عنوان_المقال_او_الرسالة: خلود في الجنان ونسيان في الأوطان/حسين الركابي

Fri, 22 Mar 2013 الساعة : 0:27

بعد ِسقوط النظام العفلقي في ِِعام (2003) اكتشفت اول مقبرة جماعية في محافظة بابل، بعد سبعة وثلاثون يوماً من سقوط النظام ألبعثي، وتلتها بأيام قلائل اكتشفت عدة مقابر جماعية أخرى في محافظات الوسط والجنوب فقط .
ان ظاهرة المقابر الجماعية وضحت مدى وحشية وهمجية النظام الحاكم، وسياسته الجبروتية الذي تربع على هرم السلطة أكثر من ثلاث عقود من الزمن، بعد انقلابه على السلطة الحاكمة آنذاك وانتزع السلطة بالإرهاب وتحت وطئة السيف.
تعاد علينا هذه الأيام الذكرى السنوية السادسة والعشرون لجرائم البعث التي مازالت تقشعر من ذكرها الأبدان، وتذكرنا بانين الثكالى والأيتام وأحواض التيزاب وماكنات الثرم البشري وغياهب السجون... والكثير الكثير لا مجال لذكرها، لقد كانت جريمة إبادة جماعية بعيدة عن القيم الانسانية والأعراف العشائرية والاخلاقية.
وستظل عالقة في الأذهان دلالة على وحشية الحاكم وحزبه، وكانت جرائم أضافت صفحة سوداء آخرى في سجل حافل بالجرائم الانسانية ضد ابناء الشعب العراقي، لا ذنب لهم الا ان رفضوا الخنوع والخضوع للدكتاتورية ونظام الحكم القائم على جماجم الشعب.
لكن كل هذا لم يمنع القوى الوطنية من الوقوف بوجه النظام المستبد، ومنذ اليوم الأول رفضت سياسات النظام العفلقي من اجل إنقاذ الوطن والمواطن، من يد الجلاد وسافك الدماء آنذاك وسجلت بطولات شهد لها التاريخ واسقط أعتى نظام دكتاتوري مقيت. بالمقاومة المسلحة والعمل الدبلوماسي وفضح سياسته وجرائمه ضد ابناء شعبه في جميع المحافل الدولية والاقليمية، وتحشد الرأي العام ضد ذلك النظام بالدلائل والبراهين الواضحة، وإسقاطه شعبياً ودولياً قبل دخول القوات الاجنبية الى العراق.
اما بعد سقوط ذلك النظام قامت القوى الوطنية بتأسيس دولة عصرية (دولة المواطن وليس دولة المسؤول) وسن دستور دائم للبلاد وتداول سلمي للسلطة وكفل حقوق الجميع ووضع قانون يكفل حقوق ذوي المقابر الجماعية وإرجاع حقوقهم التي سلبها النظام المقبور.
ما احزن قلوبنا وأضاف جرحاً الى الجروح التي حملناها أكثر من ثلاث عقود، هو تسلل الطائشين وأصحاب المنافع الشخصية الى السلطة واستغلال الشعب بشعارات منادية بحقوقهم ومظلوميتهم.
مرت عشر سنوات والمنادين بالمظلومية متربعين على هرم السلطة، ونسوا او تناسوا الذين قدموا أجسادهم ونحورهم من اجل كرامة وحرية الآخرين، (والجود بالنفس أقصى غاية الجود) لم يحصلوا ذويهم على قيراطاً واحداً من حقوقهم التي سنها لهم الشرفاء بالدستور، ولم يحصلوا على مأوى ليستروا اعراضهم من الناظرين، اما في المقابل نرى الجلاد حصل على مكتسبات وامتيازات لم يحصل عليها حتى في حكمهم وقال تعالى (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)...

Share |