نسعى لدمج الطلبة قصيري القامة في المؤسسات التربوية والتعليمية بمختلف مراحلها واختصاصاتها ؛ لخلق روح التعاون فيما بينهم وبين المجتمع المحيط بهم في مجال تحصيل العلوم المختلفة وبث روح التنافس لبيان قدراتهم على الاندماج في المجتمع . مع التأكيد على ضرورة تكفل الجهات المعنية بتأسيس مؤسسات خاصة تعتني بتربية وتعليم من لم يستطع الاندماج بعد في العملية التربوية والتدريسية مع باقي الأطفال غير ذوي الإعاقة وذوي الاحتياجات الخاصة .
وبصفتي الأمين العام لجمعية قصير العراقية ورئيس تجمع قصار القامة في ذي قار ، أرغب بشدة وبشكل جدي محاربة التمييز بمختلف صوره وبكافة أشكاله عن طريق تثقيف المجتمع وتوعيته بشكل حضاري وعلمي مستند الى قوانين تشريعية وتنفيذية سارية المفعول ، وذلك بإقرار وتنفيذ التشريعات الدستورية التي تخدم الأشخاص ذوي الإعاقة وذوي الاحتياجات الخاصة ، وتفعيل البنود التي تخدمهم والتي لم تفعل بعد .
إلا ان الكثير من قصار القامة يعتبرون التمييز شيء جميل ، لما له من تأثير إيجابي في بعض المواقف والحالات ، وابلغ مثال على ذلك ان الكثير من قصار القامة خصوصاً الطلبة في المدارس والجامعات قد اثبتوا جدارة في اختصاصاتهم من حيث التفوق في الدراسة ونيل الشهادات العليا . كذلك الموظفين في الدوائر الحكومية وغير الحكومية ، اذ يعتبر التمييز هنا تحفيز لهممهم ، والسبب في ذلك افتراض اغلب الناس ان قصير القامة لا قدرة له على التفوق في الدراسة وكسب العلم وان الموظف لا طاقة له على أداء إعماله الوظيفية ؛ لقصر طوله وصغر حجمه .
كيف نستطيع الاستفادة من الاتجاهات التجديد والتطوير المعاصرة في إحداث التكامل التربوي لذوي الإعاقة وذوي الاحتياجات الخاصة ومنهم قصار القامة في العراق . على الجهات المعنية ان تعزز من قدرات قصار القامة من خلال حماية حقوقهم ، وعلى وجه الخصوص من يحتاجون دعماً أكثر لاسيما الأوائل من الطلبة والمجتهدين في طلب العلم والرزق . وعلى هذا يجب تحسين ظروفهم المعيشية والتعليمية والصحية وغيرها ، لحثهم على المساهمة الفاعلة لتحقيق الرفاهية في مجتمعاتهم وإعطائهم الحريات الأساسية ؛ لضمان مشاركتهم الكاملة في بناء مجتمع إنساني . وضرورة اشعارهم بأنهم جزء من المجتمع لتحقيق التنمية البشرية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها . حيث ان لهم أهمية لاتقل عن غيرهم وان لهم حق بإستقلال ذاتي في تحديد مصيرهم من خلال حرية التعبير وتحديد خياراتهم باعتمادهم على أنفسهم .
