إذ كلّ نطـّاح لشعره ينطحُ /كريم مرزة الاسدي

Sun, 3 Mar 2013 الساعة : 23:16

بطلب من بعض الأخوة الكرام وللتاريخ , أعيد نشر قصيدتي التي نظمتها في دمشق الشام إثر الأنتفاضة الشعبانية ( أذار) المباركة , ونشرتها في صحيفة ( نداء الرافدين ) الغراء السنة الأولى العدد (17)- الخميس 3/ 10 / 1991 م - وتحت اسم(الشاعر الشريد ) , وأذيعت من (إذاعة صوت العراق الحر) من دمشق في حيتها , ولم تنشر في دواوين كاتب هذه السطور الثلاثة المطبوعة :

صُعقَ العراق ُ وقادةٌ تترنحُ *** قُبحاً لهم لمّا أذلـّوا وقبحوا

حتّى إذا انتفضتْ عليهم أمّّة ٌ *** حسّوا بثانيةٍ لها فتنحنحوا(1)

يا ويلهمْ إنْ بوركتْ أختٌ لها ** سترى رعاديداً يضمُّ المسرحُ

يا أيها الطاغي فما لك لا ترى ***دهراً يعلـّي بالآنــــام ِ ويبطحُ

لله سرٌٌّ في عُـــــــلاكَ وعبرة ٌ*** للعالمين إذا يســــود الأوذحُ

لا تطربنَّ فهلْ ستبقى سرمداً ******إذْ كلُّ نطــــاح ٍ لشعبهِ يُنطحُ

كمْ سجّل التاريخُ قبلكَ هازئاً *** رقما يُضافُ إلى الطغاةِ ويُطرحُ

العمرُ جسرٌ طيبهُ أو خبثهُ *** قلْ لي بربّكَ أين يُرجى المربحُ

الناسُ تلهجُ عقبَ عهدكَ بالثنا *** أو أن تعيشُ العــمرَ ذماً تقدحُ

أفضيتّ إبهاماً لتبصمَ طائعـــاً *** للأجنبي دماء قومــــكَ تسفحُ

إنّ الصراعَ على البقاءِ بعزّة ٍ **** أولى وإلا أنّ موتـــــكَ أرجحُ

***************************************

إنّ العراقَ أجلَّ وهو المُرتجى *** * ليســــــــومهُ خسفاً ذليلٌ أقلحُ

ما كانَ هذا أن يكونَ بموطن ٍ*** لو عاش في الأجواءِ نسرٌ يطمحُ

لكنْ أرى وطنـــاً تغافل أهلهُ **** فالدّهرُ في جدٍ ونــــــاسٌ تمزحُ

والتائباتُ إذا ألمـّتْ بالورى *** ** ألفيتَ كلَّ شـــــــفاعةٍ لا تفلحُ

فالشعبُ من كسراتهِ متحسراً *** * قدْ كــــانَ في عليـــــائهِ يتبجحُ

يا لهفي قدْ عزّتْ عليهِ كسرة ً **** والنفطُ بالخيـــراتِ تحتهُ يطفحُ

والرافدان ونعمة ٌ ثــرّتْ وقدْ **** حلَّ البـــلاءُ فأين أينَ المصلحُ

خلـّفتَ خلفكَ موطناً متزعزعاً ***** قدْ دُكَّ تدميراً وشــــعباً يُذبحُ

والناسُ في هلع ٍ ويسحقها الآسى *** جوعاً وتشريداً وعرضاً يُجرحُ

والنارُ تأكلُ كلَّ من رفضَ الخنا *** ** والعــالمُ المجنونُ ذا متأرجحُ

ما زالتْ القتلى تمجُّ دماءها *** وبقى كعهدكَ يا جريرُ المذبحُ (2)

********************************************

منْ قالَ هذا شعرُهُ لغو الورى **** حاشاكَ في الدنيا كلابٌ تنبحُ (3)

