مذكرات عراقي/علي الحصيني

Sat, 9 Mar 2013 الساعة : 23:43

مختصر من مذكراتي في ضل النظام البعثي المقبور وبالتحديد في سنة 1991 وبعد هروبي من الجيش قبل انسحابه من الكويت ، اندلعت الانتفاضة الشعبانية في اغلب محافظات العراق فالتحقت بالشباب الثائر المتواجدين في احد المدارس في نهاية شارع الحبوبي .

حيث ركبنا بسيارة شوفرليت بيكب تسحب مقاومة طائرات ثنائية وانا احمل قاذفة اربي جي سفن واستقبلنا الجنود الطاغية من الحرس الجمهوري وتم اطلاق نار متبادل بيننا وبينهم وفي هذه الاثناء جاءت طائرة هلكوبتر فضربت السيارة والثنائية بصاروخ من مسافة بعيدة  فدمرتها فهربنا بمسير على الاقدام مسافة خمسة كيلو متر تقريباً في البساتين وفي اليوم الثاني خرجنا في سيارة ابفا عسكرية وفوقها مقاومة طائرات احادية وكنت انا الذي استخدمها ومعي سيارة اخرى تحمل ثنائية وفي هذه الاثناء وصل جيش الطاغية الى منطقة جسر الهولندي مكان الكراج الموحد الحالي ، والطائرات تحوم علينا من بعيد .

 وتعطلت مقاومة الطائرات التي اعمل عليها ، وأنتها العتاد في المقاومة الثانية  ترجلنا وقال لي الشهيد البطل (حيدر هاشم ) اذهب الى المقاومات الموجودة في تقاطع مدينة الصدر ونحن سنتقدم الى الامام ولا اريد طائرة ان تقترب من مركز المدينة فلما ذهبت فلم اجد مقاومة صالحة للعمل ووجدت جماعة يضربون بمدفع الهاون فقلت لهم من انتم فقالوا نحن جماعة حيدر هاشم فقلت نعم فهو تقدم من داخل فروع مدينة الصدر ونحن بدورنا فالنتقدم بموازاتهم فاستجابوا بسرعة وتقدموا معي وعند وصولنا الى المخازن فوجئنا بجيش الحرس الجمهوري وهو في منخفض قرب جسر الهولندي وتم تبادل اطلاق نار كثيف فأصبت بطلق ناري بصدري فركضت مئة وخمسين متر تقريبا وتخللتها ثلاث سقطات وأخرها وضعت يدي تحت خدي وقرأت الشهادة مرتين فأتوني المجموعة التي كنت معهم وهم ينادون (ها اخي هل اصبت ، فقلت لهم نعم ) فحملوني على اكتافهم وطريقة حملهم لي جعلها الله سبب لإنقاذ حياتي حيث كلما يضرب برجله على الارض يضرب اعلى كتفه في صدري فأتقيأ دما لتفرغ رئتي من الدم فأستطيع ان اتنفسواستنشق الهواء ، فوصلنا الى المستشفى بأعجوبة وتسهيل من رب العالمين من كثر الرصاص الذي اطلق علينا .

وباشر الاطباء المتواجدين بأجراء عملية بدون بنك وفي صالت الطوارئ قرب الباب الخارجي وانا اتذكر كل خطوة قامو بها من تشريح وما شابه وأنا أتألم .

وبعدة عدة ساعات حضر والدي الى المستشفى وبقي معي وحضر اخي الاصغر (ازهر) وبعد يومان دخل ازلام النظام المقبور الى المستشفى بعد ان قصفت الطائرات الطابق السادس من المستشفى ، ودخلوا واسروا كل مرافق للمرضى هناك وعدد من المرضى المصابين بإصابات بسيطة او عليهم ابلاغ ، فسبحان الله سخر لنا احد الاشخاص يرتدي ملابس ممرض وأنقذنا بقوله للضابط ان هؤلاء دخلوا المستشفى منذ فترة واصبات الشخص يقصد انا من اطلاق النار العشوائي ولا صلة لهم بالأحداث وجمعوا كل مرافقي المرضى في غرفة بجوارنا في الطابق الارضي بعد ان انزلوا الجميع الى هناك .

وبعد خروجنا من المستشفى لم نذهب الى دارنا بل ذهبنا الى بيت عمتي في الجهة الاخرى للمدية اي في مدينة الصدر لان الجيش توجه الى جنوب المدينة الى نهاية الحبوبي وبعد عدة ايام رجعنا الى بيتنا وداهمونا للتفتيش وكانت في بيتنا قاذفة اربي جي سفن كانت مدفونة في حديقة بيتنا وقبل دخولهم للبيت رميناها الى اقرب مدرسة من وراء السياج .

والحمد لله لم يتم اعتقالي رغم اكتشاف ان احد الاشخاص في المنطقة كتب عليّ تقرير يقول انه شارك في الاحداث وان الدليل اصابته بطلق ناري وانه يقلد فلان (..... ) من المراجع ومحمد اخيه وكذلك امه فلانة بنت فلان وتم اكتشاف هذا بعد سقوط نظام الطاغية والظاهر كانت كتابة التقرير بعد عدة سنوات من فترة الانتفاضة ...  

Share |