من يشعل النار ... من المستحيل ان يكون اطفائيا/محمد علي مزهر شعبان

Tue, 5 Mar 2013 الساعة : 22:12

حين تذهب الحكومة مستجيبة لادعاء ما هو مشروع من المطالب ، لابد للمرء ان يتسائل : ان هذه المشروعية وكأنها لازمة لكل من انبرى يحلل ويعلل ، لازمة حقوق الانسان ، وكأن مفردة مشروعة ، خيمة السلامه ، وجلباب العافيه ، وانهاء فتنه ، واطفاء نائره . لنسئل عن مشروعية المشروعة ، المادة 4 ارهاب ؟ هذه المادة تتعامل مع من ويلزم تطبيقها مع من ؟ أليس مع قتلة ذباحين مفجرين ارهابيين ؟
اذن كيف يكون التعامل مع هكذا نوع من الاوغاد ؟ لابد ان تكون الاجراءات من الحزم والتوثب والاقتحام في موقف يكون الجندي او الشرطي اما مقتولا او منجزا لمهمته ، ومن الضروري ان تاخذ االصولة عزما وردود افعال انفعالية واعصاب في غاية التوتر ، حين تكون ردة الاخر الموت على القادم بعينه . واذا بالمفوهين والمظلومين والمتباكين يشكون المفاجأة والقسوة وعدم مراعاة الشفافيه ، حين يلقى القبض على ارهابي وجه فوهته الى صدور القادمين ، ضمن منطق المحتجين ، المفروض ان يرمى بالورود ، ويقبل بالخدود .
هذه المادة الازمة عند اهل المنصات ترتبط بمطلب ثاني ، وهي العين الراصده ، سواء الاستخباري الحكومي وهو مايندر تواجده وذلك من خلال السلوك الاقرب الى الجمعي في ميدان الحاضنه مذهبا وهوى ، او المخبر السري . ودون هاتين الدعامتين في الإخبار عن الارهابيين لا تستطيع القوات الثابته والمتحركه ان تعرف اوكار وجحور وقماقم هؤلاء القتله . ثارت ثائرة الجدل حول المخبر السري ، وكأنه اكتشاف عراقي كفعلة نيرون بروما ، وليس اسلوب المتحقق والمؤسس في الدول التي تنشد الامان وغير المستقره امنيا ، والتي تعتمد على العين الراصده المزروعة في مناطق الجريمه في كل حكومات الدنيا . ، دعك من ادعاء الكيد والعداوه ، فهي ذر الرماد في العيون ، فالمخبر يقدم دلائله على الارض ، وهي تخضع الى كشف الدلاله والمتابعه من الجهات الامنيه .
من هو المخبر السري ؟ انه مدفوع بمعطيات ، انه ابن الارض التي يتحرك فيها الارهاب ، ودوافعه معروف للعمل ، فاما يسخر من المنظومة الامنية بعد القاء القبض عليه ليوصل الى رؤوس الجريمه ، ولنا في هذا الصدد الكثير ، من اخبر عن تواجد صدام ، للزرقاوي للبغدادي للحديثي . واما الدافع الثاني انه كان ضمن صفوفهم فأب وتاب وضربه سوط الضمير فانشق وتحول . اذن المخبر السري ليس يتنزه في الحدائق ومدن الالعاب والمسارح ، انه في ساحة حواضن القتل والارهاب .
المطلب المقدس الثالث ، الغاء الاجتثاث والمسائلة والعداله ، والسؤال من هم المجتثون ، ماذا عملوا ، كم من الاضحيات اعدمت من خلالهم ، من كان يدفع الناس الى الموت ، من هم فرق الاعدام ؟ من هم فدائيوا صدام ، من قطع الالسن ، من بتر الاذن ، من هشم الايدي بالهراوات ، من كان يقذف السجناء من فوق البنايات ؟ من هم من نسقوا وانسجموا واندمجوا بعد السقوط مع القاعده ؟
من القاعده في العراق أتلك النفرات من الاوباش من هذه الامارة او تلك المملكه ، ام البعثيين اللذين نزعوا بدلة الرفاق وابدلوها بالدشداشه القصيره ، والشارب المهدل باللحيَة الكثة العفنه ؟ من يعد لهذه الجرائم المنظمة التي أزهقت ارواح مئات الالاف من الضحايا ؟ كيف امنح هؤلاء الحرية حين اعدموا حياة وحرية الاخرين ؟
الحق العام شأن الحكومة وهي حرة فيه ، ولكن من يأخذ لليتامى والارامل والثكالى حقوقهم ، اليس القانون ؟ اذن اي قانون يلغى وتبعيته مئات الالاف من الضحايا ؟
