رحلوا وتصاويرهم محفورة بالقلوب - الحلقات 1و2و3و4 /صلاح ألدبي
Fri, 15 Mar 2013 الساعة : 23:30

رحلوا وتصاويرهم محفورة بالقلوب......ألشاعر عبد ألواحد ألهلالي..ح/1
ألحاج ( عبد ألواحد كاظم شمخي الهلالي ) ....شاعر ورادود وكاتب وتُراث بحّد ذاته...وأحسُّ بيراعي يقف عاجزاً عندما يترجِم لهذا العلم ألشعري الخفّاق بعضاً من سطور حياته...ولكن مايشفع ليراعي ذاك ؛ أنّ صاحبهُ كان يرتبط بصداقة متينة مع أولاده، وبه فيما بعد....وطيلة فترة ثمانينيات ألقرن المنصرم....أُحارُ بوصفه!؟..فارع ألطول،جميل ألمُحيّا ، تجتمع في وجهه الألوان ألثلاثة: أبيضٌ محْمرٌّ مُصّفرْ!!...أنيق ٌ بلا حدود..عندما يرتدي ألكوفية وألعقال أو يستبدلهما بقاط شيك ؛ فوسامته لاتُعيرُ لما يرتديهِ أنّتباهاً...لأنها هي ألتي تمنح على مايرتديه حُّسناً..وليس ألعكس!..بعد أنقضاء ثمان سنوات من ثورة ألعشرين ألخالدة ..أبصرَ ألحياة..وأسماهُ والده ( عبد ألواحد ) تيمّناً بالأله ألواحد ألأحد...وبسبب صعوبة نطق هذا ألأسم على أفراد المجتمع ألريفي آنذاك ، تم تحريفه ألى ( أوّحيّد ) تارة و( وحيد ) تارةً أخرى..ولكنه في الحقيقة لم يكن وحيدا مطلقاً ؛ بل جمع كل صنوف المجد وألتقوى وألصبر ممزوجة بمرح وسرعة بديهية وحسّ شعري آخّاذ...وبحكم قربي منه ( كما ذكرت آنفاً ) فقد كانت لي معه ( رحمه ألله ) حكايات شعرية ظريفة مع ألعلم ان ( كاتب ألسطور ) ليس مُلمّاً ومجيداً تماماً بتلك ألصنعة ألشعرية فهو ليس بشاعر ؛ ولكني من مدينة يحتوي كل بيت فيها أما ( شاعر أو أبن شاعر أو صديق لشاعر أو متذوق ) وأضع نفسي ألفقيرة ضمن خانة ( ألمتذوقين )..في أواسط ألثمانينيات رُزِقَتْ أحدى كريماته بولد أسموهُ (آياد) ..فكتبتُ لهُ مهنئّاً :
بــدال ألبدر هـــلّنه أيادي...
وشُكُر مدّينه للباري أيادي..
يحجي أوّحيد جمعلنه أيادي..
نسل دبّات وهلاله سويه!!..
وهنا أطلق كهكهة وتوبيخ بحقي وقال :
همومي مثل دَبي ألنمل دبّات..
عليك وحامل أمّن ألقهر دبّات..
طائية أصبحولي وهم دبّـــات..
ألّكرم وألبوك شطبكهن سويه؟!...
ثم أردفني ببيت أبو ذية آخر وبنفس اللحظة!...
بالك تكطع أعللمحُب وصلاك..
ونا بنار ألهجر لحميك وصلاك..
من سنبس أعرفك ثبتْ وصلاك..
تبوك أعجول ويّه الحبترية!!......
