يوم اوقف الحاج سلمان/عبد الامير محسن ال مغير

Wed, 20 Mar 2013 الساعة : 23:22

قصة قصيرة
عمر الحاج سلمان ليبلغ 85 عاما وسرد لنا احدى الوقائع الغريبة التي عاصرها حيث يقول انه تورط بقتل أحد ابناء عشيرته وبقي وجلا لفترة طويلة ولم يستطع ان ينام ليلة امنا خشية الانتقام منه رغم قيامه بدفع الفصل وفي فجر احدى ايام ربيع عام 1945 استصحب زوجته (سعدة) اخذين معهما ما لديهما من منتجات القرية ليبيعانها في سوق الناحية التي تقع جنوب تلك القرية بعشرة كيلو مترات ولمح شخصا اثناء سيرهما يمشي خلفهما من هذا؟ سائلا زوجته ... انني لا اعرفه ... ربما حمد متوجها الى ارضه حيث ماء المضخة هذا اليوم لدية اجابت سعدة وبعد ان باعا ما لديهما واودعا حمارهما في خان مجاور لذلك السوق توجها معا نحو دكان الحاج عباس الذي اعتادا ان يشتريا منه ما هم بحاجة له وجلست سعدة على الارض مقابل ذلك الدكان وهي تلتقط اكياس الحاجيات التي بدأ يضعها الحاج عباس في اكياس ويزنها ثم يسلمها لها وفتح سلمان كيس نقوده ليدفع للحاج عباس حسابة ولفت انتباهه هدير سيارة وقفت على ميسرة جلوسه فرى بانها سيارة للشرطة نزل منها عريف ومعه ثلة من تلك القوة وامسك ذلك العريف به واصعده في صدر تلك السيارة بين سائقها وذلك العريف ثم انطلقت الى مركز الشرطة واودع في احدى غرفة وجاءت سعدة تجر بأذيالها لترى ما حل بزوجها وعند اقترابها من باب ذلك المركز فاجئها عريف عبود ماذا تريدين؟ ... اريد ان ارى ما حل بزوجي اجابت سعدة... لقد تم حبسة وهنا اسقط بيدها فاغرة فاها ... لم حبستموه لقد دفعنا الفصل ... الفصل لا علاقة له بعملنا يقول عريف عبود وبعد ان امرها ان تقف بجانب بناية المركز اسرع الى المفوض ابو غازي ليخبره بان زوجة ذلك الموقوف تقف في باب المركز وهل يتفق معها صمت ابو غازي ثم رد عليه وماذا نفعل بالمخبر ... فوضني وانا انهي الموضوع كما تريد وهنا طأطأ المفوض ابو غازي براسه موافقا وعاد عريف عبود سائلا سعدة هل تدفعون مائة دينار فوافقت فورا واسرعت ولم تمر الا دقائق عادت وهي تحمل المائة دينار بيدها وقد استدانتها من الحاج عباس صاحب الدكان وسلمتها لعريف عبود وهنا قام الاخير بإيداع شقيق القتيل المخبر زيدان في احد غرف المركز وقفل الباب عليه ثم اسرع واقفا على جسر المدينة واختار رجلا بدويا يروم عبور ذلك الجسر باتجاه السوق وبدا عليه بانه لم يدخل مدينة قط فيما مضى وصفعه على وجه فصاح ذلك البدوي متطيرا لم تضربني ... انك قتلت حاتم اجابه عريف عبود... انني اقسم بان لا اعرف ذلك الرجل وسارع عريف عبود باقتياده واودع في غرفة ثالثة ثم سئل المخبر زيدان هل تعرف من قتل اخاك فحملق ذلك الرجل بوجه عريف عبود قائلا كيف لا ونحن ابناء عشيرة واحدة وهو يسكن بنفس القرية التي اسكن فيها وقد اشرت لكم عنه عند القبض عليه في باب دكان الحاج عباس ... اذا كان الامر كما تقول عليك ان تشخصه رد عريف عبود واقتاده لغرفة المفوض ابو غازي وكان قد ادخل ذلك البدوي بتلك الغرفة واوقفه امام المفوض قبل دخول زيدان عليه وبادر عريف عبود زيدان بقولة هل هذا المتهم بقتل اخاك ... كلا انه ليس سلمان وهنا بادر عريف عبود صافعا زيدان بلطمة على وجهه قائلا ماذا ستفعل لو انك تسببت بأذى لاحد افراد الشرطة بناء على اخبارك الكاذب هذا وأعاده الى نفس الغرفة بعد ان طلب من سلمان وزوجته ان يسارعا باتجاه القرية فهرولا هاربان لا يلويان على عنان وهنا اخذ زيدان يلتمس عريف عبود بأطلاق سراحه ولم يستجب له في بادئ الامر ثم اخذ يلح عليه هامسا في اذنه بان في جيبة خمسة عشر دينار مستعد لدفعها فاستلمها عريف عبود منه وفتح الباب له طالبا منه ان يترك المدينة موليا الادبار الى اهلة ثم فتش ذلك البدوي المسكين فوجد في جيبة دينار ونصف فالتقطها منه وفتح الباب له ليهرب بجلدة ايضا وهنا ضحك جميع الجالسين الذين يستمعون الى احدى روايات الحاج سلمان التي مرت به ابان فترة شبابة وبادرهم باسم وهو غارقا بالضحك قائلا يا له من اسلوب في تحقيق العدالة واستدرك قائلا ولكن لا عليكم بعد (خمسة وستين) عاما من توقيف الحاج سلمان لا زالت توجد صور غريبة في حياتنا هذه وهنا استوقفه الحاج سلمان بقوله اخبرني بأحد هذه الصور اجابه باسم كانوا يأخذون الرشوة منكم اما الان فقسم منهم يفرض تلك الرشوة على افراد الشرطة انفسهم فلو كنت شرطيا لم استطعت ان تستلم سلفة مخصصة قانونا لك مقدارها خمسة ملايين دينار ما لم تدفع مباشرة (250) الف دينار منها للضابط الذي يسلمك اياها وكثيرا من مستحقي تلك السلفة لم يستلموها بسبب عدم دفعهم ذلك المبلغ .

Share |