الازمة السورية ودور دول الجوار السوري فيها/عبد الامير محسن ال مغير
Wed, 20 Mar 2013 الساعة : 23:21

نقطة الضعف التي يستهدفها اعداء امتنا في المنطقة العربية هو غرس روح الكراهية بين اطياف هذه الامة والتي تتبناها وبشكل واضح بعض دول هذه المنطقة لأن العداء ليس بين الشعوب أساسا وانما يستثمره الحكام خدمة لمصالحهم وبتوجيه من قبل القوى الغربية حيث يعتبر التزام تلك القوى لحاكم ما ينبع من استجابته لما يملى عليه وقد اوضحت الاحداث في عصرنا هذا وافرزت امثلة ناصعة على ذلك كانجرار صدام بالعداء لإيران وشن حربه عليها وكلما كانت الدولة تنبع سياستها من مصلحة شعبها يستبعد تورطها في عداء مع جيرانها وغالبا ما يكون هذا التوجه حاصل بتحريض من قبل الدول الغربية كما ذكرنا وان سادت اقوال المتورطين بتلك الحروب او التهديد بها تبريرات غير منطقية وقد تعبر عن طموحات اولئك الحكام والحفاظ على مراكزهم فالحروب في هذا العصر ليس بالأمر اليسير لأنها تترك وراءها مأسي لا حصرا لها من تضحيات جسيمة في الارواح والاموال وتصيب المجتمعات التي تبتلى بها بمختلف انواع العاهات وعلى عكس ما تخوضه الشعوب في حالة الدفاع عن نفسها وسيادة اوطانها بحكم ما يهيمن على المقاتلين من روح الاندفاع النابع من الايمان في عدالة القضية التي يدافعون عنها وان ابتلاء منطقتنا في التورط بالحروب هو جزء من المخطط الغربي الرامي لديمومة الهيمنة الاسرائيلية على المنطقة واذا ما ابتدأنا لتبسيط وتوضيح عنوان مقالنا هذا فأن النظام الاردني كدولة من دول الجوار السوري وجدت باسم امارة شرق الاردن كمحمية بريطانية بالأصل ونصب عليها الامير عبد الله من قبل البريطانيين وان وجودها على ما يبدو لحماية الجانب الشرقي من اسرائيل ليحتمي ذلك الكيان في جانبه الغربي بأساطيل الغرب في البحر الابيض المتوسط ولدى المؤرخين ملاحظات هامة للتدليل على ما ذكرنا توا حيث يقولون بأن دخول الاردن الحرب الى جانب مصر وسوريا عام 1967 جاء لسببين بنظر اغلب المؤرخين اولهما رغبة ركوب الملك حسين لتيار القومية العربية المتصاعد آنذاك والذي كان يتزعمه الرئيس عبد الناصر والتواطىء الدولي لإسرائيل باحتلال الضفة الغربية التي تم ضمها للأردن على اثر حرب عام 1948 والذي جاءت اثر قرار التقسيم المشؤوم وانتهت بإعطاء الشرعية للكيان الصهيوني بموجب اتفاقيات عقد الهدنة حيث كانت الاردن تسمى بأمارة شرق الاردن كما ذكرنا وابدل اسمها بالمملكة الاردنية بعد ضم تلك الضفة اليها وكان دخول الاردن بتلك الحرب مفاجئ للجميع وحتى لعبد الناصر نفسه حيث ان توقع دخول الاردن بتلك الحرب مستبعدا كليا بحكم المعرفة المسبقة لسياسة ذلك النظام كما لم يكن في الضفة الغربية في حينه سوى لواء القدس وهو لواء مشاة مع ان الضفة الغربية وبنظر اغلب المحللين العسكريين يراد لها قوة لا تقل عن ثلاثة فرق متجحفلة واحداها مدرعة لتأمين الدفاع عنها وخلال ساعات احتلت اسرائيل كامل الضفة الغربية بما فيها القدس ويبرر المؤرخين هذا التصرف من قبل النظام الاردني بالنزاعات بينه وبين الفلسطينيين اصحاب الارض وقيام الفلسطينيين بقتل الملك عبد الله والد الملك حسين ويضيفون بأن ذلك جرى استجابة لمخطط غربي ويؤكد اولئك المؤرخين بقيام النظام الاردني الان بمحاولة ركوب التيار الاسلامي وتبني وجود قواعد هامة للقاعدة في عمان ويؤكد البعض منهم بأن القيادة الرئيسية لتلك الزمر هي في الاردن حاليا ومثل هذا الاسلوب السياسي يجري برأسيين احدهما تنفيذا للمخطط الغربي والثاني يحاول ان يساير التيار السياسي الاسلامي الذي له دور فاعل في منطقة الشرق الاوسط