أنـّى السكوتُ على مصائبِ موطني*لي في الدّجى شيطانُ شعر ٍمفصحُ

لغةٌ أطوّعها كبعض ِ أناملي **** أنـّى أشــــــاءُ وأيُّ قول ٍ يملحُ

إنـّي من البلدِ الذي قد شُرّفتْ ***** فيهِ العظامُ وكلُّ نبــــــــتٍ يُفلحُ

ربّاهُ عفوكَ والتواضعُ شيمتي **** فرميتني في لـجِّ بحر ٍ أســــــــبحُ

من ذا يردُّ عليكَ حرمة َ شاعر ٍ **** ضاعتْ بديجور ِ الظـــلام ِ وتمنحُ

يا صاحبَ الشكوى برمتَ تشكياً ***اسنحْ بشــــعر ٍ رُبَّ طير ٍ يسنحُ (4)

حتى ابن هاني قد تحركَ لحدُهُ *** حنقاً على منْ في الغوايةِ يرزحُ

ماذا جنيتُ فنالني من سخطكمْ ***قد كنتُ في هزلي مُجدّاً أسرحُ(5)

فتجاهلُ الشـــعراءِ ظلمُهُ باسلٌ **** يمضي الزمانُ ونورهمْ يتوضحُ

إذْ يكشفونَ إلى الأواخر ِ ما جرى *** أو همْ لســانُ الدّهر ِ وهو الأفصحُ

يا صاحبَ الشكوى وما لكَ موطنٌ** * تأوي إليهِ فكيفَ تمسي وتصبحُ !

غصصاً جرعت َ وإنْ تبثـّها شاجياً *** بالنائحاتِ وكــــــلُّ همٍٍّ ينضحُ

فلجأتَ مــــن ضيم ٍ لجلـق ِ لائذاً **** وبها ملاذ ٌ للشـــــقيق ِ وأجنحُ

وإذا هممتَ على الرحيل ِ تغرّباً**** ترجو لبيق الثردِ يثني ويسمحُ (6)

هلْ أنتَ تطمحُ للعراق ِ توصلاً ****هانتْ أمانينا وعزَّ المطمحُ

عشْ هكذا في ذا الوجودِ مشرداً **** أو لا فزحزحه وقد يتزحزح

يا صاحبَ الشكوى وشكوى ما لها ****إلا وربُّكَ ألفَ بـــــابٍ يفتحُ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) تنحنح : ردّ ردّاً قبيحاً , والتنحنح يأتي أيضاًً تردد الصوت في الصدر

(2) تضمين وإشارة الى بيت جرير :

ما زالتْ القتلى تمجُّ دماءها بدجلة حتى ماء دجلة أشكلُ

(3)إ شارة الى شاعر معروف من النظام السابق , نعت قصيدة سابقة لكاتب هه السطور باللغو , وأيضا كانت منشوره باسم ( الشاعر الشريد) .

(4)العرب كانت تتشاءم من الطير البارح , وتتفاءل بالطير السانح .

(5) في البيت السابق نقصد الشاعر أبا نؤاس ,وهو ( الحسن بن هانىء) , إذ أراد النظام السابق تهديم نصبه , وتغيير اسم الشارع الشهير في بغداد , والذي يحمل كنيته ( أبو نؤاس ) , بحجة أصله فارسي ! ثم عدل عن الأمر المشين , أما في هذا البيت المرقم نشير إلى قول أبي نؤاس :

ما جئتُ ذنباً بهِ استوجبتُ سخطكمُ أستغفرُ اللهَ الا شــــــدّةَ النظر ِ
يا أهلَ بغدادَ ألقى ذا بحضرتكمْ فكيف لو كنتُ بين التركِ والخزر ِ

(6) في البيت إشارة إلى بيت المتنبي :
ولو كانتْ دمشقَ ثنى عناني لبيقُ الثردِ صيني الجفانِ        

Share |