العصابات الارهابية واسلحة الدمار الشامل/عبد الامير محسن ال مغير
Thu, 21 Mar 2013 الساعة : 23:43

كان ولا زال اهم ما يقلق المجتمعات الانسانية المعاصرة وصول اسلحة الدمار الشامل الى ايدي العصابات الارهابية واعتدنا ان نسمع ذلك من قبل الساسة الغربيين الذين قسم من دولهم ساهمت بإيجاد العصابات الارهابية كزمرة القاعدة في افغانستان ولكنها بنفس الوقت تعقد المؤتمرات رافعة عقيرتها بزعم اتقاء مثل هذه المخاطر الا ان تلك القوى مستعدة ان تكذب وتنافق لا بل وتضحي بأكبر الخسائر لضمان تنفيذ مخططاتها التي تحمي المصالح الغربية في هذه المنطقة وما حظيت به تلك العصابات في سوريا من اهتمام من قبل كل من اميركا وبريطانيا وفرنسا وهم يتسابقون بأبداء مختلف الدعم لتلك العصابات متباكين على الشعوب التي حرمت من ممارسة حقها في الانظمة الديمقراطية كما يزعمون ورغم افتضاح تلك الاساليب وادراك الشعوب بأن ذلك التباكي يحصل كدموع التماسيح حيث تغرز تلك الحيوانات المفترسة انيابها في الفريسة ومدامعها تتساقط على وجهها وقبل فترة اظهرت احد العصابات الارهابية في ضواحي مدينة درعا رجلا ممددا وهم يسكبون الماء في فمه زاعمين انه اصيب بمادة كيمياوية وكان ذلك المنظر بقدر ما هو رخيص ومضحك لا بل جرى بسذاجة متناهية فقد حذرت وزارة الاعلام السورية عنه الدول التي تدعم العصابات الارهابية بأن عليها ان تكون حذرة من امتلاك تلك العصابات للسلاح الكيمياوي خصوصا وان السلطات السورية توصلت الى معلومات بأن هذه العصابات تصنع غازات سامة من مادة الكلور في بقايا معامل قد سرقت معداتها ونقلت الى حكومة اوردكان من حلب وادلب ومعلوم ان الاسلحة التي استخدمها صدام في حروبه كان مصدرها المصانع الغربية سيما الفرنسية والامريكية وعندما تتعمد الولايات المتحدة بقتل سفراءها بيدها مثلما حصل للسفيرة الامريكية التي اغتيلت في قبرص حيث كانت تشغل منصب السفير الامريكي في بغداد ابان الازمة العراقية الكويتية وعندما سألها صدام عن رأي الولايات المتحدة في هذه الازمة اجابت بأن الولايات المتحدة لا دخل لها في ذلك لأن تلك الازمة ازمة عربية وعندما سحبت تلك السفيرة الى امريكا سألها الصحفيين بأنها هي التي ساهمت بأيهام الحكومة العراقية بزج قواتها الى الاراضي الكويتية اجابت بأنها قد كلفت بهذا القول من قبل حكومتها فتم اغتيالها في قبرص والسفير الثاني الامريكي الذي قتل من قبل المخابرات الامريكية هو سفيرها في باكستان حيث قتلته تلك المخابرات عندما فجرت الطائرة التي كان يقلها هو والرئيس الباكستاني (ضياء الحق ) وتؤكد مصادر المعلومات الدولية بأن الولايات المتحدة هي التي قامت بقتل السفير الامريكي في بنغازي بليبيا حيث اوعزت له بالأشراف على نقل سلاح الجيش الليبي السابق لتسليمه الى العصابات الارهابية في سوريا وقد بدرت منه بعد افتضاح تلك الفتنة نوع من الممانعة وهدد بعقد مؤتمر صحفي يفضح به سياسة الخارجية الامريكية مما ادى الى اغتياله من قبل تلك المخابرات وبالتالي فأي دولة مستعدة ان تضحي بشخصيات دبلوماسية لديها من هذا النوع من باب اولى ان تكون مستعدة للتضحية بقطاعات واسعة من شعوب اخرى لدق اسفين من الكراهية بين تلك الشعوب فالجهة المسؤولة وبشكل مباشر عن حادث الفاجعة التي حصلت في منطقة خان العسل لزهق ارواح الابرياء وبشكل بشع هي كل من الولايات المتحدة واوردكان حيث ان ذلك الحادث حصل بنفس اليوم الذي اعلن فيه عن انبثاق ما يسمى بالحكومة المؤقتة للعميل (غسان هيتو) التي هيئ لها نبيل العربي لتكون باكورة وجودها استعمال سلاح ذو دمار شامل ضد الشعب السوري وهنا الخطورة ليس تكمن فقط في بدء تصعيد اسلوب القتال لتدمير ذلك المجتمع وانما يعتبر سابقة خطيرة ان تستعمل عصابات من هذا النوع مثل هذا السلاح مما يستتبع بأن زمر القاعدة مدعومة من دول ذات امكانات مالية وعسكرية خطيرة أيضا وقد يدفع تلك العصابات الى امتلاك السلاح النووي في المستقبل وهو ذروة ما تخشاه الشعوب كما ان هذه العملية يفسرها بعض المحللين بأنها ستتخذ كذريعة للتدخل العسكري في سوريا تحت حجة خشية وضع تلك العصابات يدها على السلاح الكيمياوي في حين ان استخدام الارهابيين لتلك الاسلحة في حلب جاء بفعل الدول الغربية الكبرى المتورطة في احداث