بين ما ينجم عن التطور التاريخي للمجتمعات وما يتمخض عن التآمر الاستعماري/عبد الامير محسن ال مغير
Tue, 12 Mar 2013 الساعة : 6:15

من مهازل ما يمر به الانسان المعاصر ان يطلب اوردكان تعديل ميثاق الامم المتحدة ليصبح عضوا دائميا في مجلس الامن حيث طرح فيما مضى مفصحا عن عدم رضاه عن المنظمة الدولية الا ان ما هو مضحك في وقت تتطلع فيه الانسانية الان الى مؤسسات دولية تحفظ للإنسان كرامته وحقوقه التي كفلتها الشرائع السماوية والوضعية الا ان الانسان المعاصر مازال يعاني من الاضطهاد والفقر والتمييز وبدلا من ان يكون اوردكان داعية للسلام والانحياز نحو تطلعات تلك الشعوب وضمان حقوقها بوجه القوى الاستعمارية التي ما فتأت تنهب بخيراتها فهو يطرح نفسه داعية للحرب والتدخل في شؤون تلك الشعوب وناهبا لأموال وممتلكات جيرانه عن طريق عصابات محترفه كما انه يطرح نفسه وبغباء مفرط ليعود بالمنطقة الى ما قبل مئات السنين دون ان يلتفت الى ما قطعته البشرية في مسيرتها باقتراب حلول الشعوب محل الحكام المستبدين وينظر الى ما حولة بما تسير نحوه دولا صغت لصوت الانسان وجوره من قوى غاشمة تحاول ان تفرض هيمنتها عليه فأغاثتها بالمساهمة بتخليصها من براثن المستعمرين الجدد وبدلا من كل ذلك يفاخر اوردكان بان اسلافه وصلوا الى حدود اثيوبيا كما يقول دافعا بالشعب التركي نحو العزلة في وسط احابيل وخداع وتأمر الغرب وفي هذا الوقت بالذات ترشح الدول الاعضاء الدائمين في مجلس الامن كروسيا والصين الهند والبرازيل الدولتين المستقرتين والتي احداهما تغطي شبه القارة الهندية تقريبا والثانية تتزعم قارة امريكا اللاتينية في حين يأمل أوردكان من اسياده الفرنسيين والبريطانيين والامريكان ليكون ذا صوت دائم في مجلس الامن ولكن من يناصر الشعوب في هذه العصر هو من يفوز بالنصر والمساهمة بقيادة الانسانية المعاصرة ففي وقت ترشح روسيا الاتحادية والصين كل من الهند والبرازيل كما ذكرنا للعضوية الدائمة يرشح الغرب صديقهم ومن ينفذ تامرهم في هذه المنطقة اوردكان ولا يلومهم احد ان صح مثل هذا الحدس فهم ينظرون للحياة من خلال منافعهم وليس ضمانا للعدل وتحقيق مستقبلا مستقر وامن للإنسانية واوردكان صديق وحليف مع شيخ قطر الذي يعمل ليل نهار لتنفيذ مخططات اسرائيل للهيمنة على المنطقة العربية ويشكل هو واوردكان الادوات الرئيسية لتحديد مسار تلك المخططات والسعي لتنفيذها ولكن الزمن بنظر الكثير من المؤرخين قد تتجاوزهما نحو ضمان مستقبل الشعوب بنتيجة تنامي وعيها فالمواطن العربي الان غير ما كان علية في بداية القرن الماضي وربما اهم دليل على ذلك ما تواجهه المخططات الغربية من تعثر فكم انفقت الولايات المتحدة من ثرواتها لتواجه كاسترو والثورة الكوبية وتشافيز وسيره الحثيث لانتشال شعبه ليصبح قدوة يقتدي بها الثوار ومحبي الشعوب ليس في امريكا اللاتينية فحسب وانما المتطلعين للحرية في العالم فهذين المناضلين لم تستطع قوى الاستعمار الغربية رغم تامرها وتهديدها ان تنال من صمودهما وها نرى الان كيف تظهر الانسانية المعاصرة تعاطفها مع الشعب الفنزويلي لخسارته الكبيرة لفقدانه زعيمه (هوغو تشافيز) بنتيجة ما حازة ذلك الرجل من ثقة عالية لدى شعبة وثقة الشعوب المحبة للسلام والانعتاق والحرية فالتاريخ لا يحفظ للمستبدين وسالبي قوت الشعب سوى الخزي والعار وهو