مهرجان النور السابع يسقط كل اصنام الشرك/قاسم بلشان التميمي
Sun, 17 Mar 2013 الساعة : 23:50

بغداد حبيبتي وحبيبة كل شريف على بقاء المعمورة ،هذه المدينة التي تغفو حالمة على ذراع دجلة الخالد ، فتحت عيونها يوم الخامس عشر من اذار الحالي لتبصر لقاء الفن والثقافة والادب والاعلام في مهرجان النور السابع ، هذا المهرجان الذي صاغته أنامل رائعة ،مترجمة افكار في عقول كبيرة لتعكس لنا لوحة هي الاجمل والابهى و( الاشهى) ، هذا المهرجان الذي جاء بعد ساعات من هجمات تكفيرية حاقدة على كل ما هو جميل في بغداد ، حيث استهدفت تفجيرات الكفر والخيانة جسد مديني الحالمة بغداد، مخلفة انهار من دماء زاكيات ،ونساء ثكلى واطفال ايتام ، وووو كثيرة هي (الواوات ) ، الا ان بغداد لم تتوقف عن الحياة بل استقبلت فجر يوم جديد من خلال مهرجان النور السابع الرائع بل هو ( الروعة) نفسها ، هذا التجمع الذي مهما تكلمنا عنه لم ولن نعطيه حقه، وكيف لنا ان نعطي حق الفن والادب والثقافة والشعر وكل شيء جميل ، اجتمع رجال ونساء بين متخصص ،وبين متذوق للجمال اجتمع الكل على قاعة المسرح الوطني ، ليصنعوا الجانب الباسم من الحياة ، وليصنعوا ملحمة ابطالها ابناء العراق في كل مكان من بقاع العالم الذين هرولوا مسرعين تجاه مدينتهم الحبيبة ، التي لم ينسوها رغم بعدهم عنها ( جغرافيا) ، جاء ابناء العراق من مشارق الارض ومغاربها ، ليجتمعوا مع اخوانهم في بغداد ، ولغة الحوار الوحيدة بينهم هي (حب بغداد) ،هذا الحب الذي يعني حب العراق ، الكل اجتمع والكل كان سعيد وفرح ، والكل كان يسأل عن الكل ، بلغة العيون ولغة شغاف القلب هذه اللغة التي لاتحتاج الى مترجم ، لانها لغة واضحة ولغة سليمة ، هدرت بقوة لتعلن (انا عراقي ) ، نعم انا عراقي وكفى ، لاتسأل عن ديني او قوميتي او (اتجاهي) فكل هذه المفردات توحدت في العراق ، بعد ان تم صياغتها بأيدي حنونة وامينة وكريمة هذه اليد هي يد عائلة النور متمثلة برب الاسرة وافرادها ، نعم نجح المؤتمر ونجح الحضور ونجح كل شيء جميل ، وقابل هذا النجاح سقوط كل اصنام قريش واوثانها وسقط هبل كبير الالهة ، سقطت الالهة المتفرقة امام وحدة ابناء العراق واهله ، سقطت الهة الكفر والشرك امام قوة الكلمة ولوحة فنان وقصيدة شاعر.
لقد جاء مهرجان النور السابع ( دورة الاستاذ الدكتور عبدالرضا علي) في وقت نحن في امس الحاجة الية ، وجاء الانعقاد في توقيت دقيق جدا وفي مرحلة حساسة ، يعيشها العراق ، ولكن مع كل هذا يبقى في النفس شيء ويبقى في القلب لوعة وحرقة تجاه بعض (قادة القوم) الذين وللأسف لم يحركوا ساكنا ولم يقدموا شيئا لدعم هذاالمهرجان ، بل بقى الدعم محصورا على بعض النقابات والشخصيات بعينها ، ، نتمنى صادقين ان يعتمد مهرجان النور وتصرف له ميزانية خاصة ويحدد له وقت معين في كل سنة ،وياليت يكون موعد انعقاده هو الخامس من اذار من كل عام ، والسبب ان هذا الموعد والتاريخ مهم جدا كونه اتى بعد يوم من استهداف مناطق في بغداد بهجمات تكفيرية حاقدة ، خصوصا تلك الهجمات التي استهدفت وزارة العدل ، لكن الرد كان قويا ورادعا تجاه كل الافكار الحاقدة السوداء .
سلم صائغ هذا المهرجان وسلمت عائلته وسلم كل من قدم له العون والمساعدة وسلم كل الحضور والى الملتقى في مهرجان النور الثامن.