الشرق الاوسط كأمريكا وبريطانيا وفرنسا حيث ان تلك العصابات مسيطر عليها وبشكل كامل من قبل المخابرات الامريكية الاسرائيلية اما مزاعم ادخال عصابة جبهة النصرة في القائمة السوداء فهو من قبيل الهراء الذي يراد منه ايهام الشعوب بأن الغرب بقيت لديه نسبة ضئيلة من شرف الكلمة وصدق النوايا في حين ان الغرب على ما يبدو وفي هذه المرحلة اضحى في مفترق اتجاهين بالنسبة لمنطقة الشرق الاوسط فهو اما ان يتجه لاستعمال كافة وسائله التي عرفت خستها هذه الشعوب لحماية مصالحه واسرائيل او لملمة ذيوله وترك هذه المنطقة الى غير رجعة حيث ان الولايات المتحدة توجه من قبل كارتلات اللوبي اليهودي مما يجعلها مستعدة ان تضحي بكل شيء لضمان بقاء الكيان الصهيوني وعلى اثر احداث خان العسل يوم 19/3/2013 صرح احد الساسة البريطانيون بأن بريطانيا ستعيد النظر بحساباتها اتجاه الازمة السورية بناء على ما حصل في ( خان العسل ) وبدلا من ان تبادر امريكا كعضو دائم في مجلس الامن بطلب تشكيل لجنة محايدة للتأكد عن ماهية احداث يوم 19/3/2013 في سوريا فأنها صرحت هي واوردكان بأن الحكومة السورية تروم تشويه سمعة المعارضة في اشاعة ذلك الحادث مع ان اعداد غفيرة من الجرحى والشهداء ادخلت الى مستشفى حلب على اثر ذلك الحادث وأثار اعراض الاسلحة الكيمياوية والغازات السامة بادية على وجوه المصابين كما ان جميع الدلائل تحدد الجهة التي قامت بذلك الفعل حيث منطقة خان العسل تبعد عن مدينة حلب بسته كيلو مترات غربا وفي الآونة الاخيرة اخذ سكانها يتظاهرون لإرغام الارهابيين بالخروج من منطقتهم مما دفع تلك العصابات بممارسة الضغط على اولئك السكان لتهجيرهم من تلك المنطقة وكان شهداء ذلك الحادث (26) مدنيا و(16) عسكريا سوري حيث هناك قوة من الجيش العربي السوري ترابط على مقربة من تلك المنطقة وبعض المحللين يقولون بأن الارهابيين استعملوا السلاح الكيمياوي ضد سكان خان العسل لإرغامهم لترك تلك المنطقة لتتخذ مقرآ لحكومة الدمية ( غسان هيتو ) المؤقتة حيث شكر ذلك المسخ كل من (اوردكان وحمد موزة شيخ قطر وامريكا وبريطانيا وفرنسا لمساهمتهم بتدمير المجتمع السوري في حين طلب معاد الخطيب رئيس ائتلاف الدوحة والذي ترك أخيرا ذلك الائتلاف حكام كل من السعودية وقطر بسحب ميليشياتهم من سوريا قائلا نحن كسوريين نستطيع ان نساوي مشاكلنا فيما بيننا وقد صرح العميل ( جورج صبرا ) يوم 19/3/2013 بأن انتخاب الحكومة المؤقتة جاء للحيلولة دون حصول أي مؤتمر للحوار لحل الازمة السورية مما يعطي الدليل بأن صبرا هذا يتمنى ان يرى سوريا ممزقة الاوصال وما حصل في خان العسل كان متوقعا من قبل الكثير من الباحثين والمتتبعين للأحداث في الشرق الاوسط حيث برأيهم ان كلاب الامبرياليين الغربيين سيوصلون هذه المنطقة الى اسوء مما شهدته معارك السوم على الحدود الالمانية الفرنسية عام 1916 خلال الحرب العالمية الاولى ويدلل اولئك المحللين رأيهم هذا بأن اسرائيل تمتلك ترسانة نووية ومختلف اسلحة الدمار الشامل ولم تصدر كلمة واحدة عن أي مسؤول امريكي حول ذلك في حين يبتكرون مختلف العقوبات ضد الشعب الايراني لمنع ايران من استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية ويبدو ان الازمة السورية ستستمر لحين ان تدرك المعارضة السورية وبكافة فصائلها مدى هول المؤامرة التي اعدت لسورية وشعبها حيث ان تلك الفصائل بدأت تنشطر عن بعضها البعض رغم ما يقدمه الغرب وشيخ قطر والسعودية من اموال طائلة لبعضها وان استخدام العصابات الارهابية للسلاح الكيمياوي يعتبر مدخلا لجر سوريا الى تدخل عسكري غربي ويستبعد ذلك بعض المحللين للموقف الصلب الذي تتخذه الدول المحبة للسلام كروسيا الاتحادية والصين كما ان وكالات الانباء نقلت أخيرا بأن الطائرات الاسرائيلية اخذت تقوم بطلعات جوية على الحدود الاردنية السورية باتفاق مع حكام الاردن وهذه سابقة خطيرة لا تقل اهمية عن استخدام السلاح الكيمياوي من قبل العصابات المرتزقة في خان العسل فلم يسبق لطائرات اسرائيلية ان اخترقت الاجواء العربية وبموافقة حكومة عربية مما يتطلب من الجهات الداعمة للصمود السوري ان تطور دفاعات ذلك الصمود وتوفير الحماية للمواطنيين السوريين باتقاء خطر السلاح الكيمياوي من قبل تلك العصابات .