العراقييون .. الرقص على أكتاف الموت /طاهر مسلم البكاء
Sat, 9 Mar 2013 الساعة : 23:18

اليوم يجلس العراقييون صباحا" على انباء السيارات المفخخة والموت المستمر الذي يتخطفهم، فيما هم في طريقهم الى العمل أو الدرس أو العبادة أو التسوق ... أو غير ذلك ،حيث لم يترك رسل الموت الجدد أي طريقة قتل لم يجربوها وباساليب تدل على نذالة وخسة المنفذين ،وفقدانهم لأي مبدأ أو شرع أو دين ،ولكنهم مسيرون لتحقيق أهداف مرسومة الغرض منها خراب العراق وتقسيم وتفتيت وحدة أهله الذين يردون على الموت بالأ ستمرار في حياتهم العادية رغم الموت الذي يتهددهم في كل طريق ومنعطف !
بالأمس كان العراق فتيا" طامحا" ،ولم يكن يشكل تهديدا" لأحد بقدر ما كان طموحه قد جلب عليه حقد أعدائه وتكالبهم على تدمير ما كان يبنيه ،مستغلين نزوات قيادتة الدكتاتورية للتشهير به واتخاذها حجة للحد من طموحاته التي كانت غير مشروعه في عرفهم .
فقد كان من حق العراق كبلاد الله الواسعة ان يطمح الى بلوغ مراتب علمية متقدمة ، ولكن الحقد بلغ بدويلة الصهاينه الى الهجوم العلني على العراق وتدمير المفاعل النووي ،الذي لم يثبت أحد أنه غير سلمي ،وعلى الرغم من أنها تمتلك ترسانة نووية ،فلم تكن هناك أي ادانه لهذا العمل، ولهذا لم تكتفي بذلك بل عادت فأجهزت على أغلب العلماء العراقيين بعد أن صفى الجو لها .
ومن حق السائل أن يتسائل : أذا كانت المؤامرة تشمل كل العراقيين بكل طوائفه وأديانه ،وهي واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار ،وهي تنفذ على نطاق واسع لايقتصرعلى العراق فحسب ،فما بال العراقيون ينساقون في أتجاه المؤامرة ويسمعون لمنظريها ،ويسعون في طريق لاتحمد عقباه ولاتعرف نهايته ! ما بال الملايين تتحول الى فئران تجارب أو بيادق شطرنج باتجاه تنفيذ المصالح الأمريكية والغربية ،ففي وقت يعلن ساسة الغرب ومفكريهم على الملأ الطرق التي سيلجئون اليها لأقتتالنا مع بعضنا وتخريب بلداننا بأيدينا ،ويبرزون الأفيون السحري الذي سيستخدمونه في ذلك وهو العزف على الوتر الطائفي ،حيث أن موضوع السنة والشيعة هو الملهاة التي تجعلنا نقتل وندمر بعضنا ،وهي النار التي ستأكل الحطب ومن ثم ستأتي على الأخضر واليابس ،ومع الأسف فأن النار سارت في الهشيم في بلادنا وفي أغلب البلاد العربية و الأسلامية ،فيما يسمى بالربيع العربي الذي أصبح واضحا" لكل مواطن عربي أنه القتل المستمر وتدمير البنى التحتية وبروز فئات ظلامية محشوه بالجهل ومسيرة بالدولار على حساب الفئات الواعية والمثقفة ،وبالمقابل فأن أعدائنا ينعمون بالسلام وينامون رغدا" على نسائم هذا الربيع !
أنهم يعلنون على الملأ ان الفوضى يجب ان تعم العالم العربي والأسلامي وأن يقسم الى دويلات متصارعة لضمان بروز دويلة اسرائيل كدولة قائدة في المنطقة عملا" بتنظير اليهودي البريطاني الأمريكي برنارد لويس والذي وضع خارطته سيئة الصيت التي تجعل العراق يجزء الى دويلة شيعية وأخرى كردية وثالثة سنية ،بحيث يصارع بعضها البعض الآخر ولاتقوم للعراق قائمة بعدها .
لقد أنشغل حتى عقلاء البلاد بأمور جانبية ما كان يمكن ان تطفو للسطح ،حيث عاش العراقيين لآلاف السنين وهم عراقييون ،يفتخرون بعراقيتهم سواء أكانوا مسلمون شيعة ام سنة ام من ديانات اخرى ،فما بالهم اليوم ،بعد ان توفرت لهم فرصة بناء بلدهم والأستفادة من خيراته التي لاتعد يهملون كل ذلك ويتركون الثوابت العظيمة التي تجمعهم ويتجهون الى تطبيق ما أعده لهم الأعداء من سيناريو يفرقهم ويمزق بلدهم ويعيدهم الى سني الحرب والفاقة والدمار ، أن ما يوحدنا حبل متين فما بالنا نتمسك بالخيوط الواهنة التي تفرقنا ،لماذا لانتمسك بالله ربنا ومحمد رسولنا والقران كتابنا وهي من دون شك كافية لوحدتنا ونترك لكل منا الخصوصيات التي يرغب في التمسك بها ،بما لايضر بوحدة البلاد ويهلك العباد ،ولنرى بوعي وتركيز العالم من حولنا ،لنرى البلدان التي وقعت في الفخ ،هي في طريقها للتمزيق بعد ان دمرت ويهلك المئات من ابناءها يوميا" بيد بعضهم ،كما يتوجب أن نرى الجانب الأخر الذي مر بتجارب مشابهة قبلنا كالأوربيون مثلا" الذي أقتتلوا حتى وصلت ضحايا الحربين العالميتين الأولى والثانية الى ملايين القتلى ،ولكنهم اقتنعوا بالنهاية بالسلام بين اديانهم وطوائفهم المختلفة ،ولكنهم مع الأسف لايزالون يستخدمونا ساحات صراع غير مباشرة لهم وينعتونا بنعوت التخلف والبلادة .
لننتبه أن فرصة نبذ خلافاتنا التافهة والأتجاه الى البناء العظيم هي لاتزال متوفرة وبأحسن احوالها ، وان فرصة ترك البناء والتقدم والعيش الكريم، والأتجاه الى الأقتتال والفرقة وتدمير البلد هي ماثلة اليوم وبأحسن أحوالها أيضا" .
انكم على مفترق طرق أيها العراقييون ..فماذا أنتم مختارون ؟