لم تكن لغة ألحسجة وسرعة ألبديهية وألأرتجال وألظرافة غائبة عنه مطلقاً..ولاأنسى ماحييت تلك ألظهيرة ألتمّوزية وألحرب مع أيران تزداد دماراً ،وأذا بساعي ألبريد يجلب لههُ رسالة من شقيقه ألحاج حسين ألهلالي عن طريق ألصليب ألأحمر وألذي كان أسيراً هناك حيث كان (أبو خالد) جالساً في مكتبه ( للأستنساخ ) وكان بصحبته كل من ألمطرب ألمرحوم ( جبار مرجان ) وصديقه ألحميم ألمرحوم ( باجي الجهلاوي ) عندما قرأ تلك ألرسالة بصوت عال مصحوباً بنشيج وعويل وحرقة لاتوصف!..وشاركه ذلك ألنحيب ألمرحوم جبار مرجان بوصلة غنائية تنزف انيناً بصوت شجي وطور كان يحمل أسمه...في فاصل وجداني مفعم بالأنسانية وألحسرات لاأنساهُ مابقيتُ حيّاً!.....له مساجلات شعرية رائعة خاصة مع شعراء سوق ألشيوخ ...وله تواصل مع شعراء النجف وكربلاء وألبصرة وألحي وألسماوة..أول ماكتب ألشعر كان عمرهُ 18 عاماً وفي عام 1946 بالتحديد أطلق لذائقته العنان بكتابة ألأبوذية..وكتب ألقريض للمرة ألأولى وعمرهُ ثلاثة وعشرون عاماً..وفي عام 1953 ساهم بتأسيس أول جماعة أدبية في ألشطرة عقدت مؤتمرها ألأول بدارهِ وتألفت من : د.هادي ألحمداني/عبد ألجليل ألجلبي/عبد ألحسن عيسى/محمد علي الطحّان/ عبد ألواحد ألهلالي ..وآخرين..لهُ أكثر من 15 ديوان شعري مخطوط...وكانت فترة ألستينيات قد شهدت تألقاً شعرياً لافتاً لهُ..
تأثرّ كثيرا بالشاعر عبود غفلة وألحاج زاير وفي القريض كان مثلهُ ألأعلى ألجواهري وألمتنبي وعمر أبو ريشة وألدكتور هادي الحمداني وألشيخ كاظم ألأرزي...وكانت أهتماماته ألى جانب ألشعر تتوزع بين ألمساجلات وألرسائل ألأدبية وبعض ألمقالات وألقصص القصيرة...غادرنا رحمه ألله ألى جوار ربّه ألكريم في ذكرى أربعينية أبي ألأحرار عام 1422 هجرية ألموافق 10 / 5 / 2001 ميلادية...ورثاه ألشاعر عبد ألحسين ألشيخ سلمان عند وفاته بأهزوجة قال فيها :
رَحَلْ راعي ألشعر يهل ألشعِر ودّعوه...
بفيض من الدمع يستاهل أتّزفوه...
خادم للحسين وحيل انتو أبجوه....
ريّضْ يَمْ ألمنبر ريّضْ.. شوف ألشاعر وألرادود!!.....
ختاماً...لأنسانية وشاعرية ألمرحوم عبد ألواحد الهلالي؛ ألأزهار تنحني....
***************
رحلوا ...وتصاويرهم محفورة بالقلوب.../ألشاعر رحيم ألغالبي/ ح2
ولد ألراحل ومايزال تصويره محفورا بأفئدتنا في ألسنة ألتي تَلَتْ حصول ألرباع ألبصري ألبطل ( عبد ألواحد عزيز ) على ألوسام ألبرونزي ألوحيد وأليتيم ( حاله حال ألملاين من أليتامى ) للوطن بلعبة رفع ألأثقال في ألدورة ألتي أقيمت في عاصمة ألضباب..كومة من ألعظام يغلّفها لحمُ شحيح وبقايا من جلد وعضلات ضامرة ،وبصيلات شَعْر لم يغزوها ألصلع بعد أقتسمها ألبياض والسواد معا! وأشلاء من جسد نحيل عندما يسير تحسبهُ للوهلة ألأولى بقايا حرف ألراء ( معكوسة!)...وبسبب ذلك ألبخل بتركيبته ألجسمانية كان لقمة سائغة لتلك ألحروق ألتي أطفئت لهيبها بكل مساماته بأبشع مايكون من سيناريو مؤلم ومثير ومشفق وألذي لم تنفع معه علاجاته ألمستمرة وألمركّزة في ذلك ألمستشفى ألتخصصي لمعالجة مثل هكذا حروق وألتابع أداريا لمدينة ألطب...