ألى والدتي الحنونة بمناسبة عيد ألأم./صلاح ألدبي
Fri, 22 Mar 2013 الساعة : 23:49

مضى على فراقك يا ( ألحنينة )أكثر من أحدى وعشرين عاماً..ومازلت أطمح يوما أن تنسل أصابعك ألبخت ماتبقى في رأسي من شَعَرْ..كما أحلمُ بأن يأتي زمناً أستطيع فيه من ألتلذّذ بشمّ ( زيجك ) ألذي لم تبخلي عليه يوماً برشّة من ألمسك وألخضيره..يابعد روحي كلما لطمني سوط الحنين ألى ذُكراك أنهض من فراشي كالمرعوب وأفتح أبواب مكتبتي كي أستخرج ماأحتفظ به لك من أرث!؟...نعم ..ثلاث مقتنيات لاغيرها؛ جيزلان ومشط خشب ومرود كحل!!...كم يبهرني ذلك ألوشم ألذي يملاْ ( مواضغـﭿ )وظاهر كفّيك ...وذلك ( ألـچـلاّب ) ألمُرصّع بالشذر وهو يتخذ من أعالي حاسة سمعك أليسرى عريناً لهُ..وكم كنتِ تهيمين عُشقا بــ ( ألعِلَــگ !!) يابعد أهلي وطوايفي؟!..وكانت كل حاجة متواضعة في كوخنا ألمتواضع تحيط به أسطورة ( ألعِلَــگ )
أبتداءا من ( ألّمَحَمَلْ ألمّنَجّمْ ) مروراً بالمصّخنة وألسلّـبـچـة صعوداً باللحاف أبو گـطن لوگـة وأليّزارات وبُسُطْ ألّرگـم وألغطاوي ..نزولاً بأبريج الصِفِرْ وأيد ألهاون وسريرنا أبو أربع أشّباب!!...لاسيما وانت يبعد جلاويي ..كنت زبونةً مخضرمة لزيارة مراقد ألسادة وأولياء ألله ألصالحين في مختلف بقاع ألولايات من أمثال ( آل سيد حمد وآل سيد مسافر وألعباس أبو گـلّه صعوداً شمالاً ألى ألعـگّار أبن ألكاظم وألأَخَضَرْ وألمجهول وأبو ألرايات ونزولاً جنوباً بسيد خضير أبو ألحيايه وغرباّ بالشِرِيف وشرقاً بفوّاده أم هاشم )...وكم كنت أتمنى ان أراكِ يوماً بل ساعة ما؛ وانتِ تمتنعين عن أتخاذ ألسواد شعاراً للونِ ثيابك ..ولكن هيهـــات!!؟..ومازال مشهد تبخترك عندما ترتدين ( ألهاشمي ) لايبرح ذاكرتي مُطلقاً..أيذاناً للذهاب مع ( حبايبــﭾ حتى تلاجين !) بالفواتح..وكنت نادراً ماتلبسين نعال ( أللاستيك ألفاحم حتماً!)..وتضعينهُ تحت أبطكِ ألأيسر ( حَصّراً!؟)..لاخوفاً عليه من السرقة ؛ بل خشيةً عليه من ان ( ينـگلب لونه!!؟)....والدتي : بعُمري هذا والذي يقف ألآن على مشارف ألخمسين ومازلتُ أهيمُ باللون ألأزرق ؛ ليس بسبب تشجيعي للأرجنتين ولاهياماً بلون ألبحر والسماء ولاحُبّاً بشالكة ولاأعجاباً بالفلم ألتركي أزرق..أزرق وألذي شاهدته للمرة ألأولى في عام ( قزو جارتنا الجنوبية!!) ؛بل كان سبب ذاك ألود ( ألشذرة ألزرقاء ) وألتي كان يتعشّق بها بنصرك ألأيسر..وألذي كان ذلك ألبنصر الأعسر يضيفُ هالةً من ألسحر والبهاء للخاتم وليس العكس!..نعم....أنا ذلك الكائن الذي لم يشبع لثّماً وتقبيلاً من ثغرِ أمه؟..ونعم....كذلك أنا ذلك ألشخص الحقود والذي يغار من كل صديق أمّهُ مازالت على قيد الحياة!!!
وليعذرني الشاعر الرائع سيد عماد المطاريحي أبن الديوانية ألطيبة والذي أرتوى من الغراف بفرعه الشطري سنتين عندما كان طالباً في معهدها التقني ؛ عندما أستعيرُ بعضاً مما كتبهُ للأم حينما يقول :
أمي..أخذ لونه ألفرح من لونهه!!
أمي أخذ لون الحزن من لونهه!!
أمي.......كاس أيامي حنظل ..شنّته أبّليمونهه..
مرة حزنت...حيل حزنت...لآن خاصمه ألرغيف..
نزل...قرص ألشمس حافي ومــدّد بماعونهـــــــا!!..