إنما الناس لا تعرف ما تقول -محمد هاشم الصكر

Sun, 10 Jul 2011 الساعة : 10:19

 يبدو أن الأخوة في صحيفة الناس لم يجدوا ما يستر عورة فضيحتهم الإعلامية إلا بمقال حفل بالسباب الشخصي لي و جاء منفعلا و ركيكا و قفز على الحقائق بطريقة ملتوية وانطوى على تناقضات و مغالطات مريعة.
وللحقيقة أقول كنت أظن أن صحيفة الناس ستقوم بحذف خبر حصولها على وثيقة قالت عنها بالحرف الواحد (بنشر هذه البرقية التي تشير الكثير من المعطيات الفنية إلى أنها صادرة فعلا من جهة رسمية، نكون قد حصلنا للمرة الأولى على اعتراف بوجود سيارة تقوم بالاغتيالات وتعود إلى شخص معروف).. وبسبب هذا الظن كتبت في نهاية المقال: ( ورابط الخبر على موقعها إن لم يقوموا بحذفه)..
وبعد هذا يتساءل الأخوة أين موضع الكذب في هذا الخبر!!
لا اصدق نفسي أنني أمام إعلاميين و صحفيين يعرفون معنى العمل الصحفي وأبجدياته. فإذا كان وصف وثيقة نشرت قبل عامين و تناقلتها عشرات المواقع الالكترونية بالقول ( نكون قد حصلنا للمرة الأولى على اعتراف.. الخ) هذه الوثيقة التي أكلت عليها مواقع الانترنت وشربت تصبح لدى صحيفة الناس دليلا للمرة الأولى على تورط شخصية (معروفة)- هكذا ورد في نص الخبر - فيما يدعي مقال الصحيفة المنشور في موقع كتابات إنهم لا يعرفون هذه الشخصية ولم تكن لهم سابق معرفة بها، كيف إذن جزموا بأنها شخصية معروفة!! إلا اللهم اعتمادا على ما ورد في الوثيقة نفسها وهذا يعني تسليمهم بصحتها فلما المكابرة والإنكار.. ؟
لا يوجد أيها السادة سوى احتمالين، الأول: إن محرري الخبر وناشريه يعرفون مسبقا بأمر هذه الوثيقة المزورة( سنأتي فيما بعدد للحديث عن دليلنا على تزويرها) و لا يجهلون أنها نشرت في عدة أماكن على شبكة الانترنت ومنها موقع المنصور العائد لحزب البعث المجرم مصدر الوثيقة. ولا اقل من افتراض أنهم و بفعل المهنية و أصول حرفة الصحافة أن يقوموا بالبحث السريع عن هذه الوثيقة الخطيرة بكل المقاييس للتأكد من كونها تنشر ( للمرة الأولى) وليس من ركام هائل على الانترنت ينشر يوميا ولا يكلف أصحابه سوى بضعة دقائق للعمل على إحدى برامج تحرير الصور و تعديلها، و لا شك سيحدون أن مصدرها الأول هو الموقع المشار إليه، وأمر البحث في النت سهل ميسور لكل من يعرف كيف يضرب على لوحة الكيبورد.. أم يا ترى أن كادر الصحيفة لا يعرفون ذلك؟ وعندها يبطل نصف المقال الانفعالي و حججه التي قدموها للقارئ، فليس بمقدور صحيفة الناس ادعاء أنهم لا يعرفون انتماء هذه الشخصية و لا توجهها السياسي ولا الفصيل السياسي الذي تنتمي إليه ، لأن مصدر الخبر ( موقع المنصور البعثي وأغلب المواقع الأخرى التي نقلت عنه ) قدم للوثيقة بما يكفي و يغني و سمّى الجهة السياسية التي ينتمي إليها العنبكي قائلا: ((إن السيد سامي العنبكي مستشار وزير المالية يقود مفارز خاصة بـ ( فيلق بدر ) وهذه المفارز تقوم بواجبات خاصة في تنفيذ الاغتيالات والعمليات الإجرامية)).
