تلك احد مؤلفات الكاتب الروسي دوستويفسكي وهي عبارة عن مجموعة من الذكريات والمشاهدات والتأملات التي استوحاها( دوستويفسكي) من سجنه في سيبريا حيث قضى اربع سنوات مع مجموعة من الشباب الذين حكموا بالعقوبة ذاتها لارائهم المتطرفة .
وكان سجن دوستويفسكي مع هؤلاء الشباب هو الدافع لتأليف هذا الكتاب ، وكان سبب سجن دوستويفسكي هو بعد ان تخرج من كلية الهندسة تطوع كضابط في الجيش الروسي وبعد ان اصدر امر بنقله الى الارياف رفض الانصياع للامر وقدم استقالته حيث تفرغ للكتابه والتأليف وظل يتردد على المنتديات الادبية والفكرية وتعرف على جماعة من الشباب المتحمسين والمتمردين على الوضع السياسي القائم انذاك فاخذ يساهم معهم في المناقشات والاراء السياسية مما حدى بالسلطة بالقاء القبض عليهم ومعهم دوستويفسكي الذي حاول التملص من قبضة المحققين بحجة انه ليس من ذوات تلك الافكار المتطرفه وانه مختلف ومعارض لهم فلم يفلح باقناعهم واقتيد الى السجن .
ولابد من لفت النظر بأن هذا الكتاب يفتقد لمقومات القصة الاتي تفترض وجود ترابط بين اجزاء الكتاب ومع ذلك فاننا نجد فيه جوانب مثيرة من حياة المساجين واوضاع السجون ولاسيما في سيبيريا التي تعتبر منفى قاسي المناخ بالنسبة لمن يصدر في حقهم احكام السجن او الاشغال الشاقة ، وقد قارن دوستويفسكي بين كتابه( الجريمة والعقاب) وبين كتابه هذا حيث قال: لايمكن مقارنة جرم بجرم وبالتالي توقيع العقوبة ذاتها على جريمتين غير متشابهتين لان لكل جريمة ظروفها وابعادها ودوافعها فالذي يرتكب سرقة رغيف خبز والذي يجرم دفاعا عن شرفه غير الذي يجرم لغاية الاجرام فيجب ان تكون العقوبات مختلفة مادام هناك اختلاف في طبيعة الجرائم التي تنتمي الى فصيلة واحدة وبما اننا لايمكن تلافي هذا التفاوت باعتباره امرا محتوما فعلينا ان نأخذ نتائج العقوبتين بعين الاعتبار .