جامعة ذي قار/حسن علي خلف
Sun, 3 Mar 2013 الساعة : 0:44

الاستاذ الدكتور : علي اسماعيل وانجازاته الكبيرة في جامعة ذي قار
ان المعطيات التي اتاحتها ووفرتها الحياة الجديدة التي تشهد قفزات نوعية في مجال العلوم وثورة المعلومات وعصر الليزر وزمن الالكترون الذي نقل الحياة من النظام الميكانيكي الى النظام الالي والان الى النظام الالكتروني ، ولا ندري ما سيخبئه التطور من انجازات . اقو ل ان تلك الامكانات ولو انها بسيطة في بلدي متواضعة في مدينتي ، الا ان وقعها كبير جدا . وذلك بفعل الارادة والتصميم القويين الذين يتمتع بهما رجالات العراق وامتدادهم ابناء هذه المدينة . فأبناء مدينة الناصرية ومنهم المتحدث ، يعلم كم هي معاناتنا كبيرة قبل الجامعة ، وعندما تشكلت نواة لها وراحت تسير بشكل متواضع الى ان بلغت ثلاث كليات , عندما انفك ارتباطها من البصرة استبشرنا خيرا . واصبحت لنا نواة لجامعة نحلم في ان تتعملق وتصبح الى جانب جامعات العراق بل وجامعات العالم رقما مهما . والدكتور علي اسماعيل عبيد , تسلم المسؤولية فيها عندما كانت ثلاث كليات بأقسام متواضعة وبنايات اغلبها لم تكن ملك التعليم العالي ، وقلنا ان همم الرجال وتصميمهم اذا تزاوجت وامتزجت وتفاعلت مع الذهنية الوثابة والعقل الذكي لابد وان تصنع المعجزات . فكان الدكتور علي اسماعيل يعاونه الدكتور المتفاني عباس الجابري كمساعد للشؤون العلمية والدكتور الرائع قاسم محمد كامل ، الذي اضطلع بالشؤون الادارية ، الذي فيه من التفاصيل ما يعجز عن تنفيذه العصبة مجتمعة . ولكن هذين المساعدين بعقليهما ومثابرتهما كانا خير عون للدكتور علي اسماعيل الذي قاد جامعة ذي قار وشعار ( فوق كل ذي علم عليم ) يؤطر عمله ويرفرف عاليا على جبهات جميع الكليات ، التي راحت تتسع بشكل مبرمج وتتوالد وتتعملق ، ويشد عمدائها الخيرين على ايادي الكادر القيادي في الجامعة ليشكلوا فريقا متراصا يسوده الوعي والثقافة والشعور المفرط بحب الوطن ، تربطهم اخوة الوطن ومهنة العلم .. وتوكلوا على الله وانتقلوا بجامعة ذي قار بكل تفاصيلها الى حالة التعملق والانفجار . بحيث انتقل هؤلاء القوم بالجامعة من ثلاث كليات تضم بضعة اقسام متواضعة جدا ، الى ما يزيد على الثلاث عشرة كلية وعدد كبير جدا من الاقسام والملاحق ، وراحت ايضا عقولهم تتفتق بل وتصبو صوب الدراسات العليا فحصلت الدكتوراه ، والماجستير ، وحصلت الدورات التطويرية . والاكثر من ذلك والذي هو مدعاة للفخر والاعتزاز ، ان يكون للجامعة حضور في فعاليات المجتمع ودوائره ، ومؤسساته الحكومية من خلال الاسهام في مجال الهندسة والطب والعلوم والتحليلات المرضية والصيدلة والاستشارة في مجال التصميم بل وفي حتى تحليل المواد الداخلة في البناء والتشييد لغرض تحديد مدى صلاحيتها بأن يبتنى بها العراق شامخا بعيدا عن الفساد الاداري والمالي والسرقة في كميات المواد واوزان البناء ومقادير التشييد ، وهندسة المنجز .. سيما ويتردد بين دوائر الدولة وخاصة تلك التي تبحث عن جهات محايدة لغرض فحص المواد الداخلة في البناء تطلق عليها جهات عشوائية نزيهة محايدة .. فكانت جامعة ذي قار مؤشرة كواحدة من تلك الجهات النظيفة التي رائدها بناء العراق .
