هل تحققت بروتوكولات صهيون ؟/طاهر مسلم البكاء
Wed, 6 Mar 2013 الساعة : 22:03

أولا" :
ـــــــــــــــ
اليهود والمسلمون بين الأمس واليوم :
نعتقد ان الدول الاستعمارية التي احتلت البلاد العربية والإسلامية ، لم تنل من دينها وسمعتها بقدر مانال منها اليهود وخاصة في العقود المتأخرة ،والعداء اليهودي عداء متأصل ترجع جذوره إلى يوم ظهور النبي محمد في مكة . فقد كان أحبار اليهود ينتظرون محمد في مكة الموجود أسمه في التوراة والإنجيل أن يأتي منهم ، من اليهود لا من غيرهم ،حيث من المعلوم أن اليهود يزعمون إلى اليوم أنهم شعب الله المختار ، ولما بعث الرسول محمد وتبين لهم أنه من العرب بدأ غليان حقدهم ،وبدأت مؤامراتهم ودسائسهم تتوالى للتخلص من الدين الجديد ورسوله محمد في أن واحد .
{ َلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ .{ البقرة 89 }
لقد كان الرسول محمد عارفا" ومدركا" للطبيعة اليهودية المتلونة ، ألاّ أنه أضطر لمجاورتهم بعد هجرته إلى المدينة المنورة ، فقام بعقد معاهدات تعايش وحسن جوار مع أغلب طوائفهم ، ألاّ أن معدنهم وخبثهم بدأ يبرز للعلن وتزداد مؤامراتهم مع بروز الدولة الإسلامية الناشئة الفتية ، فحاولوا قتل الرسول محمد برمي حجر من أعلى حصونهم على رأسه ، فيما كان جماعة منهم يلهونه بالحديث
،ولما لم يفلحوا حاولوا دس السم إليه ، وكان أكبر تحدي واجهته الدعوة الإسلامية هو غزوة الأحزاب ( الخندق ) حيث تكالب كل مــن الحقد القريشـي والأطماع
الغطفانية والكيد والخبث اليهودي ،ليؤلف جيش قوامه عشرة ألاف رجل ، وقد ذكر خاصة المؤرخون أن اليهود هم من دبروها وعملوا بكيد وضغينة لإذكائها ، على الرغم من أنهم يرتبطون بمعاهدات صلح وتعايش مع المسلمون .
{ أَوَ كُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ .{ البقرة100 }
، وتفانى المسلمون الأوائل في الدفاع عن عقيدتهم وابتكروا طرقا" جديدة في التحصينات لم يألفها المهاجمون من قبل فخاب سعيهم ولم يصلوا إلى المسلمين الذين كانوا وقتها في قلة قليلة ولكنهم يحملون إصرار وعزيمة الدين الجديد كله ،الذي بلغ تخوم الأرض اليوم .
ولما لم تفلح جهود اليهود فقد أخرجهم المسلمون من الجزيرة العربية كلها ،ليأسهم في استقامتهم ولتأكدهم من معدنهم الفاسد .
وعلى الرغم من المستوى الديني والفكري الذي كان يتمتع به اليهود قبل الإسلام بين قبائل العرب الوثنية ، غير أن تاريخهم الذي تؤكده الكتب السماوية ،يدينهم ويشهد بفساد عقائدهم وقتلهم الأنبياء والتجاوز على الشرائع السماوية ،أدى بقبائل العرب التي تجاورهم ،وفيما بعد المسلمون ، إلى أن ينظروا لهم موضع الشك والريبة ، وأنهم موضع الغدر والفتنة والتنصل من العهود والمواثيق أينما دارت مصالحهم وأهوائهم .
{ وضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ .{ البقرة 61 }
وقد تعرضوا للشئ نفسه في أوربا وعلى فترات وحقب تاريخية مختلفة ،وبدأت الحركة الصهيونية تنشــط فــــي العصر المتأخر القريب ، وتظهر على أنهم شعب مظلوم بلا أرض وبنفس الوقت يفبركون أكذوبة من أن فلســـــطين أرض بلا شعب ،وبمساعدة بريطانيا العظمى ، تمكنت عصاباتهم من استباحت أرض ودماء وممتلكات شعب فلسطين ،الذي هجروه بالملايين لينشؤا مستوطناتهم السرطانية مكانه وفوق أرضه في تحد سافر لكل الشرائع والأخلاق والمثل المتداولة في عالمنا .
ونعتقد أنهم ارتكبوا أكبر الأخطاء في تاريخهم القديم والحديث ،حيث يتوجب عليهم الاستمرار بالكيد والخبث والدسائس لكي يتسنى لهم الاستمرار على هذه
الأرض ، الأرض التي لا تعود للفلسطينين وحدهم بل لكل العالم الإسلامي،الأرض التي لن ينساها أهلها ،والتي تقول تجارب التاريخ أنها ستعود إلى أهلها وأن طال الزمن ، فالقدس احتلت لأكثر من عشرين مرة عبر تاريخها ولكنها عادت إلى أهلها ، وأن هؤلاء المهاجرين سيعودون من حيث أتوا أن عاجلا" أم أجلا".