ويسألون الشيعي تاييد تظاهراتهم !!!!؟/طالب العراقي

Thu, 21 Mar 2013 الساعة : 0:01

هبّت المظاهرات في المناطق الغربية من العراق عن سابق تخطيط واعداد بدعوى إلقاء القبض على حماية وزير المالية العيساوي. ونادت المظاهرات أول ما نادت بإطلاقهم ثم ما لبثت ان نَمَتْ المطالب حتى اصبحت لا تحصى. فهي تتضاعف كل يوم وتتنوع حتى امسى من المستحيل الاستجابة لها لتناقضها وتوالدها وعبثيتها. لقد كانت الشعارات المرفوعة في الأيام الاولى للتظاهر أكثر عفوية من الشعارات الحالية لانها كانت واضحة جليّ هدفها .فلقد شاهدنا جميعاً الاعلام والصور التي رفعت كما سمعنا الخطاب الذي صدحت به الحناجر من منصات ساحات الاعتصام منذ ساعاتها الاولى . تلك الحناجر التي أنسَتها الحماسة حدود الكياسة فتعرّت المشاعر على حقيقتها فما انفكت تنادي باسقاط الحكومة الصفوية ونصر الدين الحنيف!!!!! فهي لا ترضى بحلّ دون اسقاط المالكي الشيعي واعادة الحقوق المغتصبة (الحكم) الى اهله الذين استأنسوا به على مدى اربعة عشر قرناً من الزمان !!!!. ولما بدَتْ تعيْ طائفيتها فاقعة اللون غيّرت من اسلوبها داعيّة الشيعة لنصرة مطالبها.
هذا الخطاب لم يعد غريباً في مناطق عشعش فيها تنظيم القاعدة وفرّخ وأقام فيها دولته الاسلامية. بل الغريب أن نسمع من الخطباء الذين يتناوبون إعتلاء منصّات الخطابة هناك, الدعوات المتكررة لأهالي المحافظات الجنوبية بالخروج على حكومة المالكي وتأييد المظاهرات والمطالب التي يعتبرونها مشروعة.
انا هنا لا اكتب دفاعاً عن حكومة المالكي الشيعية وان كنت احسها حكومة منتخبة ديمقراطية لا يجوز الخروج عليها لان ذلك من شأنه ان يدخل البلد في مستنقع فوضى أدهى مما هو فيها الآن . ما دعاني للكتابة ان وقاحة الدعوات تلك نكأت جرحي واستفزت قلمي !!!
فلا ادري هل هو غباء ام تغابي ان يستغرب اهالي مناطق العراق الغربية ويستنكروا صمت الشيعة في المحافظات الجنوبية عن مظاهراته . فسكوتنا فيه اكثر من اشارة (فالحر تكفيه الاشارة) كما يقال!!!
ألهذا الحد تبلغ بَلادة الحسّ واللامبالاة بمشاعر الآخرين وأحزانهم. كيف سوغت للخطباء انفسهم التفكير بمجرد سؤال الشيعة تاييداً التظاهرات. أتألبون الناس على الشيعة في خطبكم مدفوعين بطائفيتكم المقيته وتصِمونهم بأنكر النعوت والصفات كالخنازير واليهود وتتنادون لإسقاط حكومتهم لانها صفوية مجوسية كما تسمون ثم تسالونهم تاييدكم!!؟
كيف تريدون دعم الشيعة لمظاهراتكم ......وهل ينسى الشيعي خذلان محافظاتكم لانتفاضته عام 1991 ضد صدام بوقوفكم مع الطاغية بوجه انتفاضة 15 محافظة عراقية. وساعدتموه لينكّلّ بها ويقيم في كل منها عشرات المقابر الجماعية. لتنتهي بكارثة انسانية مروعّة دونها أهوال هتلر والنازية. نصبكم بعدها امراءاً (في المحافظات البيضاء) على أشلاء مئات الآلاف (من شهداء المحافظات السوداء كما صنفها الطاغية المقبور).
كيف تسالون الشيعة تأييدكم وانتم تتغنون ببطولات تنظيم القاعدة الارهابي المجرم. ذلك التنظيم الشيطاني الذي أوغل ولا يزال في دماء الشيعة غير متأثم ولا نادم . حتى اصبح قتل الشيعة بالجملة شعار لهم وعبادة يتقربون بها الى الله.
كيف تسالون الشيعة التأييد وانت تضحكون من آلامهم
متى يتذكر الشيعي اخوتكم له فيعاطف مع مطالبكم !!!
أعندما تترحمون على قاتل الشيعة (صدام) وتسمّونه شهيد الحج الاكبر والبطل وتحجون الى قبره وتتعمّدون الأحتفاء بذكرى إعدامه ومولده كل عام بلا خجل من اخوتكم ومواطنيكم الشيعة.....
أعندما تسمّون مجازره تجاه الشيعة بالمعارك الخالدة التي تحتفون بها كل عام.....كقادسيته المشؤومة التي اكلت من الشيعة الملايين!!!!
أعندما تنكرون إجرامه وتبررون جرائمه (ال400 مقبرة جماعية المكتشفة فقط لحد الان) اشعتم ان ضحاياها هم ايرانيون عبروا الحدود فقمعهم الطاغية.....فيالَ عدل الطغاة !!!!!!
أعندما يحصد الارهاب الوهابي القادم من حواضنه في أراضيكم ارواح المئات كل يوم دون ان نسمع من جنابكم تعاطفاً او استنكاراً لما يحصل وهو اضعف الايمان
أعندما تقيمون الدنيا ولا تقعدوها عندما يلقى القبض على مجرم من ابناءكم متلبس بجرمه بالدليل القاطع دون ان تنظروا في أدلة جرمه او ان تضعوا انفسكم موضع ضحيته لتتصوروا مقدار ظلمه
أعندما تجاهرون بانكم تأنفون من تواجد من اسمه (عبد الزهرة او عبد الحسين ) على ارضكم وكأن مَن تَسمّى بهذا الاسم لا يشارككم الدين نفسه فان لم يكن فكلنا لادم وادم من تراب
أعندما لا تتعففون من الكذب والاختلاق في وصم مخالفيكم (من تدعونهم اليوم الى تاييدكم) باولاد الزنا وابناء المتعة
أعندما تستهترون بمشاعر ضحايا الارهاب وبلا ادنى حس انساني . فتضمنون مطاليبكم العفو العام عن كل ما في السجون الحكومية من قتلة للشيعة . حتى اولئك المعترفين بجرمهم والمحكومين وفقاً لكل قانون سماوي وارضي
أعندما تشترطون الغاء قانون الارهاب (لانكم لستم من ضحايا الارهاب) والا لما بالغتم في اشتراطه متجاهلين مغبة تواجد تنظيم القاعدة على ارض العراق الخصبة دون رادع ... كيف عقلتم ان يأيدكم الشيعة (وهم اكثرضحايا الارهاب) في قانون يحقن الحد الادنى من دماءهم التي تسيل انهارا كل يوم...ان الشيعة طيبون جداً ولكن ليس بهذا الغباء الذي تتصورون.....
دعوتكم للشيعة لتأييد مطاليبكم ومظاهراتكم (وانت على ما انتم عليه الان والتعنت واللامبالاة) هي استخفاف بعقولهم او استضعافاً لشوكتهم . إثبتوا اخوتكم للشيعة وغيّروا ما بانفسكم تجاههم واستشعروا بمآسيهم التي تخلقونها لهم, ثم أسألوهم ما شئتم من النصرة ووحدة الصف........... 

Share |