ثيران لا ضروع لها .... لتنتج الحليب/محمد علي مزهر شعبان
Tue, 12 Mar 2013 الساعة : 6:44

الربيع العراقي
هكذا يعجب البعض ان يسمي تظاهرات لم تشكل نسبة 1% من سكان تلك المدن في الفلوجه والموصل بأنها امتداد للربيع العربي او بالاحرى الجحيم الدموي . حين اطاحت بالدكتاتوريات واتت بالربيع المريع الذي شيدته امبراطورية مجهرية ، واحة الديمقراطية ، اللبرالية المؤسساتيه الحكم ، دوحة الحرية الفكرية ، انها امارة الاميرة حمد ( لصاحبها الامير موزه )
من المعروف والمألوف ان لكل حركة ثورية فكر ورؤى وفلسفة ، تقرا الماضي وتحدد عوامل نكوص الارادة الشعبية ، وتحدد اسس النجاح وابعاده ، بعد ان رزخت تحت نير الحكام اللذين تعكزوا على شعارات ويافطات وخطابات ديماغوجية ، فجلسوا طويلا ك ( ثيران لا ضروع لها لتنتج الحليب ) ولكن لها قرون تنطح بقسوة . فحين حركت الشعوب ثائرة التخلص من حكامها ، لم يتقدمها المقكر او القيادي الطويل القامة تجربة وفلسفة تفقه وضع الامور في نصابها ، انما بوصلة الشارع سارت بهذا الاتجاه ، وتحركت في هيجان ولم ترسم هدف ما بعد الاطاحة . هنا تناولتها الايدي الخفيه ، وتدفقت الملايين من الدولارات ونصب امراء للحرب وفصائل وعناوين ، ولكن هذه الحرب ضد من ، بعد ان انتهت المهمة من اسقاط الانظمة ؟
والسؤال ماذا انتجت هذه الثورات ومن سرق عفويتها ؟ من وجه تلك البوصلة حيث الانتقال من الرمضاء للنار ؟ من جعلها وكأنها تمردات وانفعالات تقتل وتنهب وتدمر ؟
اذن اين اضحت امال تلكم التضحيات الجسام ، والاجساد التي خطفها الموت من البوادر الاولى للصراع بين الشعوب وطغاتها ؟ من جاء بهذه القيادات وكأنها قطيع ذئاب هائجة تفتك بالابرياء اطفالا ونساء ؟ من اين استوردت هذه الوحوش ، وسطت على الشارع لصوصا وقطاع طرق ؟
نعم كل الثورات تجري فيها الدماء ثمنا للحرية والانطلاق الى عالم جديد يحقق اماني الشعوب ، ولكن هذه الثورات يؤسس ارادتها افكار واهداف ساميه وقادة ينتقلون من عالم التخاذل والخنوع الى ان يمد الانسان قامته ليرى العالم ، ويطل على الوجود بافكار تريد التسابق مع هذا التزاحم التقني وليصطف مع التقدم العلمي والحضاري . كل الثورات العظام يهندسها مفكروها ويسيرون قبالة جماهيرهم ، جان جاك روسو ، لينيين ، هوشي منه ، الامام الخميني ، كانوا في مقدمة جماهيرهم ، تنفسوا برئة اوطانهم ولم يجيروا لا فكرا ولا مالا لاحد .
اذن على ماذا تحسب الثورات العربية ، هل اصطف المفكرون وعقلاء الامة في مقدمة الثورات ، ام ركبها المستوردون ؟ انها توجهات ممسوكة ومربوطة بحبل واحد ، والعجب لتوجه ظلامي واحد . مفكرها ات من مجزرة القصابين ، وداعمها بدوي امي انقلب على ابيه وعقره خارج عشيره وامارته المنبثقه من الرمال . شاءت الاقدار ان تمر تجربة تحرر وهي بمثابة القدر في بلد اسمه العراق ، بدات فيه مؤشرات التحول الديمقراطي السلمي ، ونطقت فيه صناديق الاقتراع وليس فوهات الدبابات ، ليعيش تجربة فريدة في العالم ، حين يحكم الصندوق للاغلبية السياسيه ، لكن الاغلبية الت الا ان يكون جميع اهل الوطن شركاء ، عسى ان ينهض الجميع لبناء بلد مزقته الحروب ، لكن عاصفة نبشت لنا ما اختفي في السرائر المريضه ، وغمامة سوداء ثقيله انزلت البلاء والابتلاء على هذه التجربة الفتيه . فصائل مدججة بالسلاح والهزال الفكري . لافتات طائفيه ، تذبح على الهوية ، افواه تنفث سم ، رجال لم نعرف لهم ماض اصبحوا قادة واعلام . يا للمهزلة هل استبدل فهد وحسين الشبيبي ، بعلي حاتم واحمد العلواني ؟ هل نخرج محمد باقر الصدر من قبره ، لينحره مرة اخرى سعيد اللافي ، مثلما قتل اليوم عمار بن ياسر حين هدوا قبره الى الارض وهم يصرخون الله واكبر ، اسمع يا محمد هذا ابن اول شهيدة وشهيد في الاسلام نحرناه مرة اخرى وانت القائل ( ستقتلك الفئة الباغيه ) هل من المعقول ان الغي نضال من تسلقوا اعواد المشانق من ابناء هذا الوطن ليتسلق عبد المنعم البدراني المنصة ، داعيا الى قتل من اسماهم الروافض ؟ هل من المعقول ان امسخ تاريخ الثورات والانتفاضات ، بصراخ جوقة من المطبلين السببابين ؟ ياله من ربيع المستشري كالوباء ، المتعفن برائحة الطائفيه ، لا يعرف نعمة الفكر بل الكفر ، ولا فسحة الامل ، انما اكذوبة ادعاء ودجل .