مرشح .. في الخيال !!/صلاح غني ألحصيني
Fri, 15 Mar 2013 الساعة : 23:17

الانتخابات هي عملية صنع القرار، والتي يقوم بها الشعب باختيار فرد منهم لمنصب رسمي . محكوم بجملة من الضوابط والمقاييس والشروط القانونية التي يجب توفرها في كل مرشح ، كما أنها منافسة ديمقراطية بين المكونات السياسية الموجودة على ارض الواقع وهذه المنافسة تتوجه إلى المجتمع ليحدد خياراته من خلال عملية التصويت المعهودة وفق الآليات المعروفة. ألا أن بعض المرشحين تجاهلوا هذا المفهوم واعتقدوا أن الأمر عبارة عن صور وبوسترات مليئة بشعارات دينية وعشائرية وسياسية توزع في الأماكن العامة والخاصة تصيب الناخب بعمى الألوان مآدب عشاء وغداء بقصد أقناع الآخرين الأمر ، الذي يثير الاستغراب لتناقضه مع الهدف الذي يدعيه بخدمة الناس ، ناهيك عن توزيع كارتات شحن المبايل وعروض مادية توزع للذين يتولون دور التثقيف لهذا المرشح آو ذاك استغلها البعض لتحقيق النفع المادي ، وكم هائل من الشعارات والعناوين وتفخيم الأسماء والألقاب يغلب عليها الطابع الدعائي ليصل الأمر أن يكتب احدهم انه خريج روضة الزهور عام 1979 ، ويتحول الأمر إلى مسخرة يتناقلها العديد عبر " الفيس بوك " و " تويتر " تنقل صورآ لبوسترات المرشحين المفترض أن تعبر عن أشخاص يتنافسون للحصول على مقاعد في مجالس المحافظات خلت من أي تعبير لهذا الغرض ، دون أن يكرس جهده بوضع برنامج انتخابي محدد يعتقد من خلاله انه الأصلح لإدارة الأمور وتقديم الخدمات واستعداده الجاد على تنفيذ خطوات هذا البرنامج ، يدرك جيدآ أن نتائج الانتخابات مرهونة بما يرد في صناديق الاقتراع من أصوات الناخبين ، وعندما لا يمتلك الناخب برنامج يعتمد علية لتحديد المرشح الأمثل من المؤكد انه يفقد القرار الصائب باختيار الأصلح متاثرآ بمن يرافقه آو أن مشاركته جاءت لإسقاط فرض الانتخابات وبالتالي تنعكس النتائج سلبآ على المرشح نفسه وخلافآ لحساباته بسبب خطآه بالتخطيط وعدم اختيار الأسلوب الواقعي للوصول إلى الناخب مكتفيآ بالأشياء الروتينية التي يسلكها كل مرشح .
حسب تصوري البسيط يجب على من يريد خوض المنافسة الانتخابية أن يدرك جيدآ بان الأمور لا تؤخذ بهذه السهولة ويكلف نفسه عبء مادي ومعنوي أحق بها أهلة وأطفاله لان المنافسة تحمل بين طياتها شي من الصعوبة ، آذ صادقة المفوضية العليا المستقلة للانتخابات على 8100 مرشح يتنافس جميعهم على 474 مقعدآ في محافظات العراق وهذه المقاعد لا تتناسب مع العدد الهائل من المرشحين مما يعني أن هناك 7626 مرشح سوف يخرج من هذه المنافسة ويعمل على إزالة مفردات الدعائية الانتخابية بكل أشكالها في غضون عشرين يوما بعد الاقتراع حسب تعليمات المفوضية العليا للانتخابات ، ولا ننسى أن الانتخابات السابقة تركت ازدياد في وعي الناخب وأصبحت له ألقابليته على التمييز بين من هو قريب على ارض الواقع وبين البعيد عنه ، وبين من يمتلك ألهمه في انجاز العمل الملقاة على عاتقة وبين من يريد الفائدة لنفسه ، بالإضافة إلى خيبة أمل الناخبين بالمرشحين الذين لا يرونهم إلا في موسم الانتخابات واهتزاز الثقة بما يقدموته من وعود خلال حملأتهم الدعائية تركت واعز نفسي عند الناخب بالتأني والتدقيق بمن يستحق أشغال منصب عضو مجلس محافظة . الأمر الذي يحتم على المرشحين دراسة الواقع بعين ثاقبة والعمل بمصداقية والتجرد من الوعود الكاذبة والشعارات المزيفة ، حتى تتجه الأنظار في يوم الانتخابات إلى الشخص الذي يتحمل المسوولية الملقاة على عاتقة ويكون بمستوى البرنامج الذي أعلنه اثتاء حملته الانتخابية ...