وكان ذاك سبب هلاكه ومغادرته ألدنيا بجوار ربّ كريم حنون لاسيما وألراحل يتشرّف بأمتلاكه عطرا من نفحات ألرسول ألأعظم ألذي ينتسب أليه أجداده ( ألغوالب ) ألكرام....أكمل ( رحيم مزهر جرّاد ألغالبي ) دراسته بجامعة بغداد/ كلية ألآداب وألعراق يمرُّ بأحلى وأبهى وألّذ سنواته ولم يكن يعكّر جمال ولّطف تلك ألسنين سوى ( ألجيب ألعميل!؟)...عاد ألغالبي ألى اهله جذلاً فرحاً مستبشراً وهم حامل شهادة ألبكلوريوس بأختصاصه بالأدب الروسي عام ( 75 – 76 )..ومن ذلك ألحين بقي ( ألسوفيت ) يعيشون بداخله ؛ قوماً وفكراً ومنهجاً ورؤى ومطرقةً ومنجل!...وأصبحت مجسّات ذلك ألجسد ألنحيل توّاقةً لأعتناق أفكار ماركس ولينيين وستالين بل وصل ألأمر بصاحبنا أن يهيم عُشقاً وهياما وأعجاباً بكل من كاربوف وكاسباروف وبوبكا!!أذا ماعلمنا أن ماذكرناهم ليس لهم بالسياسة لاناقة ولا ؟( بعير!) بل أن ألأولين سادة شطرنج ألعالم وألآخر سلطان ألزانة بلا منازع !!ولكنهما روس! ( وشفتك عالشريعة أتّرس وبدّي!)....كان يُعد من جيل ألسبعينيات ألشعري وبصحبته ورفقته كل من : ألنعماني رياض وألخزعلي ريسان وألركابي كامل وأبو وليد وسامي عبد ألمنعم وصَحْب أخرين..أول مجموعة شعرية أصدرها وهو مازال طالباً لم يتخرج وذلك عام 1974 معنونة ( جسر من طين ) ضمّنها 33 قصيدة لـ 33 شاعر بارز أبان تلك ألفترة ألذهبية شعراً وفكراً وحرية...وكتب مقدمة مجموعته تلك ألكاتب ألمغترب ( عبد ألكريم هداد )...ساهم بكتابة بعض ألمقدمات لمجموعة من ألدواوين ألشعرية وبعض من ألمقالات والتي يستطيع ألقارىء أللبيب أن يشمَّ منها ريحاً سياسية ونقدية وثورية جارفة..ترأس تحرير مجلة انكيدو ألثقافية وهو عضو بالهيئة ألأدارية للشعراء ألشعبين / ذي قار وعضو منتدى ألشطرة ألأدبي بل يعتبر من مؤسسيه علما ان ألأخير قد أفتتح عام 1989 ولم يُعَمّر سوى سنتين وأغلق بعد ذلك من قبل أزلام ألطاغية ألمقبور بحجة توجهاته ألثورية ضد ألسلطة آنذاك...كتب في العديد من ألصحف والمجلات ألعراقية ،بل كُتِبَ عنه في العشرات من ألمواقع ألألكترونية ..... عند وفاته رثاهُ ألعديد من ألكتّاب وألشعراء منهم / سيد نعيم آل مسافر/حامد كعيد/محمد علي محي ألدين/جواد القابجي/ذياب مهدي/فرات ألمحسن/أذاعة ألعراق ألحر....وغيرهم ألكثير..أجمل ماقيل بحقه من رثاء كان لـلشاعر جبار ألموسوي عندما قال: ماأرثيك...لأنك موش ميّت حتى أبجي أعليك.....هذاك انته أشوفك للمنصة أتّكوم...لاعمّي ألمنصة أتّكوم ليك!!....سليل أسرة عُرِفَتْ بعشق ألأدب وألثقافة وألخُلُق ألرفيع قوامها؛ علي وخليل ونعيم وجميل وآخرين....من أجمل ماكَتَبْ( حسب رأيي ألمتواضع ) :
مثل ما يثلم .. الخبزه , ثلم كلبي
... صلاة الصبح , حسبالك
و أكابل بيها بس ربي !!!
مسح بعيونه , من يخزر
نبض كلبي
عذاب العمر ..كضيته
وعتاب الكاه , بنص كتبي
رسم عالحايط من ابعيد ....
هواجس روحي
نور وضي ..
مشه الحايط ..... وظل الفي..!!!
عبرت اشكد
سواجي وياك...
عافتني الجروف..
وثبت بس المي
في يوم ألسبت ألموافق 18 حزيران 2011 عادرنا أبا غيث ممسكاً بأثنين وستين من السنين ممتلئة نضالا وكفاحا وتصدياً وبطولات وشعرا وألقاً ومجداً ، وكأنه يتنبّأ بنهايته عندما كتب يوماً:
ألبوق...وبنادم سوه....
