الجامعة الوهابية تؤجل قمة بغداد- إبراهيم زيدان
Sat, 7 May 2011 الساعة : 12:00

لم أتفاجأ بإعلان جامعة الدول العربية وهي تعلن للعرب اجمع تأجيل (بسبب تصريحات بعض المسؤولين العراقيين الخاصة بأحداث البحرين ) بل زادتهم تفرقة وتشتتا وضياعا ، وان جمعتهم فهو للاستهلاك الإعلامي حتى وصلت الأمة العربية إلى الحضيض من قمة إلى قمة ، وهذه المرة أكدت الجامعة المفرقة انحيازها للموقف الخليجي الذي بني على أساس طائفي من موقف الحكومة العراقية التي لم تعرف كيف تتعامل مع الأحداث بذكاء ، بل انحازت للحكومة السورية مثلا هنا وانحازت للشعب البحريني هناك ، مما أعطى هذا التخبط في الموقف السياسي الفرصة للطائفيين في الخليج للطلب من مفرقة الدول العربية إلى إلغاء ( قمة بغداد)المزمع انعقادها في العراق ، وجرت لأجلها الاستعدادات المبكرة على الرغم من جميع العراقيين وصلوا إلى قناعة أكيدة بان هذه القمة ستؤجل لامحالة بسبب الإحداث في المنطقة العربية بعد أن اجتاحت رياح التغيير التي بدأت بتونس الخضراء مرورا بمصر العروبة التي سجل فيها الجيش المصري موقفا وطنيا كبيرا في لانحياز إلى الشعب لان السلطة زائلة في جميع الأحوال والشعب باق رغم انف الدكتاتوريات العربية التي جلبت للأمة المزيد من الخيبات والهزائم ، ولان الحكومة العراقية انحازت طائفيا في موقفها من الأحداث في البحرين فهذا يعني أن الذريعة جاهزة لتفويت الفرصة على الحكومة العراقية في تحقيق نصر السياسي بانعقادها في بغداد .
والبحرين تعاملت طائفيا مع شعبها مثلما تعاملت مع أبناء العراق الذين علقوا ذات أيام في مطارها ( وكنت شاهدا على ماحدث )، لان الرحلة المتوجهة ترانزيت إلى مطار النجف الاشرف تعذر على ركابها الاستمرار في رحلتهم إلى تلك المحافظة بحجة العواصف الترابية التي اجتاحت معظم مدن العراق ، فلم تعر سلطات المطار ولا (شركة طيران الخليج) أدنى اهتمام وقتها لمعاناة المسافرين ومنهم من أجرى عملية خارج العراق وجاء به حظه السيئ إلى (ارض العروبة) في البحرين ليكتشف بنفسه الأكذوبة هذه ، فيشهد بأم عينه كيف أذله الأشقاء البحرينيون في مطار البحرين الدولي وجعلوه يفترش أرضية صالة الانتظار لمدة يومين وكادت تصير ثلاثة أيام لولا مناشدتنا الحكومة العراقية للتدخل لإنهاء معاناتهم ، الأمر الذي جعل الأشقاء في حرج فاضطرهم إلى توفير حافلات لنقلهم إلى الفندق ليلة اليوم الثالث ليبيتوا في فندق فئة أربع نجوم مجاور لوزارة الدولة لشؤون مجلس النواب والشورى ، والسبب معروف لان المسافرين كلهم متوجهون إلى محافظة النجف الاشرف وماذا تعني طائفة ساكنيها لدى صاحب الجلالة الذي استعان بوهابية آل سعود لذبح شعب البحرين الذي طالب بالتغيير كبقية شعوب المنطقة التي تواجه الظلم والطغيان والفساد .
وقرار الجامعة المنحاز لايمكن أن يصدر من دون تأثير سعودي وهابي يقف بكل إصرار طائفي ضد الحكومة العراقية ، بل ولم يتردد المسؤولون فيها من استعدادهم لبذل أموالهم من اجل إفشال التجربة الديمقراطية الوليدة في العراق على أساس أن من يحكم هم الشيعة ، والحقيقة أن الشيعة والسنة شركاء في سلطة عراق الاحتلال الأمريكي من خلال أحزابهم الطائفية .
وأملنا بان تتراجع المفرقة العربية عن قرارها المنحاز هذا والمدفوع الثمن سلفا ليكون انعقاد مؤتمر الحضيض المقبل في العراق ليحضره الرؤساء العرب الجدد ( وليس الملوك والأمراء طبعا ) الذين جاءت بهم رياح التغيير إلى السلطة ، ولكنه أمل أراه سرابا في ظل الانحطاط والانقسام العربي الذي يشهد ذبح أبناء شعبنا على يد حكامه الملطخة بالدماء ( الذين وصفوهم بالجرذان وعملاء الاستعمار .... ) في ليبيا والبحرين وسوريا الخ.
وإذا كان من قرار يحفظ ماء وجه الحكومة العراقية ، فعليها أن تحدد موقفها من الجامعة الوهابية التي قبضت الثمن ولتذهب العروبة الكاذبة إلى الجحيم ، فالجامعة الوهمية هذه صارت بابا للارتزاق باسم العروبة .