رسالة لمدير بلدية الناصرية الجديد من جديد/ حيدر محمد الوائلي

Mon, 4 Mar 2013 الساعة : 0:21

قبل أيام قليلة سبقت تغيير مدير البلدية القديم بالجديد كتبت مقالة بعنوان (رسالة علنية لمدير بلدية الناصرية) ولكن صادف أن كان مدير البلدية القديم قد قدم طلباً بإعفائه من منصبه لصعوبات واجهها في تأدية عمله.
وجاء المدير الجديد، ومن باب الأنصاف ارتأيت أن أعيد أكثر ما كتبته ناقداً بالحسنى للمدير القديم فأعيدها علها تصل للمدير الجديد وهي مجرد أراء ربما تصيب أو تخطئ.

سيدي الكريم...
سوف لن أكون لك مادحاً مثل بعض محبي المدح، ولا قادحاً مثل محبي القدح، ولكن سأكون لك منصفاً وداعياً لك بالموفقية والنجاح في عمل ليس بالسهل كما أنه ليس بالصعب جداً فهو صعب وحسب...!!
ليس سهلاً فلو كان سهلاً فهو يعني التقاعس بالعمل واللامبالاة واستغلال الانتهازيين (وما أكثرهم) لتلك السهولة لتحقيق مآربهم وكسبهم الحرام.
وهو ليس صعباً جداً لكي لا تكون هذه الصعوبة (جداً) مبرراً لعدم بذل الجهد والحرص لتوفير أفضل ما يكون.

وفيما يلي فقرات من الرسالة الموجهة للسيد المدير القديم هي ذاتها للسيد المدير الجديد تحقيقاً للصالح العام، والله وخدمة الناس من وراء القصد.

السيد مدير بلدية الناصرية الجديد المحترم...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
وددت في البدء تقديري لحجم الصعوبة التي تواجه عملكم الوظيفي، فليست الإدارة والحكم والتصدي للمسؤولية بالشيء السهل، طبعاً إذا كانت المسؤولية والإدارة تدار بنزاهة وحرص وإخلاص فبالنزاهة والحرص والأخلاص بالعمل تكمن صعوبتها ليس بها أكيداً فلو كانت فاسدة ومهملة فهي إدارة ومسؤولية كائناً من كان يستطيع التصدي لها والجلوس على كرسي حكمها.

لا يخفى على جنابكم الكريم الكم الهائل والكبير جداً من الإهمال والظلم الذي حصل على محافظة ذي قار حيث لم ينصفها فيما مضى أحد من قبل ولا من بعد، فقد ولّى غير مأسوف لرحيله نظام بعثي سابق ظلم المحافظة كثيراً وخلفه على أطلاله نظام حالي لم يصلح قليلاً مما أفسد النظام السابق فيها كثيراً، فكيف بكثيره الكثير جداً...!!
وكيف بالفساد والتخلف الذي لحقها لتجعل منها محافظة متردية الأوضاع في كل شيء وفي كل قطاع ومجال.

سيدي الكريم...
ربما صادفت خلال تجوالك في المحافظة الكم الهائل من الوساخة والنفايات في مدينة الناصرية التي هي مركز محافظة ذي قار فكيف ببقية النواحي التابعة لها وأقضية المحافظة عموماً والتي هي أوسخ منها بكثير، حتى أصبح وجود مكان نظيف نادرة من النوادر ولو حصلت لتكلم عنها الناس أكثر من السياسة وبلاويها...!!

أنا أعلم أن المواطنين أنفسهم هم سبب تلك الوساخة لأنهم نظيفين داخل بيوتهم ويرمون نفاياتهم في سلة المهملات ولكن ما إن يخرجوا للشارع حتى تراهم يرمون النفايات في كل مكان يمشون ويجلسون فيه...!!
ولكن هو دوركم في نصب سلال وحاويات مهملات نظامية ومرتبة ومثبتة بشكل محكم في أماكن نظامية وفي كافة الأحياء.
ولماذا يا سيدي الكريم لا يتم توزيع حاويات نفايات على البيوت ولجميع المناطق السكنية دون إستثناء، لا أن توزعوا لحي سكني بعينه دون اخر...؟!
ولماذا لا يتم تخصيص حصة شهرية منتظمة من أكياس النفايات السوداء الكبيرة لكل بيت والمحال التجارية وغيرها (20 - 30 كيس شهرياً) وهي رخيصة الثمن جداً، بأن توزع مثلاً ضمن البطاقة التموينية لنشر روح النظافة ووضع الأوساخ في الأكياس ومن ثم في حاويات وبذلك يسهل على عمال البلدية حملها، وبذلك تقل وساخة الشوارع والمرفقات العامة على الأقل.
ولماذا لا يتم التعاقد مع معمل لتدوير النفايات وبذلك تصبح للنفايات قيمة وفائدة، وهو دوركم بالتأكيد عليها والإصرار في التنبيه على ذلك دائماً في اجتماعاتكم مع المسؤولين.

وماذا عن قلة التشجير في المدينة وندرة المساحات الخضراء وقلة الحدائق العامة والمرافق الترفيهية والمتنزهات.
يقول المختصون أن النسبة الصحية للمساحات الخضراء الواجب توفرها في منطقة سكنية هي (30%) من مجموع الأرض المسكونة، ونقل بعض المهندسون المختصون في الناصرية أن نسبة المساحات الخضراء في مدينة الناصرية لا يتجاوز ما نسبته (4%) فقط...!!

