متى يموت الضمير ؟ ولماذا ؟ وهل من عودة إلى الحياة ؟/مديرة مدرسة

Sat, 16 Mar 2013 الساعة : 23:48

في بادئ الأمر لابد أن نعرف الضمير . فهو قدرة الإنسان على التمييز فيما إذا كان قد عمل عملا خطأ أم صوابا والتمييز ما بين الحق والباطل . والضمير هذه الكلمة البسيطة في حروفها كبيرة وتهز العالم في معناها أما خير وأما شر ونحس بطعمها عندما نلفظها فتقشعر النفس لها لأنها سارية في دم من يعيشها . والآن نتسلسل في إجابتنا عما سألناه فمتى يموت الضمير عندما تنتزع الرحمة من القلوب البشرية وعندما تضيع الأمانات بين الايادي الانتهازية ويرى الإنسان كل ما هو قبيح حسن وكل ما هو باطل حق ويصبح كل شيء مباح . كلام الزور والخيانة والقتل ويهدر حق الضحية ويعلو شأن الجلاد ويصبح طعم الدم لذيذا كطعم عصير الرمان وتهون الأعراض وترخص الكرامة ويصبح لحم الإنسان سهل المضغ ويحلل الحرام ويحرم الحلال وتذل الفريسة ويعلو شأن المفترس .أما سبب موت الضمير يكمن في سيطرة إرادة الشر على إرادة الخير عندها يغرق القلب بالظلمات والمنكر والغرور فتعلو الأنا والشهوات على صوت الضمير ويكاد صوت الضمير يكون منعدما . وكلنا نعلم إن كل ميت لا يعود إلى الحياة إلا الضمير ممكن أن يحيا عندما يشعر الإنسان بالندم وان ما قام به يتعارض مع قيمه الأخلاقية حينئذ يستغفر ربه ويتوب إلى الله توبة نصوحة خالصة ويجعل إرادة الخير هي الراجحة وليتذكر الأمم السابقة وما حصل لها والشخصيات التي سبقته وطغت ما هو مصيرها ولننظر إلى شعوب وأمم لا تنتمي لأي ديانة سماوية ولكنها تمتلك ضمائر حية كانت رائدها في التحضر واعتلاء الشأن وآية ذلك اليابان تلك الدولة التي تمتلك ضميرا عاما يضرب به المثل في القول والسلوك وكذلك الصين التي ملكت نواصي العلم وبلغت في دروب التقنية شأنا عظيما . فما بال الأمة التي كرمها الله بخاتم النبيين ودستور المسلمين والأئمة الأطهار الذين تتشرف الأمم الأخرى بكتبهم النيرة .

Share |