مسألة قلة النوم عند شريحة قصار القامة /الحسن علي الرفاعي
Thu, 21 Mar 2013 الساعة : 23:28

مسألة إفراز هرمون النمو اثناء النوم
ومن دلائل إعجاز الخالق الباري سبحانه وتعالى فكرة وفترة إفراز هرمون النمو ( GH ) خلال النوم حيث إشارة البحوث العلمية المستخلصة من التجارب العلمية ان قمة نشاط عمل الغدد النخامية يحصل خلال راحة الجسم . وأفضل راحة تكون اثناء هدوءه ، وراحته بسكونه دون حراك في النوم . وتتم عملية الإفراز في النوم بطريقة مستنتجة سأشرحها وفق علمي القاصر عن علم الطب البشري ، لكن ما مكنني فيه ربي خيراً وأبقى . علماً ان أوج نشاط عمل الغدة النخامية يكون في مرحلة الطفولة . ففي حالة رقود الطفل الى النوم يكون جسمه وعقله على أتم الاستعداد للدخول في تجربة فيزياوية وكيمياوية بحتة . ورجح علماء الجينات ان يكون لهرمون النمو ( GH ) نصيب مشترك في النوم فضلاً عن عمله خلال تلك الفترة . بينا فيما سبق مدى أهمية عامل النوم على عملية النمو الجسماني أو مايسمى البناء البدني ، لكون ان هذه الفترة تمثل قمة نشاط وسموا إفراز هرمون النمو ، والذي يتمثل بعمله الطبيعي المنظم . وسأقوم بشرح هذه العملية بشكل مجازي عفوي بسيط ، بما ان جسم الطفل قابل للزيادة التركيبية في الوزن والطول والمتمثلة بالنمو الجسماني . وان هرمون النمو المتولد والمفرز من قبل الغدد النخامية يبلغ مستواه الأعلى في فترة خلود الطفل للنوم ، وتتم هذه العملية كالآتي :_
ومن المعلوم ان الجسم اذا إحتاج للراحة يوعز الى الدماغ بإن يصدر العقل أوامره الى كافة أعضاء الجسم بأن أرقدي بلا حراك من أجل تهيئة جو هادئ يساعد على خلق أول مرحلة من النوم ، وهي مرحلة النعاس التي تلي مرحلة الأمن وسكون الجسم وتليها مرحلة النوم . بين علماء الجينات والهرمونات ان فترة النوم وخلود الجسم الى الراحة تعتبر أنسب فترة لأنطلاق هرمون النمو ( GH ) من الخلايا الغددية المختصة به كون ان عملية أنطلاقه وترتيب وظيفته تحتاج الى عاملين هما ( السكون بلا حراك ، ومدة زمنية تتراوح بين 3 الى 5 ساعات متواصلة كحد علمي ) تتصل إفرازات الغدد النخامية في قمة عملية النمو الجسماني بحالة النوم اتصال مباشر . تبدأ عملية الإفراز بعد حوالي الساعة الثالثة من بعد الدخول في النوم . وعلمياً لابد ان يستمر هذا الإفراز مدة لاتقل عن (3) ساعات تبدأ عملياً من بعد الساعة (3) من بعد النوم حتى الساعة (5) وعملياً تتقدم الغدة النخامية بطلب الى الدماغ من أجل ان يوعز الى الجسم بالنوم حتى تأخذ الغدد دورها في إفراز هرمون النمو لإتمام عملية الإفراز والنمو المتعارف عليها . علمياً ان في إستلقاء أي جسم على الأرض افقياً . تزيد قوة الضغط عليه والتي تشكل قوة ضاغطة نحو الأسفل ، وهنا سيتعرض الجسم الى المد ولأن جسم الإنسان مكون من خلايا قابلة للمد كونها خلايا حية مرنة . وهنا نلاحظ ظاهرة غاية في الأهمية فنلاحظ ان طول الجسم يفرق نحو الزيادة ببضع السنتمترات في حالة إستلقاء الجسم عن طوله في الوقوف عمودياً ، وذلك بسبب التمدد الحاصل للجسم اثناء استواءه أفقياً ، الإجابة تكمن في ان الإنسان يتحرر من جاذبية الأرض وهو نائم لذا يزداد طول الانسان وهو نائم ، ففي حالة الاستلقاء يزداد طول الجسم حوالي 1_2 سم ، اي يكون وضع الجسم افقيا وعموديا على اتجاه الجاذبية الارضية ، فيتمدد الجسم بقدر بسيط ومناسب ليزيد نمو الجسم . ويحدث العكس عند الوقوف يكون وضع الانسان رأسيا وثقله اي قوة الجاذبية الارضية موازي لقوامه ، فقوة الضغط المسلطة على الجسم عمودياً في حالة وقوفه بشكل طبيعي تقلل من حجم طوله وهذا مايفسر نقص الطول بين حالة الاستلقاء افقياً ووقوفه عمودياً .
