اطلالة باسلة ..تقاس بأراقة الدماء/جعفر العلوي
Thu, 14 Mar 2013 الساعة : 23:17

استقبلت خبر اقتحام وزارة العدل اليوم , والحيرة تعتري فكري والأسئلة تنهال كالمطر ولا إجابة شافية كعادة سابقاتها من أعمال إرهابية, الجواب الشافي يخطه الإرهاب فقط بحبر الدم والفوضى والحسرة.
وزارة العدل ..ليست وزارة الزراعة ..أو الصحة.. أو لا اعرف فالأسماء متشابهه وقد تكون ليست ذات معنى أمام ما يحدث من انتهاكات فالنتيجة واحدة ضحايا ودماء.
عملية منظمة ذات جهد وتخطيط واضح من خلال تنفيذها بدأت باختيار المكان وانتهت بالزمان والحالة المأساوية .
أول سؤال يتبادر للذهن أين أجهزة الأمن بكافة مسمياتها , فهكذا عملية لم تكن وليدة صدفة أو ضربة عقل , مجموعة منحرفة ثم أقدمت على التنفيذ , بل هي تخطيط مسبق وإعداد وتفصيل دقيق ومعلومات مستفيضة عن المكان المراد اقتحامه , ومدة الإعداد لم تكن ليوم أو اثنين بل لأسابيع , فأن صح ما ذكرناه فأين القوات الأمنية البطلة في رصد كل تلك التحركات والاستعدادات.
الخذلان والتواطىء بات يتضح يوم بعد أخر وعلامات الاستفهام تكثر دون إجابة شافية من قبل المسئول الأمني المستتر تقديره هو.
لم تمحى من ذاكرتي اقتحام مديرية مكافحة الإرهاب وقتل قائدها وسط نفس الذهول المذكور , تعاسة القدر أن يختار الإرهاب الأعمى.
بل المتفتح الرائي بوضوح وسط عُميّ الأجهزة الأمنية لتلك المواقع الحساسة , هذا سيكون تمهيد لضرب وزارة الدفاع واقتحامها فالحال لا يختلف ولن يكون هناك أي معوق أبدا لذلك العمل.
دولة مدولة تستفيد من دماء الأبرياء وصمت الجهلاء لتحويل الهزيمة لانتصار سياسي تعتقد هي وحدها أن الأغلبية الصامتة لظروف الحال والمعيشة تنطلي عليها تلك الألاعيب الصبيانية بدماء الأبرياء .
والأكثر غرابة واستهزاء بمشاعر الشعب حين يتم حسب قولهم السيطرة على المبنى والانتصار على قوى الإرهاب من قبل قواتنا البطلة!
أين البطلة في خضم الحدث وأين الرجولة بعد سكب الدماء وأثكال الأمهات وترميل النساء وأيتام الأطفال , هل أصبح المقياس للأفعال بعد انتهائها رغم كل النتائج .
ومع كل ما للحدث من وقع في نفوس العراقيين المذهولين عنوه وعدواناً أن يخرج من يجبر بخواطر هؤلاء "يذبح ويصلخ" من أساء التقدير وأصبح المصير إلى ما انتهى عليه , علماً أنها لم تكن السابقة الأولى بتاريخ الدولة الوليدة.
فالجهد ألاستخباري قد ابلغ القيادة أن العملية كسابقاتها ستزول أثارها بعد زوال الشمس لهذا اليوم الدامي, إلى الله نشكو قلة الذمم واستهانة الدماء.