المطلب الرابع اطلاق سراح السجينات ، القديسات . السجينات نوعين ، الاول اعم اغلب ، من قتلت زوجها او اخوها ، او من ضاجعت عشيقها على فراش الزوجية ، او السارقة ، او دليلة اللصوص في محلات الصاغة ، او التي اغوت شابا غضا في سيارة اجرة لتقوده الى الموت حيث ينتظر صحبتها من يقتلوا شابا في ريعان العمر ليسرقوا عمره وعربته . ام النوع الثاني فهن ملائكة الرحمة اللواتي على موعد العشاء مع ( استغفر الله ) تلكم المحزمات بالاحزمة الناسفه ، وليمتها اشلاء المئات من الابرياء . يا للعزاء يا للماجدات من النساء يا للمتباكين على الشرف النبيل .
تعالت الاصوات حين افترشت الساحة تحت هذه العناوين ، وهم لا يدركوا أنهم سيساقوا الى اجندة ، وخطباء غير اولئك في عنفوانية اللحظة السانحه ، سوف يمتدون نفسا وغاية ، من خطابات عزة الدوري وحارث الضاري واجهزة الثريا الثلاث مئة المتصله بالمخابرات القطريه ، والدفوعات المليونية من خزينة حمد بن جاسم وام المؤمنين (موزه ) واخر دفعة يعرفها اخر زائر الى تلك الدويلة المجهرية . اجندة سوف تتطور يتصدرها رجال اختصاصهم طائفيه ، واهدافهم الغاء العملية السياسيه ، اسقاط الحكومة ، والغاء الدستور ، ( اتريدون تعديل الدستور ام الغاءه ... يجيب الصبية اسقاطه .... سيدفع كل من انضوى في العمليه الى عقوبة عشر سنوات ، يرعى الصخول في صحراء نجد .. اموافقون .. نعم ) وجوه تعرف ما تريد ،سقف مطالبها لا يحتاج الى دفوعات وتظلم واسباب ، مدعومة مدفوعة الثمن ، معروفة التوجه ،خطابها يمتد ويمتد حيث تكون مصادره ابعد من الحدود التي احتوتها جغرافية المطالب الاولى . انها الدراما الجديده ، وهي تتناول الخريف العربي ، بسيناريوتها نحو الثيمة المفاد .. ابطالها القادمون الجدد ،لهجتها لغة قتال ، وقتال لا ينتهي بتنفيذ مطالب ، انما الفصل الاخير من المسرحية ، ابادة طائفة تسمى الشيعة . تقول نيويورك تايمز في تقرير لها ( إلى أن وجود الجهاديين جزئيا في سوريا يرجع إلى وجود تقارب في التوترات الطائفية عبر الحدود مع العراق، حيث تنظيم القاعدة، ففي إحدى التسجيلات الصوتية كانت هناك محاولات سافرة لربط التمرد في العراق بالثورة في سوريا، وتصور الصراعات على أنها طائفية، السنة في مواجهة الشيعة .
وثيقة تقترب اكثر لمسئلة الفصل الاخير (أحد أفراد القاعدة 56 عاما يعيش في منطقة الحويجة قرب كركوك في العراق، قال لمراسل صحيفة نيويورك تايمز في العراق يوم الثلاثاء أننا أصبح لدينا تجربة في مقاتلة الأمريكيين، والآن أصبحنا أكثر خبرة في الثورة السورية" وقال"أملنا كبير في تشكيل دولة سورية عراقية إسلامية سنية ، ثم نعلن حربنا ضد إيران .
الفيغارو يتحدث كاتبها : إن المحتجين ينتمون إلى الأقلية السنية التي أصيبت بخيبة أمل بعد انهيار نظام صدام حسين وفقدانها المزايا التي ظلت تحظى بها على مدى ثلاثة عقود خلال حكم حزب البعث برئاسة صدام. ويضيف المقال إن المظاهرات الضخمة التي يشهدها العراق يقودها أعضاء سابقون في حزب البعث ومتمردون سابقون وليس طلبة من متصفحي موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك في العاصمة بغداد .
انها سخرية اقولها لمن ينهضون ، سباعية خماسية ، وتتزاحمون في انجاز المطالب ، اطلاق السجناء ، اطلاق المليارات من الدولارات لصرف رواتب لمن كان ولايزال وسيبقى مجرما . انه هزال فكري ، حين تعتقدون ان هذه الجوقة ستؤوب. لعل من السخرية او من الحكمة ان اقتبس قولا للسيد بشار الاسد : ليس من الممكن .. ان من يشعل فتيل النار .. ان يكون اطفائيا .
كتبت هذه السطور وانا اشاهد قناة العراقيه وهي تعرض الصورة الاخيره ، كيف يقتل العراقيين زمن المقبور ، فوجدته ارحم من خطباء المنصات في الفلوجة والموصل .

Share |