يموتون ...لو ماكو هوه؟!...... وداعا أيها الرحيم....
*******************
رحلوا ...وتصاويرهم محفورة بالقلوب.../د. عايد ألخزاعي/ ح3
نشأ في عائلة يختطفها ألموت فجأة في عزّ ألشباب!..وبلا سابق أنذار..وقطار ألموت ( الخزاعي ) هذا ؛ كان قد حَمِلَ في عرباته قبل سنين كل من : كريم وطالب وتبعهم أبا ألحارث..وقبل أشهر غادرنا أبن شقيقه ألأكبر كامل وألذي هو ألأخر ودّعنا هناك في ألعاصمة بهدوء وصمت...ألدكتور عايد ( رحمه ألله ) دخل كلية ألطب متفوقا ..وتخرج منها بنفس ألتفوق...كم كنت ينتابني ألفخر والحماس و؟ألخُيلاء وانا احدّق بتلك ألقطعة ألخشبية الناصعة ألبياض وقد خُطَّ عليها أسمه تعريفا بافتتاح عيادته ألجديدة وللمرة ألأولى وبينها وبين تمثال ألسيد سعيد الحبوبي بضعة عشرات من ألأمتار..كنت أحسب ذاك نصرا وفتحا طبّياً وابن ولايتي ينافس أطباء أللواء ( ألناصرية ) ألكِبار.....تخصصّ بالتخدير ذلك أللون ألنادر من ألتخصصّات ألطبية والذي ليسَ له رواجا عند عّشاق المجموعة ألطبية لما له من تأثير خطير ومباشر وحسّاس على حياة ونفوس ألمرضى وألأصحّاء على حدّ سواء..لكن ألمرحوم وَلَجَ هذا ألتخصص من أجل أنقاذ مرضاه وماأحوجهم أليه ..وخاصة تلك النسوّة أللائي تستوجب ولادتهّنّ عمليات قيصرية كبرى...وكم عانى مستشفى شطرتنا ألحالمة بعد رحيله من أنعدام وفقدان هذا ألتخصص ألطبي الحيوي للغاية...حالات ولادة عديدة تحتاج لوجود ألطبيب ألمخدّر عند اجرائها ..تأتي مابعد ألدوام الرسمي ..عصراً...بعد منتصف ألليل وأحياناً عند خيوط الفجر ألأولى؛ وماعلى ألمضطّر ألا أن بتصل تلفونياً بالمنقذ ( د. عايد )ويكون جوابه دوماً وأبداً:حاضر وبالخدمة وممنون!!( بس أبدّل ملابسي )..أغّرته مستشفيات مركز ألمحافظة وأقضيتها بالأنتقال للعمل بها..مع مغريات يسيل لها أللُعاب؛ دار سكن، وأجر دسمْ..وكان جوابه: مدينتي أحقُ بخدمتها من غيرها.. كان رحمه الله لايفارق ألسيكار شفتيه وكان عاشقا للرياضة شغوفاً بأخبارها ومولعا خصوصا كرة القدم وكانت علاقته عميقة ومتينة بحكم مهنته واللعبة ألتي يشجعها بكلاسيكو ألمنتفك ( ألناصرية وألشطرة!)...وكان أنيقاً بهي ألطلعة له ذوق عالي في أختيار ألملابس التي يرتديها ودائماً ماتجده بقيافة كاملة..بسيطا متواضعا حاتمي الكرم ...طيب..حنون..وكانت سجيته التي يمتاز بها عن أقرانه هي أكرامه للفقير والمعّوز وألمحتاج..بل وصل ألأمر به أن يقوم بتخصيص رواتب شهرية لهم وبسريّة تامة بعيدا عن ألأضواء وألدعاية...بأختصار كان ( كيسَ كَرَم متنقّل!)..وفقراء ألولايه أفتقدوه جدا...كان ألسبب ألرئيسي لوفاته أصابته بمرض عضال برئتيه أنتقل على أثرها للسفر للهند وألعلاج هناك..وبعد فترة وجيزة من عودته فارق ألحياة.... أُعزّي نفسي قبل أهلك ومحبيك أيها ألعَذِبْ..وأتساءل مع نفسي دوماً..هل تنجب ألولاية عايداً جديداً؟؟..ويأتي ألجواب خجولاً..مطأطأً برأسه؛ هيهــات..هيهــات.....
