حكم الله أم حكم الطواغيت/سليم صالح الربيعي
Thu, 21 Mar 2013 الساعة : 0:31

ليس الاسلام دينا ناجما عن التطور الطبيعي للفكر البشري في مجال الالوهيه وموقفها من البشر ومواقف البشر منها في الحضارات التي سبقته ، ولاهو فقط مجموعه من العبادات التي تصل المخلوق بالخالق ، بل هو نهاية فكر الرسالات السماويه التي نزلت على الانسانيه في جميع العصور السالفه ، فشكلت الثوره المستمره ضده الممارسات التي يفرضها العقل البشري أبتكارا اوتحويرا لما بعث اليه من شرائع بقصد تسويغ الانظمة حكم واجتماع تماشت مع مصالح القوى الغالبه في المجتمعات ، وممارسات نابعه من غرائز الافراد مستجيبه لمنافعهم الخاصه . فالاديان السماويه كانت تقيد صلاحيات الحكام على اساس أنهم مأمورون لإله أعلى ينظم طرائق تعنيهم ويحدد واجباتهم وحقوقهم .وتبين واجبات المواطنين وحقوقهم التي لاتمس ، على أن تكون العبادات حافزاً ومذكراً للجميع فلا يتجاوزوا الحدود الخاصه بكل منهم (وَأقِم الصّلاةَ لذِكري) ومن هنا كان الصراع التاريخي القائم بين الدين الصحيح والحاكمين الطواغيت منذ وجود المجتمعات البشريه على الارض حتى يومنا هذا . والذي كتبت فيه الغلبه حتى هذه الساعه للحاكمين الطواغيت ونذكر أمثله لممارسات بعيده عن خلق الاديان وبلأخص الدين الاسلامي ، والعهٍد قريب . فان الملك كان يمثل الله في المدينه ، وهو حبره أو وكيله ووسيطه لدى الناس . انه الوسيط بين الانسان والإله . اما أختياره فكان أختياراً (ألهياً) وكان عند تنصيبه يرتدي الثياب الكهنونيه ويطوف الشوارع في موكب مهيب ممسكاً بصوره ل(الإله) . على ان هذه الاعتقادات، وان خفت حدتها في ما بعد أو جرى تحويرها ، الا ان صلاحيات الحاكم بقيت صلاحيات ( الإله) الذي بيده الحياة والموت والاعطاء والحرمان ومصادرة الارزاق والحريات كلما أراد ذلك . فالناس يقتلون لاتفه الاسباب ، بل وعلى الظن في معظم الاحيان ، الارزاق تصادر ويساق الناس الى السخره حيث يعملون دون شفقه في الاشغال العامه في بنأءالمعابد مثل الاهرامات وغيرها. والتي قضي فيها مئات الالف من الرجال ، خضوعا لحق الحاكم المطلق بالتصرف بهم . اذ كانت (ألوهية) الحاكم تمنحه حقوقا على الحياة وعلى الحريه وعلى الارزاق غير محدوده ، وقد جاءت الاديان السماويه لتواجه كل هذا العبث بانظمه تناقضه تمام المناقضه . ان المبدأ الاول الاساسي الذي تبنى عليه الاديان السماويه هو وحدانية الله تعالى ، فلا إلهٍ أرضياً ولا سماوياً إلاالله الواحد الاحد الذي لايشاركه شئ في ألوهيته لاعلى قدره ولا أصغر . وفي هذا يقول القرأن الكريم ( قل هو الله احد) . ( أنما الهكم إله واحد) . (أنما هو إله واحد) . لما كان الله واحد ، كان هو الخالق كل شئ ، وهكذا فمن الواجب ان يكون رباً للسموات والارض ، للكون باجمعه ، فلاشريك له من خلقه ولاند له ، فهو اذا ً المستحق للعبوديه وحده. الامر الذي يقضي بأجتناب العبوديه للمتنطحين للربوبيه وللألوهيه دون الله تعالى (ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن عبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) .لقد تبلورت في الحكم الاسلامي ، في عهد الرسول (ص) ثم في عهد الائمه بعده مبأدئ تحديد صلاحيات الحاكم وواجباته في الداخل والخارج من نشر الدعوه والدفاع عن بلاد المسلمين وتحصيل الفئ وسائر الحقوق العامه وتوزيعها واشاعة العدل وأقامة الشعائر . لكن بعد تنازل الامام الحسن بن على عليهم السلام بدأ عصر الطواغيت ومنذو ذلك الحين لم نشاهد على المسلمين الى يومنا هذا غير البأس والتفرقه والتناحر والضعف في كل البلاد الاسلاميه او من أتخذت الاسلام ديناً لها بسبب تسلط الطواغيت ونحسر الخير والبركه اللا عند العائله المالكه وباقي المسلمون في عوز وفاقه . لكن الطواغيت يغدقون الاموال على حواشيهم ومرتزقتهم وعلى ملاذاتهم وأنحرافاتهم وشذوذهم الاجتماعي ، غير مبالين بما تمر به الرعيه من فاقه . وكنتيجه لذلك حصل الضعف في البلاد الاسلاميه وسيطرت دول اخرى عليهم وعلى ثرواتهم وأخذت القوانين والقرارات تملأ عليهم من منظمات غير اسلاميه بأسم الشرعيه الدوليه تكبل المسلمين وتسند الحكام الطواغيت العاملين دون ارادة الله تعالى.. وكل ما يمر به المسلمون في البلاد الاسلاميه من الابتعاد عن الدين وتعاليمه تأتي فكره أو فقه ولايه الفقيه اوولاية (الله) لتطرح نفسها بقوه لتصبح المنقذ والمصحح للمسارات الخاطئه المنحرفه في تطبيق الشريعه الاسلاميه فان ولاية الفقيه تعني والولاية الكونيه لنائب الامام والامام نائب الرسول والرسول هو المطبق للتعاليم الالهيه في الارض فان السلسله تمثل المسار الصحيح في التطبيق للدين الحنيف . واذا كانت الولايه الكونيه متمثله في ولايه الفقيه فانه يكون حاكم على الشجر والمدر وكل شئ في الطبيعه خاضعه لحكم الله تعالى واذا تحقق ذلك الحكم في بقعةٍ ما فان تلك الارض تدفع خيراتها وتصبح بخدمة الولي الفقيه وتسخر له الطبيعه فان الارض تدفع خيراتها والسماء تنزل بركاتهاعلى الارض وبذلك تعمر الارض . والمتتبع لاحوال الجمهوريه الاسلاميه في ايران يرائ ان هنالك أيادي خفيه في سر هذا الخير الذي تعيشه هذه البقعه الاسلاميه فان الخير وفير وصبحت لديه قوه في المجالات العلميه وصناعيه ومع انها تعيش عدد كبير من التحديات من خارج الحدود من الدول التي يحكمها الطواغيت لانهم يشعرون أن في أقامة حدود الله في هذه البقعه مدعاة لهز عروشهم الظالمه وهذا حصل فعلاً في العراق وفي مصر وبلاد اسلاميه اخرى كثيره . فان الخلاص من حكم الطواغيت والافكار المنحرفه هو اقامة حكم الله تعالى باقامة حكم الولي الفقيه في الارض ( ومَن لم يُحكم بما أنزلَ ألله فأولئكَ همُ الظالمونَ) صدق الله العلي العظيم