مدعوما من قبل انظمة كالسعودية وقطر ويتبناه رجال الدين الوهابيين التكفيريين ويدللون على ذلك ما قامت به الحكومة الاردنية من فسح المجال للولايات المتحدة والقوى الغربية بأجراء تدريبات هامة للمسلحين على اراضيها ومن ثم الدفع بهم باتجاه الاراضي السورية ويعتبر اولئك المؤرخين بأن نظام أوردكان في تركيا يعتبر في حقيقة الامر رأس الفتنة بحكم طموحات أوردكان وحصوله على معونات من دول الخليج وكونه حليفا للغرب وانجراره خلف الدعوات الطائفية في المنطقة ويضيف اخرون بأن تصرف أوردكان هذا يعود تلافيا لحالة من ظهور دعوات فكرية وسياسية يخشى ان تطيح بنظام حكمه فهناك تياران سياسيان في تركيا احدهما يأخذ بنظرية اتاتورك التي تتطلب التوجه بأتجاه الغرب والثاني يحاول العودة نكوصا نحو الشرق بعد ان يأس من انضمامه الى الاتحاد الاوربي وكان ولا زال تورط أوردكان في المسألة السورية مشينا وفي كافة المعايير حيث لم تتورط تركيا بالنزاع مع جيرانها منذ الحرب العالمية الاولى ويقرر اغلب المؤرخين بأن هذا النزاع سيعود بضرر بالغ على مستقبل تركيا نفسها ذات التكوين العرقي المتعدد فمع بدء نهوض الوعي القومي في هذه المنطقة فسيكون اول من يتبنى ذلك الوعي هي المكونات التركية وكان أوردكان لم يتوقع حصول صمود باسل من قبل الجيش العربي السوري مثلما حصل فعلا وهذا ما كان سائدا في العقلية الغربية أيضا ولدى بعض حكام الخليج وان ذلك ناجم عن قصور في الفهم في عقلية خصوم الشعب السوري وعدم ادراك لمدى الوعي الذي يتمتع به ذلك الشعب وحبه لوطنه كما انه ناجم أيضا عن عدم فهم التناقضات الحادة التي تسود الوضع الدولي والاقليمي في هذه المنطقة حاليا اما استهداف الغرب للبنان بمحاولة توريطها في الازمة السورية وارسال السفن والاسلحة من بقايا الجيش الليبي السابق يعود لوضع ذلك البلد في قلة امكاناته العسكرية ووجود التناقض بين مكوناته حيث بدأت الفتنة منطلقة من لبنان وهذا ما صرحت به كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية ولكن هذه الازمة كلما استمرت يدفع الغرب وعملائه بالمرتزقة والاسلحة الى الاراضي السورية وما لم يعي الساسة اللبنانيون مدى الخطورة التي سيتجهون لها فأن لبنان يتجه نحو منحدر مخيف وهو ما يريده الغرب له حيث التمويل السعودي لجماعة الحريري يدفع بهذا الاتجاه أيضا وقد صرح الرئيس اللبناني يوم 15/3/2013 محذرا شعبه بما ينتظره في حالة عدم قيام الجيش اللبناني بطرد قواعد القاعدة ومسلحيها من الاراضي اللبنانية اما العراق فهو في مقدمة المستهدفين وفق المخططات الغربية والتي تنفذها العناصر الوهابية التكفيرية وكانت زمرة جبهة النصرة قد قامت بما اسمته بالدولة الاسلامية في العراق ثم استطاع الجيش العراقي الباسل ان يقوض دعائم تلك الزمرة فانطلقت بأتجاه سوريا لعلها تعوض ما خسرته بالعراق ويؤكد بعض الباحثين بأن العراق وسوريا اضحيتا وكأنهما في زورق واحد كما يقولون بحكم طول الحدود بين البلدين ولعوامل اخرى وما لم تقم الحكومة العراقية بتكثيف تواجد قواتها فأن المخاطر ستبقى تهدد العراق أيضا حيث ان تلك الزمر تجد من يغذيها ويدعمها داخل العراق وهنا فرق جوهري بين كل من سوريا والعراق ففي الحالة الاولى اثبت السوريون بأنهم مستعدون ان يقدموا كل شيء دفاعا عن سيادة وطنهم وهذا ما مطلوب من العراقيين أيضا وخلاصة القول ولما سطره الجيش العربي السوري من بطولات اصبحت مثارا للأعجاب فأن سوريا ستتجاوز محنتها وعند ذلك ستكون خاتمة الشؤم بالنسبة لهذه المنطقة قد انقلبت بوجه قوى الغرب ومن ينفذون مخططهم وسينقلب السحر على الساحر كما يقولون .