على السادة المسؤولين والأساتذة الاكارم في وزارتي التربية والتعليم العالي التأكيد من خلال مناهجهم التربوية والتعليمية على هذا الموضوع الهام ، ومحاولة تطوير ومواصلة البحث المنهجي الذي يعتمد على المرونة ودراسة السمات النمائية والنفسية لذوي القامة القصيرة وغيرهم من ذوي الاحتياجات الخاصة وذوي الإعاقة على العموم . وذلك بإعداد خطط تربوية تتلائم مع مبادئ وأسس دينا الحنيف والتي تمثل أسمى القيم الإنسانية في التعامل . مع أولوية الحث على نشر روح التعاون في بناء مجتمع يحمل سمات حضارية تعطي كل ذي حق حقه . وهذا هو التطور بحد ذاته ولاشك في ذلك . فيقع على عاتقهم تفعيل دور المناهج الدراسية التي تحتوي على مواضيع تتعلق بذوي الإعاقة وذوي الاحتياجات الخاصة ، لاسيما قصار القامة منهم . وذلك بالإطالة والاستفاضة بشرح الموضوع الذي له صلة بهم شرح علمي تربوي حديث لتزويد الطالب بالمعلومات اللازمة والتي تؤول على الشخص غير المعاق بإظهار الاحترام والتقدير والإجلال لتلك الشرائح المبتلاة ، مع تفعيل دور الطالب من ذوي الإعاقة وذوي الاحتياج الخاص في شرح الموضوع لإظهار مايكنه في داخل نفسه من مشاعر مخبأة . عسى ان يتوصل الأساتذة من خلال كلام الطالب المعاق الى مبتغاه ؛ ليؤمن له متطلباته في الصف أو المحاضرة . نصت النقطة (4) في العقد العربي لذوي الاحتياجات الخاصة 2004_2013 فيما يتعلق بالتعليم : ( تطوير البناء المنهجي للبرامج التعليمية وإعداد خطط تربوية فردية تتلائم مع السمات النمائية والنفسية للأشخاص المعوقين ومع روح العصر والتطور التكنولوجي ) ( ص: 6 ) .
أوصي أخوتي الأساتذة في التربية والتعليم على اعتماد المرونة والروح الإنسانية في التعامل مع تلك الشرائح وبالذات قصار القامة . واستخدام المناهج التربوية والتعليمية البناءة في التدريس ، لما له من تأثير نفسي كبير يصاحبه طيلة حياته ، كونه يرسم صورة في ذاته ، قد تعكس على تصرفاته وسلوكه في المعاملة مع المجتمع كيفما عومل . فقد نصت النقطة (8) في العقد العربي لذوي الاحتياجات الخاصة 2004_2013 فيما يتعلق بالتعليم : ( اعتماد المرونة في خصوص التوجيه الجامعي للأشخاص المعوقين وتمكينهم من الشعب التي تتلائم وخصوصياتهم ومنحهم الإعفاءات المناسبة من الرسوم الجامعية ) ( ص: 6 ) .
وردت في ( ضوابط التقديم والقبول للدراسات العليا للعام الدراسي 2011_2012 المرقم ب ن 5/6402 في 18/7/2011 من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية / دائرة البحث والتطوير / الموقع من قبل السيد أ .م .د . محمد عبد عطية السراج _ المدير العام لدائرة البحث والتطوير بتاريخ أعلاه ) . نص النقطة (7) من أولاً : الشروط العامة للتقديم والقبول :
( 7_ ان يجتاز المتقدم المقابلة التي يجريها القسم العلمي لتحديد أهليته للدراسة والتأكد من سلامته البدنية والعقلية والنفسية بما يتناسب مع اختصاص المتقدم ) . ( وفق المادة (5) البند ثالثا من تعليمات الدراسات العليا رقم (26) لسنة 1990 ) . بدلا من ان يحسب على قناة المبدعين والموهوبين أو تستحدث له قناة جديدة تسمى قناة ذوي الإعاقة وذوي الاحتياجات الخاصة . موقع دائرة البحث والتطوير rddiraq.com
لم تحظى الاحتياجات التعليمية والاجتماعية لذوي الإعاقة وذوي الاحتياجات الخاصة في العراق بإهتمام كبير منذ عهود ، اذا ما قورنت مع باقي دول العالم الأخرى . فقد استطاعت العديد من الدول الأوربية مثل الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة البريطانية والنرويج واسبانيا والصين إصدار التشريعات اللازمة التي تكفل حقوق تلك الشرائح ، وتطوير سياساتها التعليمية التي تضمن التكامل التدريجي للخدمات التعليمية اللازمة في نظام التعليم الرسمي . وتحملت مسؤوليتها في دعم برامج التربية الخاصة والتي تضمن خطط تكامل الرعاية للتحقيق التربية والتعليم للجميع أفراد المجتمع .
الحسن علي عبد الرحمن الرفاعي
الأمين العام لجمعية قصير العراقية
رئيس تجمع قصار القامة في ذي قار