*********************
رحلوا وتصاويرهم محفورة بالقلوب....ألأديب/ خليل ألميّــــاح/ ح4
من مواليد ألبصرة ألفيحاء عام 1934 ...وأن كانت ألفيحاء تفتخر بالسياب وألبريكان وغيرهم فمن حقها ان تزيد أفتخارا بــ ( خليلها ألمياحي )..سكن لؤلؤة ألخليج تلك لأربعة عقود من ألسنين..حيث عمل هناك في نفط ألجنوب...كان ثوريٌّ بما للكلمة من مدلولات، وكان منظّر يُشْهَدْ له بالبراعة..وله أسلوب راق ومتمكن في ألتحليل ألسياسي ..ويمتاز بالشكيمة وألبأس والعنفوان في هجومه ألكلامي..عندما قام ألبعثيون بردّة شباط 1963 ترك مدينته ألحبيبة وهاجر نحو ( ألسوفيت ) عن طريق أيران وبصحبته زوجته وألتي أنجبت له طفلا أثناء تلك ألرحلة الأسطورية على ألأقدام..تشرّفت ( نكرة ألسلمان ) من أن يكون أبا ممدوح أحد ساكنيها ألمتميزين!!وبرفقته شقيقه ( عبد ألجليل ) ألذي كان يمتطي صهوة ألمجد وألشهرة في ميدان ألكتابة ألقصصية وبفعل صراع ألأخير ألمستمر مع شراذم ألسلطة آنذاك سجن مع ( خليل ) وسرعان ماأعدم من قبل ألطغاة..في بداية ألثمانينيات أستقر في ألشطرة هرباً من ملاحقة أزلام ألنظام وتزوج من أحدى كريمات عائلة شطرية محترمة..وكانت ثمرة تلك ألزيجة صيدلاني عمل لفترة مديرا لمستشفى ألشطرة وهو شاب ينقطُ خُلقاً وتواضعاً وهمّة ( وألولد على سرّ أبيه )..وبعد سقوط ألصنم أرتحل ألميّاح للعاصمة حيث عَمَلَ بصفة محرر ومصحح لغوي في صحيفة ( ألقاسم ألمشترك )...يعتبر من ألمؤسسين لمنتدى ألشطرة ألأبداعي عام 2005 وأختير رئيسا له حتى وافته ألمنية...كتب في ألعديد من المواقع ألألكترونية : ألحوار ألمتمدن/ألنور/سومريون/..وفي ألعديد من ألصحف وألمجلات : طريق ألشعب/ألمدى/ألزمان/ألمنارة/ألثقافة ألجديدة...وكتب مواضيعا تتعلّق بالعلمانية وعلم ألنفس وألفلسفة وألدين ألسياسي وأبحاث يسارية وأشتراكية وشيوعية وألأدب وألفن وألتمدن في ألعراق وحقوق ألأنسان وألمراة...ولغاية بداية عام 2010 كان عدد زوّاره في موقعه بالحوار ألمتمدّن يناهز ألأربعون ألفاً من ألزوّار...كان أول من تعرّف به من الأدباء عند مجيئه للشطرة ألشاعر رحيم ألغالبي وألذي عرّفه بالشاعر كزار حنتوش وألمفارقة أن هؤلاء ألثلاثة ألعمالقة قد غادروا ألحياة تاركين بعضا من ألأقزام ألتي لاتستحق أن تحيا!!...يمتلك مكتبة غاية بالثراء ألفكري وألأدبي وألثقافي أوصى ان تهدى ألى مكتبة ألبيت ألثقافي في ألشطرة عند أكتمال بنيانه..دائما ما يمسك بحقيبة سوداء ويرتدي نظّارة سوداء كذلك ويلتحف بمعطف أسود أيضا يحمي به جسدا وروحا وفؤاداً بلون ألقطن...هادىء في مشيته..متواضعا ..حنوناً لاينطق ألا بالفصحى..محافظا على رشاقته ودائما ماألتقيه ليلا يمشي مسرعا وعندما أتساءل ؛ لِمَ تمشي مُسْرِعَاً أبا ممدوح ؟ويأتيني ألجواب : تناولت وجبة عشاء دسمه ولابد من رياضة لجهازي ألهضمي!!...في ساعة متأخرة من ليلة 14 – 15 /3 / 2011 ودعنّا ( خليلنا ) وفي وصيته كتب 3 كلمات لاغيرها : صِدْقٌ وألّتِزامٌ وأَدَبْ!!....