والاحتمال الآخر إن الأخوة في صحيفة الناس التي تعرف ما تقول وتقول ما تعرف استلمت من أحد السابلة أو ببريدها الالكتروني هذه الوثيقة، فبحلقوا فيها مذهولين كمن عثر على كنز سليمان و أرسلوها للطباعة فورا دون إجراء أبسط ما يجريه محررو الصحف ومسؤولو الصفحات من عملية بحث ومراجعة سريعة للتأكد من أن المحتوى غير منشور مسبقا خاصة وهم أمام وثيقة ( حصلوا عليها للمرة الأولى.. ).. قبل المغامرة بنشرها، وهذا إجراء روتيني يقع ضمن سياقات المهنية و الالتزام الأخلاقي والوطني تجاه القراء. وهو ما لا يحتاج إلى خبير طلاسم صحفية ولا إلى بروفسور في الأكاديمية الإعلامية.
وعلى هذا الاحتمال وفي حال أحسنّا الظن واستبعدنا الدوافع والأغراض غير المهنية نكون أمام حقيقة مؤلمة، من أن صحيفة الناس مجرد منشور للهواة وأن الهم الأول هو خلق الإثارة بشتى الطرق والأساليب وهو ما ينعكس على كامل تغطيتها الصحفية.. فلا أحسب أنه بعد هذه الفضيحة ستكون الناس موضع ثقة على الإطلاق.
أما القول إن الخبر الذي طالبوني بقراءته عشرات المرات قد تضمن التأكيد على ( نحن ننشر هذه البرقية ، الوثيقة ، ولا نملك أي دليل على تكذيبها ، أو تصديقها).. فقد كان من الأجدر ألا يحاولوا الضحك على ذقون البسطاء و يوقعوا أنفسهم في ورطة جديدة. فمن جهة كنت أغضضت الطرف عن هذه الجملة التي تتناقض كلية مع ما يصرح به المقال و يوحي به من حصول الصحيفة على وثيقة لأول مرة تثبت .. الخ.
ومن جهة ثانية حاولت قراءتها ضمن السياق الذي جاءت فيه من باب حسن الظن بأن من كتبها لا شك شخص عاقل مدرك لما يكتب و يقول.. فالجملة السابقة مجتزأة من سياقها، فما ورد هو التالي ((نحن ننشر هذه البرقية – الوثيقة ، ولا نملك أي دليل على تكذيبها أو تصديقها بغير الدم الباهظ الذي دفعته القوات المسلحة والشرطة ضباطا وأفرادا والكثير من المواطنين الممتازين بينهم مهندسون وأطباء وقضاة وإعلاميون)). وبهذا برروا نشرها و منحوها قدرا من المصداقية منحة من هو مقتنع بها، وهذا ما يوضحه قولهم التالي : (إن هذه البرقية أيا كان مقدار صدقيتها تنقل ما جرى ويجري التستر عليه إلى العلن.) وأنا أدعوا كل عاقل أن يخرج لنا بمعنى مفهوم من هذه العبارة.. فكيف تطرح الصدقية جانبا لنبني على ذلك نتيجة حاسمة هي أن هذه الوثيقة التي لا نملك صدقيتها تنقل إلينا ما يجري التستر عليه إلى العلن.. رحماك يا الله .. يا مثبت العقل في الرأس.. !! هل سمعتم بكلام باطل كهذا كما يسميه اللغويون، وهو يشبه قول من قال ( لقد جف البئر فهيا بنا نشرب منه ! ) ..
أخيرا أدعو صحيفة الناس إلى الاعتذار لي عما كالته من سباب و شتائم غير لائقة و عليهم كإعلاميين أو كمحسوبين على مهنة الإعلام النبيلة أن يتحلوا بالشجاعة اللازمة و يعترفوا بهذه الفضيحة.. أو أن لا يخجلوا إذا ما كانت متبنياتهم قريبة من حزب البعث وبقاياه.
و رحم الله أمرؤا اعترف بخطأه و عرف قدر نفسه.
ملاحظة\ جزمنا بأن الوثيقة مزورة لأنها من إعداد خبير التزوير الذي يلقب نفسه بـ ( هدهد سليمان) وهو اسم مستعار لأحد البعثيين الذين ينشرون وثائق من شرق الأرض وغربها لا تقنع حتى المجانين

Share |