فترة نوم الطفل حديث الولادة علمياً يجب ان تقترب من نسبة ( 80% ) من مجموع وقته اليومي الكلي وهي فرصة لنمو الخلايا دون استنزاف طاقة حركية . وتبدأ ساعات النوم تقل تدريجياً مع ملاحظة النوم المتقطع ليلاً . من الجيد والعلمي ان تبلغ ساعات نوم الطفل في عامه الثاني (15) ساعة ، اذ ان لها تأثير ايجابي على أسلوبه ونظامه المعيشي في البيئة والمجتمع ( رعاية نمو الطفل : 20 ) .
في حال توازن البيتيدات يكون نمو الفرد طبيعي لاقصير جداً ولاطويل جداً . ومن المهم ان أشير الى ان هناك عدة عوامل مثبطة للنمو ( فسيولوجية ) . ان غلب المثبط ( السوماتوستاتين ) على المنشط ( السوماتوكرينين ) مع توفر عوامل فسيولوجية مثبطة للنمو كالأحماض الدهنية الحرة حصل مرض قصر القامة . وان غلب المنشط على المثبط مع توفر عوامل فسيولوجية منشطة للنمو كممارسة الألعاب الرياضية والنوم لأكثر من (8) ساعات مستمرة في اليوم حصل مرض العملقة .
تعمل الغدد النخامية بدقة عالية في إفرازها لهرمون النمو ( GH ) خلال فترة النوم لأهمية تلك المرحلة بالنسبة للنمو التكويني ، بصورة أدق حينما يحتاج الجسم الى النمو يحتاج الى مقدار معين من الراحة وتتمثل بالنمو المنظم والهادئ من أجل أخذ الغدد النخامية الوقت الكافي لإفراز هرمون النمو العنصر البناء في عملية النمو الجسماني . فحين ينام الإنسان فترة طويلة في مرحلة الطفولة يعني ان الجسم في طور البناء التكويني نستخلص من هذه الحالة معلومة ان الطفل الذي ينام بصورة منتظمة بالقدر المحدد من الوقت تكون مراحل نموه طبيعية وإفرازات غدده النخامية لهرمون النمو فعالة .
وهذا مايفسر قلة النوم عند أغلب قصار القامة منذ مرحلة الطفولة ، وذلك لعدم استجابة العقل لأوامر الغدة النخامية وذلك لإحتمالين :
الإحتمال الأول : لإحتمال عدم إيعاز الغدة النخامية أصلاً للعقل بالنوم ؛ لعدم استفادتها منه كونها عاطلة أصلاً عن إنتاج هرمون النمو فلا تحتاج لحالة النوم .
الإحتمال الثاني : لإحتمال إيعاز الغدة النخامية للعقل بالنوم أكثر من وقت ولأكثر من مرحلة من مراحل البناء الجسماني ، ولكن كمية الهرمون المفروز من الغدة قليل جداً لا يفي بالغرض المطلوب ، فتصاب الغدة بالإحباط من كثرة الإيعازات ويضئل أملها في النجاح مما يقلل أو يقطع تماماً كافة الإيعازات في ذلك المجال والاحتمالين الواردين أعلاه يفسران عدم نوم الكثير من قصار القامة لفترات طويلة قد تبلغ أكثر من يومين في كثير من المراحل النموية . وأنا شخصياً من هؤلاء . فلا فائدة من النوم كونه لايخدم بشكل طبيعي وكثيراً ما يحصل الأرق والسهر والإعياء .
الحسن علي عبد الرحمن الرفاعي
الامين العام لجمعية قصير العراقية
رئيس تجمع قصار القامة في ذي قار