وماذا عن قلة الأرصفة وفي حال وُجدت فهي غير نظيفة وغير أنيقة وتالفة ولا يوجد فيها مما يواسي على المواظبة عليها...!!

لماذا هنالك قلة في المساحات الخضراء في أرضٍ كانت تسمى أرض السواد لكثرة خضرتها وحتى صارت البقع الخضراء نادرة من النوادر أن نراها في مدينة أصبحت من ترابٍ وغبارٍ رغم أن أغلب أصول ساكني هذه المدينة العزيزة والمحافظة ككل هم من الفلاحين أو ممن أصولهم فلاحية.

من الطائرة يقول أحد المسافرين بأنه أتى من أوربا للعراق، فكان ما شاهده حتى وصل حدود العراق بالألوان وما إن دخل حدود العراق حتى تغيرت الصورة للأسود والأبيض...!!
بالرغم من ذلك لا تجد التشجير والمساحات الخضراء إلا في مناطق بعينها (مميزة) في أحياء (مميزة) وترك بقية الأحياء جرداء ومهملة ووسخة...!!

وما هذا الهوس بتوزيع قطع الأراضي لشرائح معينة دون أخرى...؟!
ومتى يستلم الشباب من الموظفين وغيرهم قطعة أرض سكنية يبنون عليها بيتاً يتخلصون به من إزدحام بيت العائلة وكثرة المتزوجين في نفس البيت ليصبح بيت التخلص من الأزدحام أكثر من كونه بيت الأحلام...!!
ولو حصل وكان محظوظاً جداً من إستلم قطعة أرض في هذا الوطن الممتلأ أرضاً، فستكون قطعة أرض في مكان لا يوجد فيه أبسط حقوق الأنسان في مكان مهجور وتكون على عاتق من يريد البناء أن يشيد منزلاً وشارعاً ومجارياً ومد أعمدة النور والكهرباء...!!
ولا أعرف أهو من عجائب العراق أن يقوم من يروم السكن بواجب ثلاث وزارات خدمية...؟!
وما هذا الذي يجري بأن يبني كل من يملك قطعة أرض داراً على نفقته الخاصة والدولة لا تدعمه بشيء يذكر إلا بسلفة تستقطع من راتبه كل شهر...!!
ولماذا ما هو مرسوم في الخريطة على أنه حديقة وخدمات فبالحقيقة هي مجرد قطعة أرض جرداء، أو مستنقعاً للمياه النتنة (الخيسة) ومرتعاً للكلاب السائبة، أو مجمع للزبالة...!!
ألسنا نحن أحفاد سومر وأور وأريدو، ولا أعرف أن لو أتى البابا لذي قار كما يُشاع هذه الأيام، أفلا تكون زيارته للناصرية خزي علينا وعار ما بعده عار لما سيراه والوفود التي ترافقه من إهمال ووساخة وسوء خدمات وقلة إهتمام بمدينة الحضارات...؟!

وماذا عن قلة الطرق الداخلية وكثرة السيارات، وبدلاً من إنشاء أنفاق وجسور وإستحداث شوارع وتصميم مدن حديثة وفك الأزدحام المروري الدائم واستحداث طرق جديدة وعصرية وبسرعة تنفيذ، فعلى العكس حيث يتم إغلاق الشوارع...!!

وماذا عن (بعض) الموظفين الذين لا يؤدون عملهم بالوجه الصحيح ويحس من يراجعهم بأنهم متثاقلين بتأدية واجباتهم وتشعر بالمهانة أحياناً لدى مراجعتهم، ومنهم من لايزال من خلف التلفون يتعاقد على تسهيل معاملة قطعة أرض مثلاً...!!

وما هي الخطط الموضوعة لتوفير أفضل خدمة لمواطني مدينة قارب عدد سكانها الميلون نسمة في المحافظة التي تجاوز عدد سكانها المليوني نسمة...؟!
وهل هنالك خطة علمية وهندسية و(بلدية) تواكب التضخم السكاني في المدينة والمحافظة ككل...؟!

ولماذا لا يوجد ملعب نظامي وحيد في مدينة يعشق ساكنيها كرة القدم والطائرة والسلة...؟!
ألا يستحق أهلها وجود ملعب كبير وجميل وقاعات رياضية عصرية...؟!
ولو كان ذلك من أختصاص وزارة السباب والرياضة ، فهل من الصعب أن توفر ساحات شعبية خضراء فيها فلاحين معينين يديمونها لتبقى خضراء على الدوام لا (جرداء وترابية) ليمارس عليها شبابنا وهم الوف مؤلفة الرياضة وأكثر منهم ألوفاً متفرجين مستمتعين بالخدمات المتوفرة لهم لو تحققت.

وأما مدارسنا الوسخة والقديمة والمتهالكة والبائسة والمفتقرة لأبسط وسائل التعليم والترفيه والنظافة فهي ليست من إختصاصك أكيداً.

عذراً للإطالة وشكراً لك سيدي الكريم وتقبل تحياتي وأمنياتي لك بالموفقية والنجاح في منصبك الجديد.

Share |