كيف تحقق ذلك ..؟
لاشك ان وراء هذه الانجازات وتلك الخطوات وهاتيك الابداعات والكم الهائل من المتحقق ، عقول نيرة كان يحدو بركبها الدكتور علي اسماعيل ، تلك العقلية الفذة والذي يعد مفخرة من مفاخر العراق , يشهد بذلك تصنيفه العلمي حيث تسلسل رقمه بين علماء العراق المصنفين متقدم جدا .. وهذا لم يأتي من فراغ وانما جاء بفعل مثابرته وعقله الكبير ومؤلفاته العديدة وانجازاته الكثيرة وبحوثه الرصينة وعلميته التي لا يخامر احد الشك فيها .. وايضا عمله مع زملائه بل واخوته في جهاز الادارة من مساعدين وكادر وظيفي ، الى ابسط تفاصيل الوظيفة بروح يملؤها الحب والتفاهم والتواضع ، حيث انه كما اخبر ، لم يشعر انه اكبر من احد في يوم ما . ولكنه متكبر على المتكبرين وشديد ومتجبر على تلك الرؤوس الفارغة التي تدعي العلم والمعرفة وهي خاوية .. ومعلوم ان السنابل المليئة مطأطئة الرؤوس والفارغه المدعيه هي التي يملؤها الغرور. وهو وصحبه والجمع الخير الذي يعمل بمعيته مليئين بالعلم والتواضع . لاتغادر الجامعة تفكيرهم حالما يتركون الدوام المقرر فيها ، بل تظل الجامعة ومجالات الابداع والتجديد والتطوير والخلق بما في ذلك النوع والكم ، يستأثر برؤاهم حتى وهم على فراش الراحة او في خلواتهم او جلوسهم مع عوائلهم واصدقائهم . وهذا لعمرك منتهى التفاني والاخلاص ، ان الوظيفة تشغل هكذا مساحة من السلوك اليومي لهم ، بل هو شعور مفرط بالمواطنة وحب العراق . وانا ادري : ان الكثير منهم سواء كانوا على مستوى رئيس الجامعة الو المساعدين او عمداء الكليات او حتى رؤساء الاقسام , كثيرا ما تعرضت حياتهم وصحتهم للاعتلال من جراء الشعور المفرط بتطوير ما بحوزتهم من امانة يجب ان تنمو وتتطور وتصبح عملاقة . واني مهما عددت الانجازات التي تحققت على يد الاستاذ الدكتور علي اسماعيل وصحبه الاماجد من مساعدين وعمداء كليات ورؤساء اقسام وكادر وظيفي ، من جمهرة الباحثين والمساعدين والمعيدين وسواهم فاني حتما لا اوفيهم حقهم ، ولا استطيع ان اوفي الاستاذ الدكتور علي اسماعيل حقه لما قدمه من انجازات وقفزات واسعة في مجال التعليم العالي سيما وفي فترة من الفترات كان يقود جامعتين في ان واحد ، ( ذي قار وجامعة سومر ) بل وكان موزعا بين ما يؤديه من واجب في العاصمة او ما يقتضيه السفر الى الخارج لغرض التطوير والتدريب والاطلاع على تجارب الامم لنقله ليكون برنامج عمل في جامعة ذي قار ، وبين ما يؤديه من واجب داخل الجامعة لم يلحظ احد انه تقاعس حاشاه , او تأخر او قصر في انجاز واجب او اتمام عمل حتى الطلاب وهم في اقسامهم , لم يغادروا ذهنه , ولم يغيبوا عن باله ؛ وكم من مرة كان يشاطرهم راتبه وخاصة المعوزين منهم ... و مع كل ما في ذلك العمل من صعوبة وحساسية من جراء ضغط العديد من الجهات الحزبية والسياسية والجماهيرية والمجتمعية عليه وعلى صحبه لكنه كان يصرف الامور بما يرضي الله ويحقق العداله ، فلله درهم ما اطول بالهم ، فلا يسعني الا ان ازجي لهم اسمى ايات العرفان والشكر والامتنان ، ليس ردا لجميل بل شعورا مني بالضعف امام انجازاتهم العملاقة والتي اضحت ترى للعيان واصبحت مؤسسات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والمنتسبون يملكون البنايات وقطع الاراضي والدور السكنية ، واصبح اهل ذي قار ينعمون بكليات عديدة على رأسها الطب والصيدلة والهندسة والاعلام والمحاماة . واصبح مستقبل ابن ذي قار مضمونا له كرسي الدراسة بعد ان ذقنا الامرّين في الزمن الماضي . ابان الدراسة . هنيئا لك اخي الدكتور علي اسماعيل ، وانت تغادر المسؤولية فاسحا المجال لغيرك , هنيئا لك هذه الانجازات ، وهنيئا لكل صحبك الذين تعلموا منك حتما الكثير بل ونحن تعلمنا منك الكثيير . الم تكن الجامعة مركز اشعاع ..؟ ! وانت فعلا كنت قائدها الشجاع .