امين في الحفاظ لعظماء الرجال ممن اثروا شعوبهم على انفسهم ومصالحهم ففي عصرنا تحرز الشعوب النصر عندما تقاد من قبل افذاذ الرجال الذين يؤمنون بان الطاقات الهائلة تتفجر عند ايمانهم بقدرات شعوبهم وفي منطقتنا تبقى ذكرى قادة افذاذ مروا بها محفورة وليس ما اكتنزته خزائن بلفور وترومان وفاروق واوردكان فمن اراد ان يذكر بالحسنة عليه ان ينحاز الى مصلحة شعبة وهو ما فعلة الرئيس الراحل الفنزويلي فقد بكته الجماهير الفنزويلية بدموع من الدم واعترف حتى اعدائه والذين كانوا يتوقون الى نهايته بقولهم (بان ما هو شاق فعلا ان شعب فنزولي سيبقى مفتقدا لزعيمه تشافيز ولفترة طويلة) واعتراف الاعداء هو المؤشر الاساسي لعظمة من تفتقدهم شعوبهم فذلك القائد الفذ اعاد لجماهير امريكا اللاتينية ذكرى جيفارا وغيره ممن ضحوا بحياتهم ليحموا خيرات اوطانهم وليعطوا من انفسهم مثالا للحكام الاخرين حيث عانت امريكا اللاتينية نفس ما عانته القارة الافريقية من نهب للخيرات من قبل كارتلات الشركات الغربية التي حولت تلك القارة الى فريسة مباحة بشتى انواع الخبث والتفكيك والجريمة اما في عالمنا العربي فلم يوضع حد لنهم تلك الشركات وهي تتطلع من جديد للهيمنة مستثمرة الاقزام من بعض حكام هذه المنطقة لتستخدمهم حراس زور على ثروات هذه الامة لينفقوا من هذه الثروات لتكريس تلك الهيمنة حيث تمنى الكثير من المثقفين العرب في هذا العصر ان لا تكون تلك الثروة في منطقتهم لأنها جلبت لهم الحروب والحصار والماسي فالبشرية الان اتجهت الى قسمين شطرا ينشد الحياة بمعناها السليم والحر والاخر تحكمه مجاميع من الذئاب لتسطوا على خيرات البلدان الاخرى تحت ذرائع اضحت مثارا للسخرية كالديمقراطية والحرية وهي غير ملتفته للنقد من ان تلك المزاعم اضحت مكشوفة كونها تعتمد على اناسا جهلاء كشيخ قطر وفيما مضى ومنذ عام 1991 ولحد الان نجم عن فقدان عملية التوازن الدولي والتي اعقبتها الحملة الجديدة للغرب الا ان روسيا الاتحادية وبتصريحها لما بعد احتلال الغربيين لليبيا بانها ارتكبت خطا استراتيجيا كبيرا بالسماح للقوى الغربية بان تغزو القطر الليبي حيث كشف ذلك الغزو ظهور نهم الشركات بنهب نفط ذلك البلد ولم تعد الدعوات بالديمقراطية والحريات العامة ذات قيمة بعدما تكشفت التحالفات بين القوى الغربية وعلى راسها الولايات المتحدة والحكام الإخوانيين وعلى حساب محاولة الاخوان لطمس معالم تلك الحريات لضمان بقاء وهيمنة خططهم كحلفاء ومنفذين للخطط الغربية وهكذا نرى الان كيف تموج الفتن في بلدان ما سمي بدول الربيع العربي كمصر وتونس وليبيا وما تعانيه تلك الشعوب من غرائز الاستحواذ والجريمة فاوردكان يرشح نفسه ليكون خليفة عثماني جديد جاء بخدعة مؤكدة من قبل الغرب فالغربيين رغم احاليبهم وصنعهم للدسائس فهم يضعون هذه المنطقة محل الضن والشك والريبة ومنذ قدومهم اليها الا ان اهم ما حققوه بنظر جميع الباحثين قدرتهم على جعل شعوب هذه المنطقة يقتل بعضهم البعض على اساس طائفي ولم يكن هذا السلاح جديدا فقد استعمله البريطانيون في الهند والسودان وفي كثير من مستعمراتهم القديمة وها هم يجربونه الان ولكن ذلك وان اذى هذه الشعوب الا انه قد اتى بغير وقته حيث تعكس هذه المقارنة الفرق بين التطور الحقيقي التاريخي للشعوب وبين ما ينجم من تامرا استعماري بنصب الحكام على تلك الشعوب .