وأد المرأة العراقية/دلال محمود

Fri, 8 Mar 2013 الساعة : 23:47

يقاس تطور الشعوب بمقدار ماتناله المرأة من دور يُلقى على عاتِقها ,في عملية مسيرة التطور الحضاري.
لهذا نرى في الدول المتطورة أن المرأة أحتلت دوراً ريادياً كما هو حاصل في المجتمع الألماني حيث أن المستشارة الألمانية (أنجيلا ميركل)صُنِفَت من بين النساء اللواتي حصلن على لقب المرأة الحديدية.
نحن لانريد من المرأة أن تنسى أمومتها أو تركنها جانباً, فديننا الأسلامي الحنيف أخصَّ المرأة بأروع صفة ودور الا وهو دور الأمومة,ولانطالب بالحرية التي تنتهي بالتفسخ الأخلاقي والأجتماعي الذي يتبجَّحُ الغرب به كحرية الخروج لساعات متأخرة من الليل بدعوى
مساواتها مع الرجل.
كلما أحاول الكتابة عن المرأة بشكل عام والعراقية بشكل خاص, ينتابني شعوراً غريباً وقوياً, ويثنيني عن الخوض فيه لأني أرى أن الرجل العراقي , لاحرية لديه كما هي رفيقة دربه,نعم فالرجل مُكبَّلٌ في عدة مناحي, ولاأريد من
يدعَّي ذلك زوراً.
هل هناك فيكم من يدلَّني على رجل عراقي يملك حرية أرادته ورأيه؟
حين يتعرض الرجل للتفتيش ,في أي مكان وفي أي وقت, هل في هذا الأمر حرية وكرامة للشخص؟
حين يُفرَضُ حظر تجوال ما, ولأيِّ سبب ما, هل في هذا أحترام للأنسان رجلاً,كان أم أمرأة؟
حين تُبنَى سجون سرية ودهاليز لايعلمها الا الله, هل هناك حرية؟
حين تُسلَبُ حقوقك بأبسط مقومات الحياة الطبيعية, هل في هذا حرية؟
حاولت مراراً,أن أخوض في موضوع الساعة,وأُعني به تلك المظاهرات التي تَعمُّ مدن ومحافظات عراقنا الحبيب, فرغم أني مُتابِعة مُواظِبة على مايحدث في الساحة الآن وبرغم من كل مايُشاع عنها من أكاذيب,الاَّ أنني أجدُ قلمي عاجزاً عن الخوض فيها وأنا لاارى أي دور للمرأة فهي مُغيبَّة بشكل ظالم وسافِر وكأنها لاوجود لها ولادور في كل مايحدث.
لقد عوَّلتُ على المرأة العراقية مراراً,ولكن من دون جدوى, فهي مغيبة بشكل مرعب ومدمر فحتى في البرامج العادية يكاد يشعر المرء أن هناك تعتيماً مخططاً حول دور المرأة وفاعليتها,فالمحتل أكثر من يعلم ان المرأة حين تُسَلمَّ زمام الامور ستبدع وهذا مالايريده العدو, فهو خطط كي يوأد أكثر من نصف شعب العراق فالمرأة نسبتها أعلى من النصف في عراقنا الجديد.
قال أحد المفكِّرين العِظام, (لاخيرَ في مجتمع يعيش نصفه في المطابخ), على أساس أن المرأة تكوِّن نصف المجتمع
اذاً فكيف بمجتمعٍ بعيش اكثر من نصفه في المطابخ؟,
ان الأمل لازال يحدوني كي أرى المرأة العراقية وهي تأخذ حقوقها ولاتنتظر ان تُعطَى لها فالحرية حين تُستَلبُ والحقوق حين تغتصب لاتسترد الا بالقوة والثبات.
دعواتي بمثل هذه المناسبة وهو (يوم المرأة العالمي) ان تنال المرأة حقوقها وأن ينال الشعب العراقي بكامله حريته التي غيبَّها المحتل اللعين وماأعقبه من حوادث جلل.

Share |